520201413121347

WSJ: لماذا تجذب دبي المال الروسي والشركات؟

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده بنويت فوكون ووري جونز تحدثا فيه عن أسباب تدفق المال الروسي والشركات على دبي.

وقال التقرير إن مدينة دبي أصبحت المركز الدولي المفضل لدى الشركات الروسية والأثرياء الباحثين عن ملجأ لإدارة أعمالهم وحماية أموالهم وتجنب العقوبات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وأضاف أن أكبر شركة ناقلات نفط روسية فتحت دكانا لها في دبي ويستثمر الأثرياء الروس بالشقق السكنية الراقية. وجذبت دبي أيضا تجار بضائع وشركات ناشئة وموظفين في شركات غربية غادروا روسيا. 

وخلف هذه التحركات قرار من الإمارات العربية المتحدة وأهم مركز تجاري فيها عدم تطبيق العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، حيث تحاول الإمارات ودبي منها الإلتزام بموقف محايد رغم شراكتها الأمنية الطويلة مع الولايات المتحدة. 

ووجد الروس الذي قرروا التحرك باتجاه دبي مجتمعا حيا ونابضا من الروس يصل تعداده حوالي 100.000 متحدث باللغة الروسية، ومنافع أخرى مثل قوانين هجرة سهلة ولا ضريبة على الدخل. وزاد معدل السياحة الروسية لدبي حيث لم تتوقف الرحلات بين دبي وموسكو. وقالت رشا حلاوة، الإقتصادية في المجلس الاطلنطي “وضع دبي شروطا مناسبة لجذب الروس الراغبين بالبحث عن ملجأ آمن لأنفسهم وعائلاتهم وأرصدتهم”. 

وطلب المسؤولون الغربيون من الإمارات الحد من التجارة مع روسيا وبدون رد، وفي الوقت الذي ترحب فيه دول أخرى مثل تركيا وقازخستان بالروس وتواصل الهند شراء النفط الروسي، إلا أن مركز دبي كعصب لتدفق المال يثير قلق الدبلوماسيين الغربيين وبشكل محدد حول إمكانية استخدام الإمارة كمنفذ للهروب من العقوبات. وقال وزير الإقتصاد الألماني روبرت هابيك في زيارة له بآذار/مارس للإمارات: “لا أطلب منهم أن يكونوا جزءا من العقوبات” و “لكن أطلب (منهم) ألا يتربحوا من العقوبات الاوروبية والأمريكية”.

 

اقرأ أيضا: وكالة: الروس يتوافدون إلى دبي هربا من العقوبات على بلادهم
 

ورفض متحدث باسم الخارجية الإماراتية الرد على أسئلة من الصحيفة، وأحالها إلى بيان للحكومة في الأسبوع الماضي “أكد على التزاماتها بالعمل مع المجتمع الدولي لمواجهة الجريمة المالية وتذكير رجال الأعمال بواجباتهم فيما يتعلق ببرنامج العقوبات الدولي”، مع أن البيان لم يشر تحديدا لفرض العقوبات التي وضعتها دول على روس وشركات روسية. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي عبد الخالق عبد الله قوله إن الإنفتاح الإماراتي على الروس يعكس موقف البلد المحايد “عندما يتعلق الأمر بالعقوبات الامريكية والأوروبية فنحن انتقائيون”. 

وقبل الحرب في اوكرانيا، كانت شركة سوفكمفلوت التابعة للدولة تدير أعمالها من سانت بطرسبرغ وتشرف من هناك على اسطولها من ناقلات النفط، فيما تدير حساباتها المصرفية الأوروبية من قبرص، وتؤجر اسطولها من الناقلات البالغ عدده 120 ناقلة للشركات حول العالم، بما فيها شركة توتال إنرجي الفرنسية وأرامكو السعودية.

 

وبعد فرض العقوبات لم تعد الشركة قادرة على العمل مع شركات التأمين في أوروبا وكذا البنوك والتجار. وقال موظفون حاليون وسابقون إن الشركة قررت نقل جزء من عملياتها إلى دبي، حيث يثق المدراء التنفيذيون أن الحكومة لن تفرض عقوبات على شركات تابعة لها هناك.

 

ولم ترد سوفوكمفلوت على الصحيفة للتعليق. وبقاعدة لها في دبي تستطيع الشركة الحصول على حدمات تجعل ناقلاتها مبحرة، بما في ذلك تحميل النفط والصيانة والحصول على طواقم وخدمات مصرفية، حسبما قال مسؤولون في صناعة الشحن وخبراء في العقوبات.

