أثار قرار السلطات السعودية تنظيم وتحديد استخدام مكبرات الصوت في المساجد جدلا كبيرا، وانقسم السعوديون بين مرحب وغاضب.
بدأ الجدل بقرار من وزير الشؤون الإسلامية عبد اللطيف آل الشيخ بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية للمساجد على رفع الأذان والإقامة فقط، “وألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبر الصوت، واتخاذ الإجراء النظامي بحق من يخالف”.
صدر القرار يوم الأحد وبدأ السعوديون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالتفاعل معه والتعبير عن موقفهم منه.
دشن المغردون بداية وسم #مكبرات الصوت وعبره انقسموا إلى مرحب بالقرار وغاضب معارض له.
“المكبرات تسبب التشويش والأذى”
أما المؤيدون فنشر كثير منهم ما يقولون إنها رسالة بعثت قبل أربع وثلاثين سنة من عبد العزيز بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وقتها، إلى مدير عام الأوقاف والمساجد يطلب فيه التعميم على أئمة المساجد بضرورة اقتصار استخدام السماعات الخارجية لمكبرات الصوت على وقت الآذان والصلاة وعند الخطب في المواعظ في العيد مثلا.
وجاء في وثيقة نشرتها بي بي سي، والتي أكدت أنها لا تعرف مدى صحتها، أن استخدام المكبرات خارجيا في غير تلك الأوقات فيه تشويش على مرتادي المساجد لقربها من بعضها.
ومن الآراء المؤيدة أيضا لتحديد استخدام مكبرات الصوت، والتي تداولها المغردون، ما نسب إلى عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى صالح الفوزان، الذي قال إن “في رفع الصوت عبر المكبرات لمن خارج المساجد فيه أذى للبيوت وللمرضى ولمن يصلون في بيوتهم”.
وقال الذين لم يروا مانعا من تطبيق هذا القرار، إن استخدام المكبرات “ليس فرضا ولا ركنا دينيا ولا هو من السنن النبوية”، مستغربين غضب الرافضين له.
#نطالب_بمنع_صوت_الموسيقى
على الجهة الأخرى، أزعج القرار كثيرين وأغضبهم لما استشفوه من “اعتبار صوت تلاوة القرآن إزعاجا”. ودشن الغاضبون وسمي #نطالب_بمنع_صوت_الموسيقي و #نريد_مطاعم_ومقاهي_بلا_غناء .
ويرى هؤلاء أنه، إتباعا لنفس المنطق الذي منع بسببه بث تلاوة القرآن في مكبرات الصوت. خارج المساجد في غير وقت الصلاة، يجب كذلك منع بث الموسيقى والأغاني في الأماكن العامة بالنسبة لهم. إذا كان “صوت القرآن عبر المكبرات فيه أذى وإزعاج” لبعض الناس،. فإن في الغناء والموسيقى في المقاهي والمطاعم والأماكن العامة إزعاج لمن لا يريد سماعها ومن يعتبر ذلك حراما ومن يخرج من بيته إلى تلك الأماكن “طلبا للهدوء”.
وجاء رد البعض على ذلك، بأن “من يذهب للمطاعم والمقاهي يستطيع أن يختار مكانا مناسبا له ولما يحب” بينما “لا خيار لمن تصله أصوات مكبرات المساجد وهو في بيته”.
ثم خرج الجدل عن نطاق “صوت القرآن أم صوت الموسيقى في الفضاء العام” إلى جدل حول “تحريم المعازف والموسيقى”.
ونشر مغردون “فتاوى” تحرم الموسيقى والغناء ونشر آخرون “فتاوى” مقابلة تجيزها.
يذكر أن قرار تحديد استخدام مكبرات الصوت في المساجد لا ينطبق على الحرمين الشريفين،. اللذين يداران بشكل مستقل تحت إدارة شؤون الحرمين.