نظمت وزارة الصحة في قطر العديد من الفعاليات والأنشطة الهامة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتوحد. والذي وافق 2 أبريل الجاري، وذلك بالتعاون مع وزارتي التعليم والتعليم العالي، والتنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية. ومؤسستي حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية، وسدرة للطب، والعديد من الشركاء.
وفي هذا الإطار اختتمت وزارة الصحة العامة في قطر اليوم الأحد فعاليات المنتدى القطري السنوي الافتراضي لاضطراب طيف التوحد، الذي نظمته الوزارة على مدار ثلاثة أيام.
وجاء المنتدى في إطار الخطة الوطنية للتوحد التي تؤكد أن جميع الأفراد المصابين بطيف التوحد لديهم الحق، الآن وفي المستقبل في الحصول على الرعاية والدعم المناسبين والفرص المتساوية أسوة بأقرانهم في المجتمع. وركز المنتدى هذا العام على تقديم حلول عملية للأهالي والمختصين بالتوحد في كيفية مواجهة التحديات التي تواجه الأطفال والبالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد خصوصاً في جائحة كورونا (كوفيد-19).
وصرح الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة العامة: إن المصابين باضطراب طيف التوحد يمثلون إحدى الفئات ذات الأولوية بالرعاية الصحية اللازمة في دولة قطر، وذلك من خلال توفير وضمان الخدمات المتخصصة والمتطورة لها.
ويمثّل هذا الاضطراب مجموعة من المشاكل السلوكية والتنموية التي تؤثر على مهارات الطفل الاجتماعية وتواصُله مع الآخرين وهو ما يجعل كلّ طفل فريدًا من نوعه ومختلفًا عن الآخرين.
وأضاف الدكتور محمد آل ثاني، أن القطاع الصحي يحرص مع الشركاء الفاعلين في دولة قطر على أهمية ضمان الوصول للخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لاضطراب طيف التوحد مع تعزيز خدمات التدخل المبكر والتعليم الشامل لاضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى مواكبة أحدث التطورات العالمية وعمل البحوث والدراسات العلمية في مجال الوقاية والعلاج والتأهيل والخدمات المختلفة المقدّمة لمصابي اضطراب طيف التوحد.
وفي هذا الإطار تمّ إعداد وتدشين وتنفيذ الخطة الوطنية للتوحد. وأكد أن انعقاد المنتدى القطري السنوي لاضطراب طيف التوحد بالتزامن مع اليوم العالمي للتوحد والذي يوافق 2 أبريل من كل عام، يؤكد أهمية الاستمرار في التركيز على تطوير مهارات وخبرات مقدمي الخدمات لأفراد اضطراب طيف التوحد وفقاً لأحدث المستجدات العالمية في هذا المجال، وتعزيز المشاركة الأسرية في وضع وبناء البرنامج التربوي الفردي للأطفال والبالغين من اضطراب طيف التوحد.
وقالت الدكتورة نوف الصديقي، قائد صحي الخطة الوطنية للتوحد: إن تنظيم المنتدى القطري السنوي لاضطراب طيف التوحد يمثل حدثاً هاماً في إطار جهود دولة قطر والقطاع الصحي لتعزيز الخدمات المقدمة لأفراد اضطراب طيف التوحد، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتوحد.
وأضافت الدكتورة نوف الصديقي أن المنتدى يساهم في تحقيق أهداف الخطة الوطنية للتوحد وفي إطار توعية الآباء والأمهات وتمكينهم من التواصل مع الرواد من مختلف الدول والمجتمعات للحصول على المعلومات الحديثة الموثوق بها وذات الصلة بالخدمات والبرامج المعالجة لأفراد اضطراب طيف التوحد في دولة قطر.وأكدت أن وزارة الصحة العامة بالتعاون مع شركائها يواصلون العمل من أجل دمج أفراد اضطراب طيف التوحد في المجتمع، وفق خطط طموحة وبناء على أحدث المستجدات العالمية في هذا المجال.
استعرض المنتدى القطري السنوي لاضطراب طيف التوحد العديد من الموضوعات الهامة، حيث قدم الدكتور إريك فومبون، الأستاذ بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، ومدير أبحاث التوحد بمعهد إعاقات النمو بالولايات المتحدة الأمريكية، والمتحدث الرئيسي في المنتدى، عرضاً لنتائج الدراسة التي أعدها في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد من خلالها عدم وجود أي ارتباط بين التطعيم واضطراب طيف التوحد.
وتحدث الدكتور ميشيل اليساندري، المدير التنفيذي لجامعة ميامي (نوفا -جنوب شرق)، مركز التوحد والإعاقات ذات الصلة (الولايات المتحدة الأمريكية)، حول تعزيز الفحص المبكر والوصول للتدخل: مراكز التميز للتوحد NICHD، شبكة ACTION “، واستعرض الدكتور أيمن البلشة خبير واستشاري التوحد والعلاج السلوكي، بالمملكة الأردنية الهاشمية، نموذج التنمية المجتمعية التعاون لأجل التدخل المبكر، برنامج “تمكين” للتدريب، طاقم العمل لاضطراب طيف التوحد.