 

ومنحت الترتيبات شريان حياة لتصدير النفط الروسي، حيث تستخدم شركات النفط مثل روسنفط الحكومية ناقلات الشركة لشحن النفط الخام، وذلك حسب بيانات الشحن. وتشكل موارد تصدير الطاقة نسبة 40% من الميزانية الروسية. وتشير الصحيفة ان معظم الأشخاص والشركات الذين أقاموا فروعا لهم في دبي لم تفرض عليهم عقوبات.

اقرأ ايضاً
مصادر: محكمة تونسية ترفض مرسوما رئاسيا بإعفاء 47 قاضيا

وفي بداية آذار/مارس قررت صوفيا كوستنيونينا نقل شركتها الناشئة “سبيكلاب ليمتد” من بطرسبرغ إلى دبي لأن العقوبات على روسيا ستمنعها من دفع الأموال للشركاء في الخارج ولا استخدام خدمات المؤتمرات عبر الفيديو او الإيميل للترويج لخدماتها من الشركات الغربية.

 

اقرأ أيضا: الإندبندنت: تدفق أموال “قذرة” روسية وأوروبية لسوق عقارات دبي

 

وتعتمد شركتها على جمع أشخاص من أنحاء العالم لتعلم اللغة وجها لوجه أو عبر الإنترنت، ولو بقيت في روسيا لأغلقت ابوابها. ولم تحتج سوى عدة أسابيع لفتح فرع لها في دبي، وقالت “الكثير من الشركات تنقل موظفيها إلى دبي وذلك لأن هناك سهولة لنقل الموظفين من روسيا إليها” و “ليس لدينا الكثير من الخيارات”. 

وقالت الصحيفة إن مواقع البحث عن عمل تبحث عن ناطقين بالروسية للعمل في الفنادق والمطاعم والصالونات في كل أنحاء دبي. وقال العاملون في القطاع المالي بدبي إنهم يتلقون طلبات من رجال أعمال لنقل عملياتهم من أوروبا الغربية التي أغلقت فيها البنوك الاوروبية الحسابات الروسية. وتساعد المصارف في دبي رجال الأعمال الروس على بناء أنفسهم رغم أنها تطرح أسئلة حول الزبائن المحتملين لتجنب أفراد فرضت عليهم عقوبات.

 

وقالت شركة تعمل على مساعدة الأثرياء الروس نقل أرصدتهم إلى الإمارات العربية المتحدة انها قامت لم تساعد ولا عميل روسي واحد منذ عام 2016 وبعد غزو أوكرانيا في شباط/فبراير فقد ساعدت حوالي 15 روسيا يشكلون ثلث عملائها. وقالت الشركة إن قيمة الأرصدة- شركات ومال وأشكال أخرى من الثروة تساعد في نقلها إلى دبي تصل إلى 4.5 مليار دولار.

 

وقام هؤلاء بنقل مقر إقامتهم في روسيا وسجلات شركاتهم وحساباتهم البنكية من لوكسمبرغ وقبرص ولندن وزيورخ إلى دبي. وقالت شركة فيرتشزون التي تساعد على بناء الشركات في الإمارات إن عملاءها الروس وإن كانوا يمثلون جزءا صغيرا من عملياتها تضاعف هذا العام عن الماضي.

 

كما ونقلت شركات غربية مثل غوغل وجي بي مورغان تيس موظفيها الروس إلى دبي. كما أن الثروة الروسية واضحة في دبي، فسفينة مدام غو التي يملكها عضو البرلمان أندريه سلوتش راسية في ميناء دبي منذ شهرين.

 

وتحولت دبي لمرسى ومهبط مشغول للطائرات الروسية بما فيها طائرة صاحب نادي تشلسي رومان أبراهموفيتش. وأدى اهتمام الروس بدبي لزيادة الإقبال على سوق العقارات فيها.

 

وفي بداية الحرب منعت روسيا الناس من سحب سوى 10.000 دولار من العملة الصعبة وهو مبلغ زاد إلى 50.000 دولارا، لكن الروس قالوا إنهم استطاعوا إرسال مبالغ لحسابات مطوري العقارات والوفاء بالتزاماتهم لشراء شقق وبيوت في دول صديقة.

 

وتسمح البنوك الروسية لأفراد بتحويل مئات الألاف من الدولارات إلى حسابات في مطوري العقارات بالإمارات، ولكن إن كانوا يبيعون وحدات سكنية ستسلم في المستقبل. وهو ما زاد من الإقبال على شراء عقارات في بنايات وناطحات سحاب تحت الإنشاء. وفي واحدة من ناطحات السحاب تحت الإنشاء بيعت 330 شقة سكنية معظمها للروس.


المصدر: العربي 21

شاهد أيضاً

محور المقاومة: ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى "لتدمير إسرائيل"؟

محور المقاومة: ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى “لتدمير إسرائيل”؟

محور المقاومة: ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى “لتدمير إسرائيل”؟ جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *