إذاعة قطر تدخل عامها الثالث والخمسين
إذاعة قطر تدخل عامها الثالث والخمسين

إذاعة قطر تدخل عامها الثالث والخمسين

إذاعة قطر تدخل عامها الثالث والخمسين
د. حسن رشيد: الإذاعة لم تكن مجرد مهنة في حياتي.. بل كانت حلم جيل كامل

إبراهيم علي: «عيون المها» أول عمل قدمته للإذاعة.. وكنا 30 موظفا في الفرقة الموسيقية

في عيدها الثالث والخمسين لا تزال إذاعة قطر تتبوأ كوسيلة إعلام رائدة بالمنطقة، مكانة مهمة في المجتمع القطري،. فهي المنبر الذي أوصل صوت قطر إلى دول العالم.
بمناسبة هذه الذكرى تحدثت جريدة العرب مع الدكتور حسن رشيد أحد أعلام الإذاعة القطرية. وأول أصواتها الذي تحدث بكثير من الشوق والحنين إلى تلك اللحظات التي صنعت تاريخ الإذاعة القطرية.

ذكر د. حسن رشيد أن الإذاعة لم تكن مجرد مهنة في حياته، فهي كانت حلم جيل بأكمله، كانت حلمه وحلم كل أترابه الذين ساهموا معه في تأسيس هذا الصرح الإعلامي الكبير، فهي منبر إعلامي إستراتيجي يجب الحرص على استبقائه حتى في صيغتها التقليدية، رغم أنه تكيف مع المعطى التكنولوجي الشبكي وباتت الشبكات الإذاعية تتواجد في الفضاء الافتراضي، لتلبية حاجة عشاق هذه الوسيلة ممن يفضلون التعامل معها على الهاتف أو على الكمبيوترات المحمولة بدلًا من المذياع التقليدي، كما أن البودكاست الإذاعي بات يشكل أيضا وسيلة فعالة تتلاءم مع طبيعة جمهور ما بعد الحداثة الذي بات يتسم بالترحال الإعلامي بين مختلف الوسائل، وبتفضيل المحتويات الخفيفة بحكم عدم توفر الوقت لديه للتعاطي مع المحتويات المطولة أو المعقدة في طبيعتها أو في تركيبتها.


في حين أضاف د.رشيد أن الإذاعة تبقى مكانًا رائقًا للحوار البنَّاء وتبادل الأفكار داخل المجتمع وكذلك بين الشعوب ويبقى صوت الإذاعة لطيفًا ورفيقًا حميميًا يبدد وحدة الكثير ويخفف على المريض والعامل الليلي وسائق المسافات الطويلة. علينا فقط أن نجد طريقة نعلّم بها الأطفال كيف يستمتعون بالإذاعة.
وأكد أن الإذاعة تعتبر من أهم مصادر التغير والتأثير الاجتماعي، وعلى الرغم من تطور وتنوع وسائل الاتصال، إلا أن هذه المنصة ما زالت أداة اتصال قوية للتأثير والتواصل والابتكار، كما أن الإذاعة تواكب عصر التطور والسرعة فيمكنك إيجادها على جميع الأجهزة الإلكترونية.

الخيال صار حقيقة

وتابع د. حسن رشيد حديثه عن إذاعة قطر: «كانت حلماً لجيل كامل.. ثم أضحى حقيقة لا خيالاً»، مؤكدا أنه وكل أبناء جيله ممن عملوا في الإذاعة قد أسعدهم الحظ بتحقق هذا الحلم وانطلاق إذاعة قطر، بل أصبحوا أحد المشاركين في تأسيسها وأصبح أول قطري ينطلق صوته عبر الأثير «هنا إذاعة قطر من الدوحة». وقال: الإذاعة ليست مدرستي الأولى، فهي بالنسبة لي أكبر الجامعات، هي الجامعة التي تعلّمنا فيها كيف نتعامل مع الحياة وارتبطنا فيها ببعضنا البعض حيث جمعتنا أخوة وصداقة وأهداف مهنية حققناها سويا.


