أعلنت مكتبةُ قطر الوطنية عن إضافة الصفحة الرقمية «رقم مليونين» هذا الشهر ونشرها
عبر بوابتها الإلكترونية «مكتبة قطر الرقمية»، وهي أكبر أرشيف رقمي متخصص في تاريخ الشرق
الأوسط على مستوى العالم.
قبل كل شيء تحتوي مكتبة قطر الرقمية التي تمَّ تدشينها عام 2014، وضمن شراكة مع مؤسسة
قطر والمكتبة البريطانية، على مجموعة فريدة من أهم التقارير والمراسلات والمخطوطات
والخرائط والصور التاريخية والتسجيلات الصوتية المتعلقة بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية
والمناطق المجاورة، كما تحتوي على مقالات متعمقة لنخبة من الخبراء المتخصصين تقدّم للقرّاء
نظرةً متعمقةً حول موضوعات متنوّعة تتعلّق بماضي المنطقة وشعوبها.
من جهة أخرى قال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة، رئيس مكتبة قطر
الوطنية: هذا الإنجاز التاريخي هو ثمرة قناعتنا بأن المعرفة لا ينبغي أن يقف أمامها أيُّ عائق،
ويجعل مكتبتنا في صدارة مكتبات العالم بنوعية وكَم الوثائق المتاحة للجميع»،
كما أضاف: لقد غدت مكتبة قطر الرقمية نموذجًا يحتذى به ويجسد للعالم أجمع ما ينبغي أن يكون
عليه تصميم مكتبة المستقبل، وهو إنجاز يجعلنا نفخر بالتعاون مع المكتبة البريطانية ومؤسسة
قطر في تحقيق الريادة في مشهد الرقمنة الأرشيفية لتاريخ الشرق الأوسط.
بعد ذلك قال: يطيب لنا بهذه المُناسبة أن نتقدّم بأسمى آيات الامتنان والتقدير لصاحبة السمو
الشيخة موزا بنت ناصر، فلولاها لم يكن لهذا الإنجاز التاريخيّ والعلميّ والثقافيّ أن يتحقق، ولولا
رؤيتها الثقافية الثاقبة وجهودها الحثيثة الحكيمة ما استطعنا تحويل الحلم إلى واقع ملموس،
علاوة على ذلك أكد الدكتور أن مكتبة قطر الوطنية ستظلّ نبراسًا للمعرفة يحتضن التبادل الحر
والمنفتح للأفكار والمعلومات، وستواصل جهودها لزيادة وتنمية المواد المرقمنة التي يستطيع
العالم كله الوصول إليها والاطلاع عليها.
جيمس أونلي يعلّق على المِليونية
ومن جانبه، أوضح الدكتور جيمس أونلي، مدير شؤون البحوث التاريخية والشراكات في المكتبة:
تحدث مكتبة قطر الرقمية تغييرًا جوهريًا في النهج الذي يدرس به العلماء والطلاب والباحثون تاريخ منطقة الخليج والعلوم في العالم العربي، وغدت مرجعهم الأول.
لأن المكتبة ساعدتهم في العثور خلال ثوانٍ قليلة ما كان يستغرق منهم أسابيع أو شهورًا ولا نبالغ إذا قلنا سنين، مشيرًا إلى أن مكتبة قطر الرقمية سهلت إمكانية الاطلاع على معلومات القرون الماضية، الأمر الذي أدى إلى طفرة كبيرة في عدد الدراسات التاريخية الجديدة والمُبتكرة حول منطقة الخليج.
بالإضافة إلى ذلك لطالما كانت أقل أقاليم الشرق الأوسط حضورًا في الدراسات والأبحاث التاريخية الأكاديمية. وبقدر ما سعدنا بإنجاز رقمنة مليونَي صفحة من المواد الأرشيفية المهمة التي لا غنى عنها للباحثين والطلاب والمهتمين، سعدنا أيضًا بوصول عدد زائري موقع المكتبة إلى 1.9 مليون مستخدم في شهادة دامغة تؤكّد على أن جهودنا محل تقدير في جميع أنحاء العالم.
كما وفي تصريح للسيد رولي كيتينغ، الرئيس التنفيذيّ للمكتبة البريطانية، قال: سعداء بوصول مكتبة قطر الرقمية لهذا الإنجاز الكبير، وإتاحة مليونَي صورة رقمية من الوثائق والمحتوى التاريخي مجانًا عبر الإنترنت، موضحًا أنّ أحد الأهداف الجوهرية للمكتبة البريطانية أن تتعاون مع الشركاء حول العالم لتوسيع آفاق المعرفة الإنسانيّة وتعزيز الفهم المُتبادل.
وبالمثل فقد مكننا التعاون مع مكتبة قطر الوطنية ومؤسّسة قطر من إتاحة وثائقنا وسجلاتنا المرتبطة بتاريخ الخليج والعلوم العربية لملايين المستخدمين حول العالم، الأمر الذي أسهم في فتح آفاق جديدة أمام البحث والابتكار، وتيسير الوصول لهذه المجموعات القيمة.
نقلا عن الراية