بعد حوادث لحرق نسخ من القرآن الكريم في السويد على يد السياسي الدنماركي المتطرف راسموس بالودان، يأتي اليوم خبر استقبال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، للسفيرة أولريكا ساندبرغ المبعوث الخاص لوزارة الخارجية السويدية إلى منظمة المؤتمر الإسلامي للحوار بين الأديان والثقافات، وذلك ليس للتهديد بقطع العلاقات بين البلدين وإنما للتأكيد على احترام البشر جميعا.
وحضر اللقاء الذي جرى في مكتب وزير الشؤون الإسلامية بمقر الوزارة في الرياض، منسقة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية السويدية السفيرة إريكا فيرير وسفير السويد لدى المملكة نيكلاس تروفي ووفد مرافق.
وقال آل الشيخ إن المملكة تعمل على نشر مبادئ الاعتدال ونبذ التطرف واحترام البشر جميعا، على النحو المنصوص عليه في القرآن الكريم وعلى سبيل الرسول، بحسب “Arab News“.
ودعت ساندبرج إلى مزيد من التعاون في مكافحة الإرهاب ونشر التسامح والحوار بين أتباع الديانات.
ويأتي ذلك بعد إحراق السياسي الدنماركي المتطرف راسموس بالودان للقرآن الكريم، في مدينة أوبسالا السويدية، حيث رافق بالودان قوات كبيرة من الشرطة السويدية لحمايته، ومنع تدخل المسلمين والمتظاهرين الغاضبين الذين احتشدوا ورددوا هتافات منددة بفعلته.
ولأن القانون السويدي لا يوجد فيه نص قانوني لتجريم حرق الكتب الدينية بشكل عام، فقد أحرق بالودان، زعيم الحزب الدنماركي اليميني المتشدد “هارد لاين”، نسخا من القرآن الكريم في مدن سويدية، وذلك للترويج لحملته الانتخابية وسط حماية مشددة من قوات الشرطة.
وردا على هذا الفعل المسيء خرجت مظاهرات عفوية في أوبسالا السويدية تنديدا بما قام به بالودان من إحراق للمصحف الشريف والدوس عليه، قبل أن تفرق الشرطة المتظاهرين، وترش بعضهم بغاز الفلفل وتعتقل آخرين.
وأثارت تلك الوقائع تنديدا في أنحاء العالم العربي والإسلامي، حيث أعربت الخارجية السعودية حينها عن إدانتها واستنكارها “للإساءة المتعمّدة للقرآن الكريم، والاستفزازات والتحريض على المسلمين”، مؤكدة “أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والتطرف والإقصاء ومنع الإساءة للأديان والمقدسات كافة”.
ولكن لم نرَ من المملكة التي تدعي تربعها على عرش الإسلام والدفاع عنه، ردا شديدا وقطعا للعلاقات على الأقل كرامة للقرآن الكريم وإنما على العكس اكتفت كغيرها من الدول بالإدانة والاستنكار دون تحريك أي ساكن.
واليوم نشهد في المملكة السعودية، استقبال المبعوث الخاص لوزارة الخارجية السويدية إلى منظمة المؤتمر الإسلامي للحوار بين الأديان والثقافات وذلك للتأكيد على “نشر مبادئ الاعتدال ونبذ التطرف واحترام البشر جميعا، على النحو المنصوص عليه في القرآن الكريم وعلى سبيل الرسول” كما ذكر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي.
وهنا لابد من طرح بعض الأسلئة، ألم يكن من الأجدر بالمملكة الإسلامية الدفاع عن القرآن الكريم بشدة بدلاً من الاستنكار؟! وألم يكن الأجدر بها قطع العلاقات أو التهديد بذلك كرامة للقرآن بدلاً من استقبال المسؤولين السويديين؟!
فما نراه دائما هو الإدانة والاستنكار سواء فيما يخص القضية الفلسطينية أو مايخص قضية إحراق القرآن، بل نشهد بين الحين والآخر علاقات وتنسيق سري مع الاحتلال الإسرائيلي وكذلك علاقات قوية مع من ينال من شخص الرسول والقرآن الكريم.
المصدر: قطر عاجل