أكد تقرير لمجلة بريك بلك الأمريكية أنه مع عودة الحياة الى طبيعتها بعد التعافي من كورونا، سيشهد الاقتصادي القطري انتعاش غير مسبوق
وأشار التقرير أن قطر تبدو مستعدة بشكل جيد لمواصلة مسيرتها التنموية من خلال الحرص على استكمال مشروع توسيع حقل الشمال الذي يحظى باهتمام واسع لأنه مشروع ضخم في مجال الطاقة العالمية ويفتح أبوابا كبيرة للشراكة مع عدد من الدول. الى جانب عدد من المشاريع الصناعية الكبرى على غرار بناء أول محطة للطاقة الكهروضوئية على نطاق عالمي حيث تهدف رؤية قطر الوطنية 2030،إلى إنتاج 20 في المائة من الكهرباء من الطاقة الشمسية بحلول نهاية العقد.
تعافي ما بعد الكورونا
وقالت المجلة الأمريكية إن الحكومة القطرية بدأت تدريجياً في رفع إجراءات الإغلاق
المتعلقة بـ كوفيد 19 في أواخر مايو، وهو ما سيساعد تخفيف قيود السفر للمشجعين
والمشاركين من الدول المتنافسة على السفر بحرية لحضور نهائيات كأس العالم
في الدوحة حيث تبدو استعدادات المونديال في مراحلها النهائية. وقد ساعدت إعادة
فتح طرق التجارة في تسهيل حركة البضائع التي تصل عن طريق البحر إلى ميناء حمد،
الميناء التجاري الرئيسي لقطر، الواقع جنوب الدوحة، والمحطات الأخرى.
وقال أندرياس كريج، الأستاذ في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن:
” تظل قطر الاقتصاد الأكثر مرونة في المنطقة بمستويات غير مسبوقة من الثروة
التي تعرف كيف تستخدمها لترجمتها إلى نفوذ وقوة”. وأضاف “احتياطيات الدوحة
الهائلة تم استغلالها لاحداث طرق تجارية جديد”.
وقال ويل تودمان، محلل الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية
والدولية بواشنطن العاصمة “ان الديناميكيات الإقليمية تتغير ويمكن لقطر الاستفادة
من قدرتها على لعب دور الوسيط. و أضاف: “قطر في وضع جيد على سبيل المثال
للعب دور في الحوار الناشئ بين السعودية وإيران.”
حقل الشمال
وأبرز التقرير أن توسيع حقل الشمال في قطر يحظى باهتمام واسع لأنه مشروع ضخم
في مجال الطاقة، وهو المشروع الأكبر في مجال الغاز الطبيعي المسال في العالم،
ويقع على بعد 80 كيلومترًا شمال الدوحة. ومن المتوقع أن تعزز المرحلة الأولى
من المشروع، قدرة الغاز الطبيعي المسال في قطر بنسبة 43 في المائة إلى 110 ملايين طن سنويًا. ومن المقرر أن يبدأ الانتاج بطاقة 8 ملايين طن سنويًا في الإنتاج بحلول أواخر عام 2025.
وتابع التقرير: حصلت شركة تشيودا اليابانية وشركة Technip Energies التي تتخذ
من فرنسا مقراً لها على عقد الهندسة والمشتريات والبناء للقطارات، فضلاً عن المصانع
المرتبطة بها لمعالجة الغاز واستعادة سوائل الغاز الطبيعي واستخراج الهيليوم
وتكريره في مدينة راس لفان الصناعية.
وفي هذا الصدد قال أحد الخبراء: “بالنسبة لكل هذه المشاريع العملاقة، هناك دائمًا الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة حولها، لذلك أعتقد أنه سيكون جيدًا حقًا للخدمات اللوجستية وشركات إعادة توجيه المشروع”. وأضاف “لن تحصل شركة واحدة فقط على العقد، أعتقد أن الجميع سيحصل على نصيبه من الصفقة”.
وأورد التقرير، سيتم شحن الغاز الطبيعي إلى الشاطئ عبر خطوط أنابيب تحت سطح البحر من خزان حقل الشمال الذي تبلغ مساحته 6000 كيلومتر مربع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقطر. وسيزداد الإنتاج إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027. وقالت قطر للبترول في إعلانها في فبراير إنه يجري تقييم التوسعات الإضافية.
مشاريع صناعية لانتعاش الاقتصادي القطري
كما بين التقرير أن الدوحة شرعت في انجاز العديد من المشاريع الصناعية الكبرى
التي تتطلب دعمًا كبيرًا في شحن البضائع. كما تهدف خطة التنمية لرؤية قطر الوطنية 2030،إلى إنتاج 20 في المائة من الكهرباء من الطاقة الشمسية بحلول نهاية العقد، وللمساعدة
في تحقيق ذلك، تقوم الدوحة ببناء أول محطة للطاقة الكهروضوئية على نطاق عالمي،
الخرسعة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم 80 كيلومترا غرب الدوحة.
ويتم تطوير المنشأة التي تبلغ قدرتها 800 ميغاوات على مراحل متعددة ومن المتوقع
أن تبدأ العمليات هذا العام قبل أن تصل إلى طاقتها الكاملة في عام 2022. ويعمل
المشغلون الدوليون في المحطة منذ أواخر العام الماضي، حيث يقومون بنقل الألواح الشمسية وأجهزة التتبع والهياكل. وتخطط قطر للبترول لبناء منشأة أخرى للطاقة الشمسية
بقدرة 800 ميغاوات “في المستقبل القريب” حيث تستهدف أكثر من 4 جيجاوات
من الطاقة الكهروضوئية المتصلة بالشبكة بحلول عام 2030.
وقال التقرير، من جهة أخرى، من المقرر أن تبدأ أعمال التوسعة في مطار حمد الدولي
ونظام مترو الدوحة في الأشهر المقبلة، بينما سيكون حقل الشاهين، أكبر حقل نفط خام
في قطر، والذي يقع فوق خزان الحقل الشمالي مباشرةً، قطاعاً رئيسياً لنقل البضائع.
كما تعد راس لفان موطنًا لأكبر محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم، ويمكن أن تفتخر قريبًا بواحد من أكبر مصانع البتروكيماويات في المنطقة بعد أن وقعت قطر للبترول اتفاقًا قبل عامين مع شركة شيفرون فيليبس للكيماويات ومقرها الولايات المتحدة لبناء وحدة تكسير للإيثان على نطاق عالمي في المنطقة. ومن المتوقع أن يبدأ المشروع في عام 2025، وستكون طاقته الإنتاجية 1.9 مليون طن من الإيثيلين سنويًا.
المصدر: الشرق