تحتضر مستشفيات مدينة غزة المحاصرة وسط احتدام المعارك حولها، فيما تحاول إسرائيل تسريع السيطرة عليها خشية تصاعد الضغط العالمي أمام مشاهد بحر الدماء الذي يسيل فيها بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ 38 يوماً.
وفيما سجلت أعنف الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و«كتائب القسام» في محيط عدد من المستشفيات، لا سيما «الشفاء» و«القدس»، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن كل المستشفيات في شمال غزة أصبحت الآن خارج الخدمة، وأن أطفالاً خدجاً ومرضى في قسم العناية المركزة في مستشفى «الشفاء» قضوا بسبب انقطاع الكهرباء والقصف والحصار المحكم.
ومع انتهاء اليوم الـ38 من الحرب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة جنود على حدود غزة: «هذه ليست مجرد عملية، إنها حرب، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن».
وجاءت تصريحاته فيما قال وزير خارجيته إيلي كوهين إن الوقت السياسي للقتال في غزة بدأ ينفد. وقال كوهين: «نحن ندرك أن الضغوط المتزايدة قد بدأت على إسرائيل. أقدّر أن النافذة الزمنية تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى يبدأ الضغط الدولي الثقيل».
وجددت السعودية، أمس، مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في غزة. وأكد الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، في اتصال هاتفي مع ريتشارد مارلز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسترالي، ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية في غزة، وحفظ أرواح الأبرياء، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وفي عمّان، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، من إن «أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها سيفاقم الأزمة. هذا أمر مرفوض ويعد اعتداءً على الحقوق الفلسطينية».
على صعيد آخر، واصل معبر رفح استقبال المغادرين من قطاع غزة، وكذلك دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث دخل نحو 500 من الأجانب وحاملي الجنسيات الأجنبية والمزدوجة إلى مصر، فضلاً عن عبور 97 شاحنة مساعدات إلى غزة.