ويواصل د. رشيد: عملنا وجيلي في الإذاعة غذَّى ثقافتنا في إطار الفن والعلاقات الإنسانية وخلق الصحبة الجميلة، وظهرت إذاعة قطر عملاقة وكانت جامعة للدول العربية تضم كل أطياف الدول العربية فهناك المصري والسوري واليمني والأردني والفلسطيني واليمني، وكانت هذه الحالة منبعاً ثقافياً حقيقياً، فقد كانوا مثقفين على أعلى المستويات. وفي أواخر 1968 التحقت بالمعهد الإذاعي بالقاهرة وتعلّمت على أيدي الأساتذة الكبار محمود حسن إسماعيل وكمال بشر وبابا شارو وغيرهم، كان كل أستاذ من بينهم يمثل مدرسة إعلامية في حد ذاته، ما كان له أكبر الأثر في تكويني الثقافي والفكري والإعلامي.
ونوه د. حسن رشيد بأنه كان أول من أذاع بيان الاستقلال وأول من أذاع بيان الحركة التصحيحية، وأول من قال: «هنا إذاعة قطر من الدوحة».

أول اختبار

وحول تجربته الأولى مع إذاعة قطر قال د. حسن رشيد: تخرّجت في الثانوية العامة في نفس العام الذي انطلقت فيه الإذاعة فطلبوا جميع دفعتي وكنا 36 شخصاً وأجروا اختباراً إذاعياً فكان ترتيبي الأول وترتيب صديقي الإعلامي الكبير محمد المعضادي الثاني، فاختاروني للعمل مذيعاً، والتحقت بالإذاعة قبل انطلاقتها الرسمية بعد التدريب مع كوكبة من عمالقة الإذاعة في مصر وكنت أدخل الأستوديو مع المذيعين الكبار كمتدرّب، ومن هناك قلت: «هنا إذاعة قطر من الدوحة».


كما أشار رشيد إلى أنه قدّم العديد من البرامج المهمة بالإذاعة منها البرنامج الشعبي الشهير في السبعينيات «مساكم الله بالخير» مع الفنان والإعلامي غازي حسين، وقدّمنا فيه الطرفة والأغنية الشعبية والأمثال لمدة ربع ساعة.. باللهجة المحلية، وقد استحوذ هذا البرنامج على أذن المستمع القطري، وفيما بعد تطوّر لمدة نصف ساعة تحت عنوان «سوالف إمسيان»، وعملت لقاءات مع كل المُبدعين عبر الوطن العربي.

اقرأ ايضاً
مقطع جريئ في مسلسل رشاش يسيء لنساء اليمن ومغردون يتفاعلون


وعن ذكريات د. رشيد في الإذاعة ذكر لنا بعض المواقف التي تعكس مدى ارتباط المستمعين في تلك الفترة بالإذاعة وبرامجها،. حيث عاد بالذاكرة إلى البريد الذي كان يصل الإذاعة وتحديدا برنامج «ما يطلبه المستمعون» الذي كان يقدمه،. وكانوا يحتاجون إلى خمسة أو ستة أشخاص لفتح الرسائل التي تصل إلى البرنامج،. أذكر مئات الرسائل وصلت لتطلب بث أغنية أبو بكر سالم. التي كانت تحمل عنوان «يا دوب مرت علي أربع وعشرين ساعة» وغيرها من الأغاني الكثير،. لكن حاليا لا أحد يحتاج إلى طلب أغانيه عبر الإذاعة وهي تحت يده وفي حوزته من خلال ضغطة زر فقط.


وفي موقف آخر يذكر د. رشيد حينما كان يقدم برنامجا على الهواء وجاءته اتصالات للاستفسار عن سبب تأخر بث المسلسل الإذاعي. وكان آن ذاك شهر رمضان، وتأخرت الطائرة القادمة من مصر والتي كانت تحضر المسلسلات ما أخَّرَ موعد البث،. وهو ما جعل الجمهور يتساءل والبعض يستاء لعدم تمكنه من متابعة المسلسل الذي يتابعه.


