هل تبشر الزيارات المتعددة لمسؤولين إيرانيين إلى قطر بمستقبل مشرق لدول المنطقة؟
هل تبشر الزيارات المتعددة لمسؤولين إيرانيين إلى قطر بمستقبل مشرق لدول المنطقة؟

هل تبشر الزيارات المتعددة لمسؤولين إيرانيين إلى قطر بمستقبل مشرق لدول المنطقة؟

تربط دولة قطر وإيران، علاقات تاريخية متجذرة تدعمها أواصر الدم والثقافة والدین والسیاسة. وشهدت في السنوات الأخيرة، تطورا ملحوظا في كافة المجالات. وتعد إيران في يومنا هذا، من بين أقوى دول العالم تقدماً في مختلف القطاعات. ويمثل سفر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الدوحة انتقالة كبيرة في العلاقات القطرية الإيرانية ويتطلع لمستقبل مشرق بين البلدين ودول المنطقة.

وقال أحمد الكبيسي: ” في السنوات القليلة الماضية، عندما احتدت وتيرة خلافات قطر مع بعض دول المنطقة، وخاصة السعودية، كانت علاقات قطر مع الدول الأخرى، بما فيها جارتها الشمالية إيران قد تعمقت وزادت قوة”.

وفي حديث مع “قطرعاجل”، قال “الكبيسي” الخبير في الشؤون الإقليمية، عقب الدعوة الرسمية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى إبراهيم رئيسي لحضور قمة الدول المصدرة للغاز: “بالنظر إلى نهج السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الثالثة عشرة، والتي تولي اهتمامًا خاصًا لجيرانها ، فإن زيارة “رئيسي” إلى قطر لها أهمية خاصة. حيث كانت دولة قطر من الدول الأوائل التي شاركت في حفل تنصيب إبراهيم رئيسي وأثنت عليه. وفي السنوات القليلة الماضية ، عندما زادت خلافات قطر مع بعض دول المنطقة، وخاصة السعودية، زادت علاقات قطر قوة بإيران أكثر من ذي قبل. من ناحية أخرى، لم ينس الشعب القطري والمسؤولون أنه في تلك الأيام الصعبة التي كان فيها كل جيران الدولة القطرية يفرضون حصارا وعقوبات ضد قطر، كانت إيران ولا تزال هي التي وقفت إلى جانب قطر حكومة وشعبا وساندت في كسر هذا الحصار والعقوبات الجائرة.

وتابع الكبيسي مشيرًا إلى “أنه في العقدين الماضيين، كان لقطر علاقات مع إيران أفضل من الدول الأعضاء الأخرى في مجلس التعاون الخليجي. ولفت إلى أن “زيارة الرئيس الإيراني هذه بالتأكيد هي الأولى لدول الخليج، ويمكن أن تكون مؤثرة في العلاقات الحالية والمستقبلية بين البلدين، حيث يعتبران أيضا مصدران رئيسي للغاز”.

وأكد أحمد الكبيسي: إن “الحكومة الإيرانية تسعى أكثر فأكثر إلى إقامة علاقات وثيقة مع دول الجوار الصديقة والمسلمة، مع التركيز على القطاع الاقتصاد والتبادل التجاري فيما بينها. وقد تكون الزيارة ، التي تأتي بعد دعوة رسمية من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مقدمة لعلاقات اقتصادية وتجارية وسياسية وأمنية واسعة في المنطقة.

اقرأ ايضاً
قناة فرنسية تحذف مقابلة مع آلان جريش حول غزة بسبب انتقاده لإسرائيل

وفي إشارة إلى دور ومكانة قطر وإيران في المنطقة، قال أحمد الكبيسي: “إن قطر رغم قلة عدد سكانها ومحدودية جغرافيتها، تُعرف بأنها من أغنى دول العالم. وفي الوقت نفسه، فإن التأثير الذي كان لهذا البلد في مختلف المجالات الفكرية والأمنية والسياسية في المنطقة بالغ الأهمية. في المقابل، تعتبر إيران دولة كبيرة وقوية في المنطقة، مؤثرة في جميع المعادلات السياسية الإقليمية وفوق الإقليمية، وبالتأكيد إن توسيع العلاقات القطرية الإيرانية فعال في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وبشأن روابط إيران الكبيرة في مجال العلاقات الاقتصادية مع دولة قطر، أشار الكبيسي إلى أن ” حجم التبادل التجاري بين إيران وقطر كان أحيانا يتخطى حاجز المليار دولار. وذلك نظرا لارتفاع استهلاك الشعب القطري وخاصة في مجال المواد الاستهلاكية، كالمنتجات الغذائية والزراعية والصحية، في حين يمكن لإيران توفير المنتجات التي تحتاجها قطر.

واختتم الكبيسي حواره مع قطرعاجل بالحديث عن قضايا المنطقة، مؤكدا إن حكومة “رئيسي” ليست مهتمة بالتركيز على الفرص الضائعة في الماضي وتتطلع إلى المستقبل وتطوير علاقاتها الإقليمية، قائلا: “بالنظر إلى أنه في المجال الدبلوماسي برزت وجهة نظر متوازنة في الحكومة الإيرانية الثالثة عشرة، فإن اختلافها عن الماضي ملحوظ بالتأكيد، وهناك اهتمام أكبر وإجراءات أفضل في مجال توسيع العلاقات مع دول الجوار.

جدير بالذكر، اعتبر محللون أن الزيارات العديدة لمسؤولي إيران، وخاصة وزير الخارجية، إلى الدول المجاورة وزيارة الرئيس الإيراني إلى قطر تظهر أن التوازن في السياسة الإيرانية والأولويات التي حددها “رئيسي” في حفل التنصيب الرئاسي تُطبق على أرض الواقع.

المصدر: قطرعاجل

شاهد أيضاً

1 1331144

عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.. ما موقف مجلس الأمن؟

فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخميس، في التوصل إلى توافق بشأن مسعى الفلسطينيين للحصول على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *