قامت صحفية جريدة الشرق القطرية “عواطف بن علي” وفريق الجريدة بجولة في أحد الأماكن المخصصة لاستقبال اللاجئين الأفغان الذين فروا من بيوتهم جراء الأحداث الأخيرة التي وقعت في أفغانستان ورصدت ظروف العيش الجيدة التي وفرتها دولة قطر لهم، وسردت عواطف في مقالها قصص بعض اللاجئين والظروف القاسية التي مروا بها في بلادهم.
وكتبت بن علي:
اختلفت قصصهم وحكاياتهم لكن السبب واحد، الخوف من المجهول الذي دفعهم للهروب من وطنهم الذي أصبح غير آمن ومحفوفا بالمخاطر، خرج اللاجئون الأفغان من بيوتهم وتركوا عائلتهم وراءهم بحثا عن أمل أخير في غد أفضل. فتحت لهم الدوحة أبوابها واستقبلتهم في مجمع “فيلل بارك فيو”، الذي يقدم كافة الخدمات من حضانة للأطفال وملاعب لكرة القدم والسلة، وعيادة طبية، ومتجر ومناطق ترفيهية وألعاب للأطفال. وفرت لهم دولة قطر رعاية شاملة واستثنائية ثمنها جميع من التقيناهم في الجولة التي قامت بها الشرق ورصدت ظروف العيش الجيدة التي يتمتع بها اللاجئون. تحدثنا مع عدد منهم ورصدنا قصص قدومهم للدوحة وما خالجهم من أحاسيس وتجارب ممزوجة بألم وحيرة وأمل في مستقبل وحياة جديدة بعد محطة الدوحة الوقتية.
لكل منهم حكاية مختلفة والرابط الوحيد هروب من ماض مخيف والحلم بمستقبل أكثر استقرار.
التقينا أحمد وماريا قصة حب وزواج بين أفغاني وكندية مهددة بخطر الفراق هربا من أفغانستان ومنذ أكثر من 6 أشهر وهما عالقان في الدوحة فلم يتمكن أحمد من الحصول على التأشيرة الكندية للسفر ولا تريد زوجته العودة للديار وحدها خاصة أنها تنتظر طفلهما.
تحدثنا مع أطفال وحيدين اختارت عائلتهم أن يفروا قبلهم على أمل أن يتمكنوا من اللقاء ولم شملهم مجددا بمساعدة السلطات القطرية.
أخبرتنا نوديا زيايي أم لطفلين عن معاناة عائلتها ومخاوفها من المجهول، وهي التي كما قالت “جاءت من أفغانستان وليس أمامها ترف الاختيار” تحلم بما هو أبسط حقوقها أن تمارس مهنتها كمعلمة إنجليزية. تريد ان تعيش بسلام مع أطفالها.
أما توفيق صديقي فهو صحفي شاب من أفغانستان فقد الأمل من ممارسة مهنته التي أصبحت بمثابة جريمة ويحلم أن تكون البرتغال وجهة جديدة لتحقيق ما يصبو إليه.
عالقون
يعيش أحمد وماريا (أسماء مستعارة) في دوامة من القلق والمعاناة فأحمد الذي تزوج من ماريا في أفغانستان غادر كابل بعد أن استحالت حياته هناك بسبب المضايقات التي تعرض لها هو وزوجته الكندية التي لا تستطيع العيش معه في بلاده ولكنه كذلك وبعد اكثر من خمسة أشهر من المحاولات من مركز الإيواء في الدوحة لم يتمكن من نيل التأشيرة للسفر إلى كندا، حيث عائلة زوجته. ماريا ترفض أن تغادر وحدها الدوحة خاصة أنها حامل في الشهر الخامس ولا تريد أن تنجب طفلها بعيدا عن والده.
التقينا الزوجين وتحدثنا معهما عن الإشكالية التي يعيشونها وعن قصة وصولهم إلى الدوحة ونظرتهم للمستقبل.
بدأ أحمد في رواية قصته وهو متوتر: “متزوج من مواطنة كندية ونعيش في أفغانستان عندما سيطرت طالبان على كابل حدث اضطراب في البلاد زوجتي أصابها الهلع ودخلت في حالة من الاكتئاب حاولنا التواصل مع قنصلية كندا لكنها كانت مغلقة، اتصلنا بعدد من الجهات الكندية وأخبروها أنهم يستطيعون مساعدتها فقط إذ خرجت من أفغانستان، وقصدت بلدا آخر حاولت أن أتحصل على فيزا من سفارة باكستان ونجحت في ذلك لكن زوجتي لم تتمكن من الحصول على الفيزا”.