ويضيف: هذه العلاقة الحميمية بين الإذاعة والمستمع لم تعد موجودة لتوفر كل المواد في الهاتف في كل زمان ومكان.
وفيما يخص ابتعاد الجمهور الجديد عن الإذاعة ذكر د. رشيد أن الإذاعة ليست الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تواجه تحديات البقاء بل حتى وسائل إعلام أخرى مثل الجرائد والتلفزيون،. وذلك بسبب تغير نمط الحياة، وسرعته وهو ما يجعل من الضروري البحث عن طرق لاستقطاب الجمهور،. مع الحفاظ على الرسالة والأهداف.

يوم خاص

من جانبه تحدث الفنان إبراهيم علي لجريدة العرب عن هذا اليوم الذي اعتبره خاصا في مشواره المهني، كما عاد بالذاكرة إلى أول عمل قدمه في الإذاعة والذي كان أغنية عيون المها، والتي قدمها عام 1968 عبر أثير إذاعة قطر، وكنا حوالي ثلاثين موظفا في الفرقة الموسيقية لإذاعة قطر. آن ذاك بقيادة محمد تيسير عقيل، وقدمنا مئات الأعمال الفنية والمقاطع الموسيقية.
أما عن أجواء العمل في تلك المرحلة فذكر الفنان إبراهيم علي. أن الإذاعة كانت تضم أفراد عائلة واحدة يجمعهم الحب والمهنية، ولم تكن العلاقة بينهم مجرد زمالة.


وذكر أن رحلة إذاعة قطر لم تكن سهلة، ولم تكن الظروف مواتية في ذلك الوقت، فبالإضافة إلى غياب بنية إعلامية أولية، لم تبدأ على سبيل المثال الصحف والمجلات الدورية في الصدور في البلاد بعد،. تمهيداً لظهور الوسيلة المسموعة وفقا للتطور التاريخي لوسائل الإعلام لكن رؤية القيادة وإدراكها آن ذاك،. ما للإذاعة من أهمية في غرس قيم المجتمع ونشر المعرفة وخدمة جهود التنمية، فضلاً عن أثرها في المحيط الخارجي،. شرعت في إرساء مقومات هذا الصرح الإعلامي بالاستعانة بخبرات عربية في الإدارة والمحتوى الإذاعي،. والتعاقد مع شركات عالمية في التجهيز الهندسي والفني لإنشاء أول إذاعة وطنية، بل أول وسيلة إعلامية عامة في البلاد. 


في حين أضاف الفنان إبراهيم أنه وخلال فترة قصيرة من انتظام بث إذاعة قطر، غدت بتوفيق من الله، ثم جهود جيل الرواد الذين تولوا مسؤولية الإذاعة الوليدة – جزءا أساسيا من عادات الأسرة القطرية في الحرص على الاستماع إليها ومتابعة برامجها التي أسهمت على مدى مسيرتها الطويلة في إثراء وعي وثقافة المجتمع، وشاهداً على مراحل مهمة من تاريخ البلاد.
وبالنسبة إلى مكانة الإذاعة بين وسائل الإعلام الحديثة ذكر الفنان الكبير أن إذاعة قطر حافظت على مكانتها بين مستمعيها ودورها في المشهد الإعلامي المحلي والخارجي من خلال تنوع خدماتها، وتجويد مضامين برامجها وزيادة ساعات إرسالها، حيث أصبحت إذاعة قطر تبث بالإضافة إلى البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم باللغة العربية، خدمات إذاعية باللغات الإنجليزية والفرنسية والأوردية وجميعها على مدار الساعة.

المصدر: العرب

شاهد أيضاً

1 1740216

الجيش الأميركي: تدمير مسيّرة ومركبة للحوثيين في اليمن

قالت القيادة الوسطى الأميركية، يوم السبت، إنها نجحت في تدمير مسيّرة ومركبة تابعة للحوثيين في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *