بعد استهداف قاعدة عين الأسد بالعراق.. ما هوية فصيل المقاومة الدولية الذي تبنى الهجوم؟

أثار تبني فصيل عراقي مسلح، أطلق على نفسه اسم “فصيل المقاومة الدولية”، الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار (غربي العراق)، التي يوجد بها قوات أميركية وعراقية، ردود فعل متباينة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقال الفصيل في بيان “تمكن أبناؤكم في المقاومة الإسلامية فصيل المقاومة الدولية من استهداف قاعدة عين الأسد، التي يوجد فيها قوات الاحتلال الأميركي، بـ6 صواريخ نوع غراد 122 ملم بتاريخ 30 مايو (أيار الجاري)، وتمت إصابة الهدف بدقة تامة”.

وحسب مسؤول في قوات التحالف الدولية الموجودة في العراق، فإن الهجوم كان بخمسة صواريخ ولم يسفر عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية. في حين أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار بسقوط 3 صواريخ في المحيط الغربي لقاعدة عين الأسد، ولم يسفر عن خسائر.

وكثيرا ما تتعرّض قاعدة عين الأسد لقصف صاروخي وبطائرات مسيّرة، وتعود آخر حادثة من هذا النوع إلى 30 أبريل/نيسان الماضي عندما سقط صاروخان قرب القاعدة لم يسفرا عن إصابات أو أضرار.

واستُهدفت في الأشهر الأخيرة القوات والمصالح الأميركية في العراق بهجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة مفخّخة.

يشار إلى أن العراق أعلن رسميا في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي أن وجود قوات “قتالية” أجنبية في البلاد انتهى مع نهاية العام 2021، وأنّ المهمة الجديدة للتحالف الدولي استشارية وتدريبية فقط.

ولا يزال 2500 عسكري أميركي وألف عسكري من التحالف منتشرين في 3 قواعد عسكرية عراقية، من بينها عين الأسد.

– ٦ صواريخ غراد أُطلقت من ناحية #البغدادي باتجاه قاعدة #عين_الأسد.
– فصيل #المقاومة_الدولية يتبنى للمرة الأولى الهجوم الصاروخي على القاعدة pic.twitter.com/PHPPYdeIXb

— مازن الزيدي (@MazenW23) May 30, 2022

تباين في الهوية

وحول هوية فصيل المقاومة الدولية، تباينت آراء متخصصين في الشأن العراقي، إذ قال البعض منهم إن الفصيل تابع لحركة النجباء الشيعية بزعامة أكرم الكعبي، مستندين بذلك على وضع الكعبي علما مكتوبا عليه “المقاومة الدولية” إلى جانب علم حركة النجباء.

ونشر الكاتب الصحفي مازن الزيدي صورة على حسابه في تويتر للأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي وتظهر خلفه راية “المقاومة الدولية”، وعلق قائلا “6 صواريخ غراد أُطلقت من ناحية البغدادي باتجاه قاعدة عين الأسد، وفصيل المقاومة الدولية يتبنى للمرة الأولى الهجوم الصاروخي على القاعدة”.

في حين قال آخرون إن الفصيل شُكّل نتيجة لدعوة أطلقها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عام 2020 من إيران لاجتماع قيادات الفصائل الشيعية المسلحة لتشكيل ما أسماها بـ”أفواج المقاومة الدولية”.

فصيل (المقاومة الدولية) الذي تبنى الهجوم على قاعدة #عين_الاسد لا يندرج ضمن فصائل الظل، انما هو تحالف رسمي ومعلن بين الفصائل المسلحة الموالية لأيران، وتشكل بأجتماع بين قادة الفصائل بعد مقتل سليماني بأيام في عام ٢٠٢٠، ورغم عنوانه الدولي الا انه لم يتبنى اي عملية خارج العراق.

— د. مهند الجنابي Dr.Mohanad Aljanabi (@moaljanabi10) May 30, 2022

من جانبه، قال الباحث والأكاديمي مهند الجنابي، عبر حسابه على تويتر، إن “فصيل المقاومة الدولية لا يندرج ضمن فصائل الظل، إنما هو تحالف رسمي ومعلن بين الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وتشكّل باجتماع بين قادة الفصائل بعد مقتل سليماني بأيام في عام 2020”.

وأضاف الجنابي أن الفصيل “على الرغم من عنوانه الدولي، فإنه لم يتبن أي عملية خارج العراق”.

فصيل المقاومة الدولية، تحالف لمرتزقة ميليشيات إيران، اعلن عنه في 2020، شارك به مقتدى، وأدعى مغادرته، وهاجم سابقا قوافل عراقية تنقل معدات لصالح التحالف ضد داعش..
انخرطت تحته، مجموعة بحرينية، في البصرة، ولم تتعرض له القوات الامريكية، بل سمحت بحصول فصائله على صواريخ بمدى 700كم ! pic.twitter.com/o3667QGnl6

— مصطفى سالم Mustafa Salim (@mustafasalem) May 31, 2022

وعلق الكاتب والباحث مصطفى سالم، عبر حسابه على تويتر، قائلا إن “فصيل المقاومة الدولية تحالف لمرتزقة مليشيات إيران، أعلن عنه في 2020، شارك فيه مقتدى الصدر، وادعى مغادرته، وهاجم سابقا قوافل عراقية تنقل معدات لصالح التحالف ضد (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش”.

وأضاف سالم “انخرطت تحته مجموعة بحرينية في البصرة، ولم تتعرض له القوات الأميركية، بل سمحت بحصول فصائله على صواريخ بمدى 700 كلم”.

صور أولية لمنصّة الصواريخ التي استهدفت قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار .

الفاعل غير مهم ، الاهم السيطرة على المنصات دائما pic.twitter.com/oABiH1CvuR

— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) May 30, 2022

وأكد نشطاء ومدونون عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي أن معلومات استخباراتية وصلت إلى القيادات الأمنية بوجود هجمات قبل 3 أيام على الهجوم الأخير على قاعدة عين الأسد في الأنبار، لكن القيادات لم تتمكن من تحديد مكان الهجوم وإيقاف تنفيذه.