ويتابع بانفعال: “بعد محاولات عديدة تمكنا بمساعدة أحدهم من الحصول على فرصة للإجلاء من أفغانستان والقدوم للدوحة، نحن هنا منذ أكثر من خمسة أشهر وبدأ يساورنا القلق، زوجتي حامل في الشهر الخامس وتريد أن تنجب طفلها بجانب عائلتها في كندا وبعد شهرين فقط لن تستطيع ركوب الطائرة من أجل سلامتها هي والطفل”.
عن سؤاله عن ظروف الإقامة قال أحمد: “نشكر دولة قطر ووزارة الخارجية التي ساعدتنا كثيرا ووفرت لنا كل ما نحتاجه من السكن والأكل والرعاية الصحية. نحن سعداء بهذا الدعم وممتنون جدا ولكن أظن أن الوقت حان لنبحث عن وجهة دائمة”.
واستطرد يروي إشكاليته مع التأشيرة الكندية: “منذ فترة طويلة ونحن نتصل بالسفارة الكندية ولكننا لا نحصل على الرد قمت بالتقديم لطلب التأشيرة أكثر من مرة وفي كل مرة يجب أن ننتظر لكن الوقت يداهمنا بعد أشهر قليلة سنرزق بمولودنا ونحن نريده أن يأتي في بيئة طبيعية وبجانب عائلته. زوجتي كندية ولديها عائلة في كندا من حقي كزوجها أن أحصل على فيزا للسفر معها!”.
وعن سؤالها لماذا لا تسافر لكندا وحدها أجابت: “لن أترك زوجي بمفرده فهو لا يستطيع البقاء هنا في الدوحة ولا يمكنه العودة إلى أفغانستان يمكنني المغادرة متى شئت لكنني أريد أن أعود للديار مع زوجي أنتظر طفلا وأريد أن يكون والده موجودا بجانبه”.
ناشدت ماريا السفارة والحكومة الكندية لتسهيل إجراءات السفر لزوجها لأنها لا ترغب في المغادرة بمفردها وهي غير قاردة على العيش معه في أفغانستان وهو عالق في قطر ولا يمكنه السفر معها لكندا تساءلت مستنكرة: “طلب منه كفيل وأنا أكفله كزوجته قدمنا كل الأوراق والشهادات الطبية المطلوبة”
وأضافت: لا أريد الانتظار أكثر من هذا الوقت أنا هنا منذ مدة طويلة من الضروري الاعتراف والشكر بما قدمته لنا دولة قطر من مسكن لائق وسكن جيد لكنني متوترة وقلقلة جراء المكوث في مكان واحد لهذه المدة الطويلة خاصة وأنني حامل ووضعي الصحي غير مستقر. قدم زوجي على تأشيرة كفالة التي تستغرق في العادة 3 أشهر وقريبا سألد طفلي، أطلب من السلطات الكندية مساعدتي أنا وزوجي من أجل العودة لبلدي في أقرب وقت ممكن أريد أن ألد ابني في وطني ولا أقبل حرمانه من والده”.
الصحافة ليست جريمة
توفيق صديقي صحفي شاب من أفغانستان شغوف بعمله يمارس مهنة المتاعب منذ أكثر من 14سنة يتعاون مع الصحف المحلية والأجنبية. يهتم في مقالاته وتغطياته بقضايا المرأة وحقوق الإنسان ينادي بمستقبل أفضل لأبناء شعبه.
منذ أن دخلت حركة طالبان لكابل قال إنه تعرض لمضايقات وإيقافات متعددة بسبب تغطيته لمظاهرات عدد من الناشطات الأفغانية أحس بالخطر فاستنجد بالشبكة الفرنسية يورونيوز التي كان يراسلها وسهلت له عملية الإجلاء بمساعدة السلطات القطرية. هو اليوم ممتن جدا لقطر التي وفرت له فرصة جديدة من أجل حياة أفضل ويتطلع قريبا للتوجه إلى البرتغال. التقينا توفيق وتحدثنا معه عن الوضع في أفغانستان عن عائلته وزملائه، مخاوفه وتطلعاته.
أخبرنا توفيق عن قصة وصوله للدوحة قائلا: “أعمل صحفيا في أفغانستان أكتب خاصة في المواضيع التي تخص قضايا المرأة وأدافع عن حقوقها في التعليم والعمل وعند دخول حركة طالبان وسيطرتها على كابول أصبحت أتعرض للمضايقات والتفتيش في كل مرة وخضعت للاستجواب لساعات، بدأت تساورني المخاوف وتيقنت أن بقائي في أفغانستان سيكون مصدر خطر على حياتي فطلبت من شبكة يورونيوز مساعدتي الخروج من البلاد”.
ويستطرد: الحمد لله أنا محظوظ تمكنت الشبكة الإعلامية التي أعمل معها من مساعدتي بالتنسيق مع الجهات الحكومية القطرية من تسهيل عملية قدومي الى هذه الإقامة” وعن ظروف إقامته أخبرنا: “أنا هنا رفقة زميل لي صحفي منذ 3 أشهر كل ما نحتاج له موجود في إقامتنا.
وأكمل: نحن ممتنون لوزارة الخارجية والمؤسسات القطرية التي تقدم لنا يد العون والمساعدة إلى جانب توفير مسكن لائق وجميع الاحتياجات كالغذاء والانترنت والملاعب الرياضية والترفيهية والرعاية الصحية. كما يوفر لنا القائمون على الإقامة جولة أسبوعية للتعرف على الأماكن والمناطق القطرية”.
وعن المستقبل وأين ستكون وجهته القادمة قال “ستكون وجهتي القادمة البرتغال قدمت أوراق اللجوء ونحن في مرحلة متقدمة من الإجراءات التي أتمنى أن تنتهي قريبا لأواصل حياتي بسلام”، سألته هل يمكن أن تعود يوما الى أفغانستان وكيف ترى مستقبل بلادك أجاب بحسرة “حاليا لا أفكر في العودة إطلاقا وحسب قوانين اللجوء فإنني لن أتمكن من العودة للبلد إلا بعد 10 سنوات بل أتمنى ان أجلب عائلتي إلى البرتغال وخاصة خطيبتي لنكمل حياتنا هناك في أمان ببساطة أنا لا أشعر بالسلام والطمأنينة في أفغانستان”.
وتابع: “من الصعب أن تعمل كصحفي في أفغانستان اليوم لأنك ستتعرض للمضايقة والتفتيش في كل مرة ويمكن أن تعتقل وتقبع في السجون، الصحافة تصبح جريمة في زمن الصراعات والحروب أتواصل يوميا مع زملائي في افغانستان يخبرونني أنهم يتعرضون للتفتيش والمساءلة يوميا ويخشون على أنفسهم وعائلتهم”.
يوضح توفيق بمرارة شديدة: “أنا قلق على والدي وأمي وإخوتي الصغار لا أعرف ماذا ينتظرهم في أفغانستان فالحاضر سيئ والمستقبل غامض. لقد تركت حياتي وعائلتي وعملي مجبرا هربت من الواقع المرير وأتمنى ان يكون المستقبل أفضل لبلدي ولعائلتي”.
وعن مستقبل حقوق المرأة والحريات التي اهتم بها توفيق في عمله الصحفي أخبرنا: من الصعب الحديث اليوم عن حقوق المرأة لقد اعتقلتني طالبان لأني وثقت احتجاجات النساء الأفغانيات. حقيقة الوضع مبهم ومن الصعب اليوم أن نتحدث عن حريات في ظل الظروف الحالية”.
حلم بسيط
نوديا زيايي ذات 27 سنة نموذج للمرأة الأفغانية المتعلمة من الجيل الحالم الذي بدأ في بناء أفغانستان المتحضرة التي تؤمن بالتعليم وحقوق المرأة في العمل والمشاركة في الحياة الاجتماعية.
نوديا أستاذة لغة انجليزية أحلامها بسيطة هي حق بديهي لأي امرأة في جل بلدان العالم، تريد فقط أن تعمل وتحقق استقلالها المادي والمعنوي. ترغب أن تتنزه مع أطفالها دون أن ينهرها أحدهم ويأمرها بالمكوث في البيت.
تحلم نوديا بمستقبل أفضل لأبنائها ولشعبها تتحدث بحرقة عن عائلتها إخواتها وإخوانها عن تلامذتها وعن أفغانستان كما تتمنى أن تكون.
نوديا زيايي تحدثت لنا بعد أن أخذت الإذن من زوجها الذي وصفته بأنه استثناء في مجتمع محافظ جدا، فهو صحفي منفتح ومتفهم وداعم لها وهذا في حد ذاته مكسب يخفف من غربتها وحيرتها التي تحدث عنها بالكثيرمن الألم، وقالت: “أبلغ من العمر 27 سنة أنا أم لطفل 5 سنوات وطفلة 3 سنوات وكنت أعمل معلمة إنجليزية في أفغانستان نحن محظوظون لأننا تمكنا من القدوم للدوحة، زوجي يعمل صحفيا وساعدته المؤسسة الإعلامية التي يعمل معها من أجل القدوم لقطر حاولنا ثلاث مرات ونجحنا أخيرا في الخروج من أفغانستان نحن هنا منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وعن سؤال لماذا هربت من أفغانستان قالت: “أنا معلمة لغة إنجليزية وأريد العمل لكنهم لا يسمحون لي ولعدد كبير من السيدات، أنا درست واجتهدت لأعمل وأحقق ذاتي ولأنشر العلم وأفيد أبناء وطني ولا أريد أن أقبع في البيت كذلك الأمر بالنسبة لزوجي الذي يشتغل صحفيا ويريد العمل بحرية ولكنه تعرض للمضايقات وبتنا نخشى أن يعتقل أويعنف”.
وأضافت بحسرة: “عندما وصلت لقطر أحسست بالأمن والسلام لأول مرة وتساءلت بمرارة لماذا نحرم من العيش الرغيد في بلادنا؟ لماذا هذه الحرب العبثية والقتل والعنف؟ فعلا أنا سعيدة أنني في الدوحة وأنعم بالهدوء لكنني متحسرة على ضياع وطني. تصوري أنها أول مرة في حياتي أدخل المسجد في الدوحة لا يمسح لنا كنساء بالصلاة في المساجد في بلادي.
وتابعت بعيون دامعة: منذ فترة طويلة لما أرى أبنائي يلعبون بحرية ويتمتعون بالهواء والخضرة في مكان جميل والألعاب أشعر بالسعادة من أجلهم وأتمنى أن يكون مستقبلهم أفضل مني.
وأضافت: أنا ممتنة جدا للشعب القطري الذي وفر لنا الرعاية واستقبلنا بكل حب ومودة وقدمنا لنا هذه الخدمات من رعاية صحية إلى توفير الطعام (ثلاث وجبات في اليوم) التعليم لأبنائي، المسجد. لكنني كأم وابنة وزوجة قلقة ومشتتة أفكر في عائلتي التي تركتها في أفغانستان، لدي أم وأب مسن كان يعمل في القوات المسلحة الأفغانية وهو يخشى الخروج من البيت لأنه يمكن أن يكون مستهدفا إلى جانب 3 أخوات و5 إخوة جميعهم تقطعت بهم السبل ويشعرون بالخوف تجاه المستقبل الغامض للبلاد التي تعاني من الفقر والبطالة والمشكلات الاقتصادية وزادت عودة طالبان الوضع تأزم.
واختتمت: الجميع يريد الخروج من أفغانستان ولكنه لا يعرف إلى أين يتوجه حالة من الاضطراب الشديد يعيشها الناس هناك. يوميا أتواصل مع عائلتي وأصدقائي وأجد أن الجميع في ريبة شديدة مما يحصل وقد يحصل”.
عندما سألنا نوديا عن المستقبل أجابت بمرارة: نحن قادمون من أفغانستان وليس أمامنا الكثير من الخيارات. التفكير في المستقبل وفي حياة أطفالي هو همي الكبير لا أريد أن يتعرضوا للخطر والعنف أتمنى في كل لحظة وأصلي في كل وقت لأجل أن يعيش أبنائي في بيئة مستقرة تنعم بالسلام والأمان”.
وأردفت: “من الممكن أن نذهب إلى البرتغال الوضع مخيف بالنسبة لي ولكنه الأمل الأخير وعائق تعلم لغة جديدة يقلقني لكني أرفض الجلوس في البيت سأقوم بأي عمل متاح من أجل مستقبل أبنائي. سأحارب من أجلهم”.
أطفال دون عائلة
بجانب الملعب داخل الإقامة لاحظنا مجموعة صغيرة من الأطفال دون سن ال18سنة حينما استفسرنا عرفنا أنهم ثلاثة أطفال متبقون من مجموعة كبيرة من الأطفال الذين غادروا أفغانستان بمفردهم دون عائلة. وجدنا معهم متطوعين من قطر الخيرية يزورونهم كل يوم للحديث معهم ورعايتهم نفسيا وتقديم مجموعة من الأنشطة الترفيهية. تحدثنا معهم عن قصة قدومهم إلى الدوحة بمفردهم وعن كيفية قضائهم للوقت هنا في المجمع.