وناقشت السيدة جولي فيشر، المدير التنفيذي لمدينة نيويورك للتوحد، المدرسة المستقلة (الولايات المتحدة الأمريكية) “التحليل التطبيقي للسلوك ومدخل لنموذج المدرسة المستقلة للتوحد بمدينة نيويورك”. واستعرض السيد محمود شياب مدير البرنامج ورئيس الجمعية الأردنية للسلوكيات والتحليلات، أكاديمية التوحد الأردنية مقدمة في تحليل منهج السلوك التطبيقي للغة – السلوك اللفظي).
كما قدمت الدكتورة وطفة المعمري، مدير طب الأطفال بمستشفى السلطان قابوس الجامعي، في سلطنة عُمان شرحاً حول التواصل الإقليمي والتعاون في أبحاث وخدمات التوحد. وتحدثت الشيخة الدكتورة دينا آل ثاني، الأستاذ المساعد بكلية الهندسة والعلوم في جامعة حمد بن خليفة، حول (نحو منصة مزاوجة الواقع لتعلم أطفال التوحد).
كما نظمت وزارة الصحة العامة ورشة عمل افتراضية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول تطوير الكفاءات المهنية والبرامج التدريبية الخاصة باضطراب طيف التوحد، وذلك لمدة 3 أيام في الفترة من 30 مارس وحتى 1 أبريل الجاري، وبمشاركة عدد من الخبراء والمختصين المحليين والإقليميين والدوليين.
استهدفت الورشة تعريف مقدمي الخدمات المختلفة بأهم البرامج التدريبية المعتمدة عالميا ورفع الكفاءة المهنية لمقدمي الخدمات حسب تخصصاتهم وتوحيدها في مختلف القطاعات لأفراد اضطراب التوحد خاصة ولجميع أصحاب الاحتياجات الخاصة عامة، وتوثيق ما يمكن أن يعتمد من برامج تطويرية عالمية للمساعدة في تطبيق برنامج الدمج التعليمي الشامل المصمم بشكل يتناسب مع احتياجات كل طالب من اضطراب طيف التوحد.
بالإضافة إلى تصميم إطار موحد لجميع الجهات الوزارية ومؤسسات القطاع الحكومي وشبه الحكومي والخاص يحتوي على ما يحتاجه المختصون من القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية من برامج تدريبية لرفع كفاءتهم على مدى السنوات المقبلة.
شارك في ورشة العمل عدد من الخبراء المحليين والعالميين من بينهم، الدكتور خالد سعيد، المستشار الإقليمي للصحة النفسية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ورئيس الورشة، كما قدم كل من الدكتور خالد عبد الهادي قائد أولوية صحة وعافية ذوي الاحتياجات الخاصة في الاستراتيجية الوطنية للصحة، ورئيس قسم السمع والتوازن بمؤسسة حمد الطبية، والدكتورة نوف الصديقي، قائد صحي الخطة الوطنية للتوحد، ملخصاً للاستراتيجية الوطنية للصحة، والخطة الوطنية للتوحد.
واستعرض الدكتور سيمون والاس، استشاري التوحد والمدير السابق لمؤسسة AT autism نتائج الاستبيان الخاص بالتوحد والذي شارك فيه الحضور، كما ناقش المعايير المهنية، والتدريب على التوحد في المملكة المتحدة، وقدمت الدكتورة كيارا سيرفيلي، المسؤول الطبي لبرنامج الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، بمنظمة الصحة العالمية، نصائح تقنية حول تطوير الكوادر والعاملين في مجال التأخر النمائي.
واحتفاء باليوم العالمي للتوحد أضاءت العديد من الجهات في الدولة مبانيها باللون الأزرق لتسليط الضوء على اضطراب طيف التوحد، ورفع مستوى التوعية لدى المجتمع.
ماذا قامت وزارة الصحة في قطر تجاه هذا الإضطراب
يذكر أن دولة قطر قامت بدور مهم في رفع الوعي باضطراب طيف التوحد على المستوى الدولي، ففي عام 2007، قدمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر دعمها للحملة التي دعت إلى تحديد اليوم العالمي للتوعية بالتوحد خلال الدورة الـ 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تمت الموافقة عليها بالإجماع من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وإضافة إلى تحديد الثاني من شهر أبريل يوماً عالمياً للتوعية بالتوحد، فقد شجع القرار الدول الأعضاء على اتخاذ التدابير اللازمة لرفع مستوى الوعي حول التوحد في مجتمعاتهم.ويشار إلى أن التوحد هو حالة تستمر مدى الحياة تؤثر على كيفية تواصل الفرد وتفاعله مع الآخرين، وعلى كيفية إدراكه للعالم المحيط به، ويُستخدم في وصف هذه الحالة تعبير “طيف التوحد” نظرًا لأن الأفراد المصابين بها يتأثرون بطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة، والسبب في معظم الحالات غير معروف.