مع توافد أفواج بيت الله الحرام إلى السعودية شرعت المملكة بحكم وجـود المشاعر المقدسة ضمـن جغرافيتها باستخدام الحج كأداة لتلميع سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ولوحة دعائية له لتصويره كقائد للمسلمين وهو ماظهر برنامج “إرشاد ودلالة”.
بالأمس صرحت المملكة السعودية بأن وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تطبيق برنامج “إرشاد ودلالة” لتقديم خدمات إرشادية ومكانية من قبل منسوبي الإدارة وبمشاركة المطوفين.
ولكن حقيقة الأمر واضحة إذ تحاول السعودية نشر الأفكار الدينية السلفية بين الحجاج في شكل مجموعات إرشادية أثناء الحج، وكذلك تبرير سياسات السعودية وبن سلمان وتصويره كقائد للأمة الإسلامية من أجل زيادة النفوذ السعودي بين المجتمعات الإسلامية في مختلف البلدان.
والسلفية السعودية ليست وليدة اليوم ولكنها في الوقت الحالي تحولت إلى مكون أساسي في السياسة الخارجية للمملكة السعودية لعدة أهداف لعل أبرزها وأهمها تأجيل مطالب التغيير الديمقراطي في الداخل، إذ تلعب هذه المؤسسة الدينية دورا بارزا في توفير الإطار الشرعي والإيديولوجي لآل سعود في ممارسة السلطة.
ولطالما كانت الرياض عاصمة الفكر السلفي حيث يوليها السلفيون على اختلاف جماعاتهم ريادة الفكر الوهابي السلفي في العالم، إذ تعتبر اليوم الراعي الأول للتيار السلفي الوهابي.
وإذا أردنا العودة إلى تاريخ السلفية الوهابية فنجد أن نشأتها كانت في نجد عن طريق تحالف بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود مستند على نشر الدعوة السلفلية.
وجدير بالذكر أن دعم الحركة السلفية في العالم هو موضوع معلن بالنسبة للنظام السعودي حيث تتحدث فيه المملكة بشكل معلن ولا تخفيه، فقد صرح محمد بن سلمان سابقا لصحيفة “واشنطن بوست” بأن تصدير السلفية السعودية ودعمها المادي كان بطلب من الحلفاء منذ الحرب الباردة، وبناء عليه دعم النظام السعودي المؤسسات الدعوية، والمنظمات الإسلامية العالمية، وبناء المعاهد والجمعيات التي تروج له.
والهدف ليس فقط نشر الأفكار السلفية وإنما تصدير محمد بن سلمان من خلال استغلال موسم الحج كقائد للأمة الإسلامية ومناصر لقضايا المسلمين و أعظم من ناصر القضية الفلسطينية وذلك لزيادة النفوذ السعودي بين المجتمعات الإسلامية في مختلف البلدان.
المصدر: قطر عاجل