تحدث معنا مشتبه بعيون حائرة وحركات بطيئة مضطربة بلهجته المحلية وروى لنا كيف اختارت عائلته أن تغادر أفغانستان في طائرة الإجلاء لأنهم لم يتمكنوا من دخول المطار ولم يستطع إلا هو المرور من زحمة المطار والقدوم للدوحة ولكن ما يرجوه هذا الطفل الذي يتصرف كرجل مسؤول عن عائلته هو قدوم عائلته إلى الدوحة للرحيل إلى بلد آخر يكون آمنا للعيش وقد أخبرنا بكل ثقة أن وزارة الخارجية القطرية تساعده في الإجراءات وأنه سيلتقي عائلته قريبا.
وحدثنا عن التفاصيل وقال: “عمري 17 سنة يعمل أبي سائقا مع القوات الأمريكية عندما دخلت طالبان إلى كابل طلب والدي من الأمريكان المساعدة للخروج من البلاد خوفا من أي تهديد يطال العائلة وبالفعل أرسلونا لنا إيميلا للقدوم فورا للمطار من أجل رحلة إجلاء وعندما وصلنا وجدنا عددا غفيرا جدا من العائلات والناس لم تتمكن عائلتي كاملة من الدخول إلى المطار وسمح لشخص واحد بالدخول فاختارت عائلتي أن أكون أنا الناجي الأول.
وأضاف: “ساعدتني القوات الأمريكية على القدوم هنا لقطر أقيم منذ سبعة أشهر تقدمنا لنا قطر الخيرية ووزارة الخارجية العناية اللازمة. أتعلم العربية والإنجليزية وأمارس عددا من الأنشطة الترفيهية ونقوم بزيارة للتعرف على معالم قطر السياحية.
وقال: أنا ممتن جدا لدولة قطر التي رعتني وقدمت لي المأوى وأنا في انتظار أن تساعدني الخارجية القطرية لتسهيل قدوم عائلتي إلى الدوحة لأنني لا أستطيع البقاء دون عائلة لوقت طويل”. وأضاف “أفكر في عائلتي وأشتاق لها في كل تفاصيل الحياة أتصل بهم يوميا وأنتظر قدومهم بفارغ الصبر. عندما تأتي عائلتي هنا للدوحة سنفكر في اللجوء إلى بلد آخر والاستقرار هناك لأن الوضع مخيف ويمكن محاسبة أبي لأنه كان يعمل مع القوات الأمريكية”.
نفس المعاناة يعيشها إبراهيم وطفل آخر رفض الحديث لأنه شديد الخجل، بين ليلة وضحاها وجدا نفسيهما في الدوحة بعيدا عن عائلتهما لا يعرفان مصيرهما وغير مطمئنين على وضع عائلتهما وفي سنهم الصغير من الصعب استيعاب ما يحدث وتحمل مسؤولية جسيمة كهذه إنهم بشكل أو آخر يشعرون أنهم مسؤولون عن عائلاتهم وفي أيديهم إنقاذهم.
قال إبراهيم 16 سنة: “والدي يعمل مع القوات العسكرية الأفغانية طلبنا المساعدة خوفا من أي تحرك ضدنا في يوم ودون سابق إنذار أرسلوا لأبي إيميلا ليلتحق بالمطار وعندما وصلنا كان من المستحيل الدخول بالنسبة للعائلة كاملة بسبب الازدحام الشديد والفوضى العارمة واستطعت فقط المرور. أنا في الدوحة منذ أكثر من ستة أشهر لا ينقصني أي شيء من غذاء وترفيه ورعاية لكنني أفتقد عائلتي وأقلق من أجلهم، تضطر عائلتنا للتنقل من مكان لآخر هروبا من أي ملاحقة ممكنة. أملي الوحيد اليوم هو في وزارة الخارجية ان تساعدني على أن أجتمع مع عائلتي وهناك تقدم في إنجاز الأوراق اللازمة.. انتظر ان تكون معي عائلتي في قطر للمغادرة والالتحاق بأخي في النرويج”.
لم يظل في المقر المؤقت للإخوة الأفغان “بارك فيو” في الدوحة إلا عدد قليل منهم حسب من التقيناهم لا يتجاوز 50 شخصا نجحت السلطات القطرية بالتنسيق مع عدد من الجهات من تدبير رحيلهم إلى وجهات دائمة آمنة ويحلم البقية بأن يتم لم شملهم مع عائلتهم من أجل بناء مستقبل أفضل بعيد عن الحروب والصراعات.
المصدر: جريدة الشرق القطرية