54929387 101
الامارات اسرائيل أزمة

هل تنجح اسرائيل والإمارات في مساعي التطبيع؟

برغم اتفاقيات السلام بين اسرائيل والإمارات والتي شملت جوانب اقتصادية وتقنية وافتتاح للسفارات فإن مساع التطبيع
الجديدة نسبيا والتي بدأت برعاية ترامب وكوشنر مهددة بواقعية سياسية وجيوغرافية عصيّة على سلام ترى فيه استسلاما.

على سبيل المثال، فقد نقل تقرير لموقع أكسيوس عن مصادر أميركية قولها إن الإمارات علقت خططا لعقد قمة في أبو ظبي
مع إسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية، احتجاجا على محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استخدام
الزيارة لدعم حظوظه في الفوز بالانتخابات المقررة في الثالث والعشرين من مارس الجاري. 

وقال كاتب التقرير في الموقع الأميركي، باراك أفيد، أن أهمية هذا الحدث تكمن في كونه “أول أزمة دبلوماسية كبيرة بين
الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل منذ إعلان تطبيع العلاقات في أوغست الماضي”، ضمن ما عرف بـ “اتفاقيات إبراهيم”.

من جهة أخرى كان قد نشر وزير الشؤون الخارجية الإماراتي السابق، أنور قرقاش، تغريدة عبر فيها عن رفض الإمارات
“المشاركة في أي عملية انتخابية داخلية في  إسرائيل”.

وكتب الوزير في حسابه على تويتر “من وجهة نظر دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الهدف من  اتفاقيات إبراهيم هو توفير أساس استراتيجي قوي لتعزيز السلام والازدهار مع دولة إسرائيل وفي المنطقة أوسع. لن تشارك الإمارات العربية المتحدة في أي عملية انتخابية داخلية في إسرائيل، لا الآن أو في أي وقت آخر”. 

بالإضافة إلى ذلك كان الموقع الإلكتروني العبري “واللا”، قد نشر سابقا، أن مسؤولين إماراتيين أبدوا احتجاجا رسميا على
تصريحات مسؤولة في وزارة الصحة الإسرائيلية، قالت فيها إن التطبيع بين إسرائيل والإمارات رفع من عدد
المصابين بفيروس كورونا في بلادها!

وأوضح الموقع العبري أن مسؤولين إماراتيين توجهوا الأسبوع الماضي إلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وطالبوا بتوضيح بشأن تصريحات رئيسة دائرة الصحة العامة الإسرائيلية، شارون الراي برايس، التي قالت فيها بلهجة ساخرة إن “عدد من قتلوا في غضون أسبوعين من السلام مع دبي، أكثر بكثير ممن قتلوا خلال 70 عاما من الحرب معهم”.

أصوات مناوئة من جميع الجهات

من ناحية أخرى قال جنرال إسرائيلي إن “التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة تطور عظيم، لكنه يطرح تساؤلات عن
مستقبل علاقتنا مع السلطة الفلسطينية”.

اقرأ ايضاً
تسارع غير مسبوق بالتطبيع الإماراتي رغم العدوان الإسرائيلي على غزة

وأضاف مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية بالاستخبارات العسكرية- أمان، ومستشار الشؤون الفلسطينية
بوزارة الحرب، بمقال في صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته “عربي21”: “صحيح أن الاتفاق مع الإمارات خطوة
دراماتيكية ذات إمكانات إقليمية واقتصادية هائلة لإسرائيل، لكن السؤال هو كيفية الاستفادة منها في المشكلة المهمة خارج
الخط الأخضر مع الفلسطينيين”.

من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن هبوط طائرة إسرائيلية في الإمارات: «كان أملنا أن تحطّ طائرة إماراتية بركابها في القدس المحررة.. يؤلمنا أن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في أبو ظبي، تحمل اسم (كريات جات) المستعمرة التي بنيت على أراضي قرية الفالوجا التي حوصر فيها جمال عبدالناصر، في خرق واضح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي»

داخل اماراتي غير راض وتضارب في التصريحات

وبالمثل وعلى الصعيد الشعبي الإماراتي فإن مسحا إحصائيا سبق الاتفاق كشف عدم موافقة نحو 80% من الإماراتيين
بالسماح للراغبين بأن تربطهم “علاقات عمل أو روابط رياضية مع الإسرائيليين”، وذلك في تباين بين آراء الغالبية الشعبية
وبين السياسة الرسمية الإماراتية الحالية

علاوة على ذلك وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 أغسطس 2020، اتفاق السلام بين “إسرائيل”
والإمارات، حاولت الأخيرة تلميع ذلك الاتفاق بالحديث عن الموافقة على إيقاف ضم تل أبيب للأراضي الفلسطينية، في
محاولة لكسب الشارع العربي في صفها.

حيث قال ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد مبرراً لذلك التطبيع: إنه “تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية
خلال اتصال هاتفي مع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

لكن الرد جاء سريعاً عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما أكد، في ذات اليوم، التزامه بضم أجزاء من
أرضي الضفة الغربية المحتلة، مشدداً على أنه لن يتنازل عن العملية.

وصرح نتنياهو بقوله: “إن قضية الضم ستبقى على الطاولة، وإنها لا تزال على جدول الأعمال”، مضيفاً: “أنا من وضع
قضية الضم على الطاولة، وملتزم بها بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية فقط”.

شاهد أيضاً

حرب السودان

حرب السودان و دور قطر في التهدئة/ معلومات عن الوساطة القطرية في سودان

حرب السودان و دور قطر في الوساطة و التهدئة  حرب السودان هي صراع معقد ومستمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *