فصيل عراقي يعلن الحرب على أميركا وسط انقسامات داخل البيت الشيعي

فصيل عراقي يعلن الحرب على أميركا وسط انقسامات داخل البيت الشيعي

بعد يوم من إعلان الحوثيين في اليمن شنّ المزيد من الهجمات على إسرائيل، أعلنت «حركة النجباء»، أحد الفصائل المسلحة في العراق، ما أسمته «تحرير العراق عسكرياً» من بوابة الاستهداف المعلن للوجود الأميركي في البلاد.

وقال الأمين العام لـ«حركة النجباء» أكرم الكعبي، في بيان اليوم (الأربعاء): إن «المقاومة الإسلامية العراقية قررت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر، والقادم أعظم». وأضاف «لا توقف، لا مهادنة، لا تراجع».

وفي حين لم يُعرَف بعد ما إذا كان إعلان الكعبي ما أسماه تحرير العراق عسكرياً يقتصر على استهداف القواعد العسكرية العراقية التي يتواجد فيها الأميركيون، بالإضافة إلى سفارة واشنطن في قلب بغداد، أم انضمامهم إلى جبهة الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعد إطلاق «حماس» ما عرف بـ«طوفان الأقصى».

كما أن تعميمه بالقول: إن «المقاومة الإسلامية في العراق» تشمل فصيله فقط، وهو أحد الفصائل القريبة من إيران، أم يشمل باقي الفصائل المسلحة الأخرى، لا سيما كتائب «حزب الله» أو «عصائب أهل الحق» أو غيرها من الفصائل والحركات الأخرى التي لدى بعضها أجنحة سياسية ووجود برلماني وحكومي، مثل «عصائب أهل الحق» بينما لم تشترك «حركة النجباء» بالعملية السياسية حتى الآن.

وبينما أعلنت «حركة النجباء» تأييدها الدعوة التي كان وجهها مؤخراً زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى البرلمان والحكومة العراقية بغلق السفارة الأميركية، لكن الصدر رفض ما قامت به الفصائل المسلحة التي يطلق عليها «الميليشيات الوقحة» بالاعتصام على الحدود العراقية – الأردنية بعد ما كان أمر أتباعه بالاعتصام عند أقرب نقطة حدودية قريبة من إسرائيل بهدف إيصال المساعدات إلى أهالي غزة أو الدخول إلى القتال في حال لو تم السماح لهم.

ويعد إعلان الصدر رفضه مشاركة باقي الفصائل المسلحة في الاعتصام الذي دعا إليه أو الانضمام إلى جهوده في هذا المجال بمثابة استمرار الخلاف العميق، سواء بينه وبين بعض هذه الفصائل، وهو خلاف لم تجمّده أو توحده حرب غزة أو داخل البيت الشيعي عموماً والذي عكسه الحراك الخاص بعقد جلسة برلمانية لغرض إصدار بيان يدعو الحكومة العراقية إلى غلق السفارة الأميركية وطرد السفيرة ألينا رومانسكي.

الحكومة بين خيارين

وفي الوقت الذي كانت فيه الضربات التي تقوم بها الفصائل المسلحة العراقية ضد أماكن ومواقع التواجد الأميركي في العراق خلال السنوات الماضية تقيد ضد مجهول نتيجة عدم اعتراف الفصائل المسلحة بها، فإنه وفي عهد الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني التي أكملت قبل أيام عامها الأول لم تجر أي عملية استهداف للمواقع والسفارة الأميركية.

اقرأ ايضاً
أمريكا تطالب بمحاسبة الصين بعد تقرير أممي عن انتهاكات بحق مسلمي الإيجور

لكن حرب غزة ومع تأييد كل الفصائل المسلحة الكلمة التي ألقاها السوداني في قمة القاهرة، لكن إعلانها بدء ما أسمته تحرير العراق عسكرياً سوف يضع الحكومة في زاوية حرجة.

وطبقاً للمراقبين السياسيين، فإنه في الوقت الذي يستعد رئيس الوزراء العراقي للمشاركة في القمة العربية الطارئة التي من المتوقع عقدها في الرياض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فإن الضربات التي من المتوقع توجيهها من قِبل هذه الفصائل على المصالح الأميركية في العراق بمن في ذلك السفارة وتواجد المستشارين سيضع الحكومة بين خيارين أحلاهما مر، وهما إما السكوت على ما تقوم به الفصائل، وهو أمر ترفضه واشنطن وقد ترد بقوة داخل العراق ضد هذه الفصائل بصرف النظر عن موقف الحكومة، أو رفض الحكومة ما تقوم به الفصائل، وهو ما يجعلها في وضع حرج حيال ما يمكن تسويغه من مبررات أمام الجمهور، لا سيما الشيعي منه بشأن شرعية ما تقوم به الفصائل ضد إسرائيل.

الصدر لا ينتظر

وفي سياق الخلاف داخل البيت الشيعي بشأن كيفية مواجهة تداعيات حرب غزة في ظل صمت المكونين الكردي والسني، فإن هذا الخلاف انعكس على عدم قدرة البرلمان على عقد جلسة تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن إصدار قرار برلماني بغلق السفارة الأميركية في بغداد على الرغم من جمع التواقيع اللازمة لعقد الجلسة.

لكن قوى الإطار التنسيقي الشيعي التي هي على خلاف مع الصدر بعد إعلانه سحب نوابه من البرلمان العام الماضي، تريد الاكتفاء بإخراج الأميركيين من العراق بالوسائل السلمية والدبلوماسية مع بقاء السفارة؛ لأن غلقها يعد بمثابة إعلان حرب ضد أميركا؛ وهو ما يضع العراق أمام إشكالية جديدة يصعب الخروج منها.

وحيث يترقب الجميع ما أسماه الصدر «الموقف الآخر» الذي وعد باتخاذه في حال لم يتخذ البرلمان قراراً بغلق السفارة الأميركية وطرد السفيرة، فإن مدونته اليوم (الأربعاء) على موقع «إكس» خلت من أي نبرة تهديد أو دعوة جديدة لاتخاذ إجراءات ضد الأميركيين في العراق.

وبدا الصدر أنه لا ينتظر قراراً من البرلمان؛ وهو ما جعله يعلن أن «حماس» انتصرت وأن إسرائيل اندحرت في هذه المواجهة. وقال الصدر: إن «المقاومة انتصرت بالفعل انتصاراً باهراً حقيقياً… أدى إلى انكسار عظيم بجيش الكيان الصهيوني واستخباراته وسياسته البغيضة». وأضاف: «فقد أظهرت المقاومة الفلسطينية وَهَن الكيان فكان أوهَن من بيت العنكبوت، وأرعبت الجيش والمستوطنين المحتلين رعباً لم يروا له من مثيل سبقه، انتصرت وهي تقف شامخة صابرة، انتصرت بوقوفها مع شعبها ووقوف الشعب معها».

المصدر: الشرق الأوسط

شاهد أيضاً

1 1744763

من حي الكرنتينا إلى واجهة حزب الله.. هذه رحلة حسن نصر الله

انتهت مسيرة حسن نصر الله رسميا يوم السبت 28 سبتمبر 2024، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *