رفضت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، مساء الجمعة، أي إجراء قد يؤدي للانقسام في ليبيا، مثل إنشاء مؤسسات موازية أو الاستيلاء على السلطة بالقوة.
جاء ذلك في بيان مشترك، أعقبه ترحيب بفحواه من قبل رئيس حكومة الوحدة “عبد الحميد الدبيبة” ورئيس الحكومة المكلف “فتحي باشاغا”.
وذكر البيان الصادر عن وزارات خارجية الدول الخمس أن ليبيا بحاجة إلى “حكومة موحدة قادرة على الحكم وإجراء الانتخابات في كل أنحاء البلاد”، داعيا مجلسي النواب والأعلى للدولة للانتهاء من الأساس القانوني لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
ورحبت الدول الموقعة على البيان بالتقدم المحرز في المحادثات بين اللجنة المشتركة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في القاهرة التي رعتها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، داعين المجلسين إلى “الانتهاء بشكل عاجل من الأساس القانوني”، لأن ذلك “سيمكن من إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ذات مصداقية وشفافة وشاملة في أقرب وقت ممكن”.
ويأتي البيان الأوروبي الأميركي المشترك، بعد يوم من إعلان “ستيفاني وليامز” المستشارة الخاصة للأمين العام الأممي في ليبيا، عقد اجتماع في جنيف الأسبوع المقبل بين رئيس مجلس النواب الليبي “عقيلة صالح” ورئيس المجلس الأعلى “خالد المشري”، في محاولة لإيجاد اتفاق حول إطار دستوري لإجراء الانتخابات.
وكانت لجنة مشتركة من مجلسي النواب والأعلى للدولة أنهت الأحد الماضي مباحثات في القاهرة، من أجل التوافق على الإطار الدستوري المنظم للانتخابات، وذلك عقب الفشل في إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 جراء الخلاف بين مؤسسات الدولة حول دستورية القوانين المنظمة للعملية الانتخابية.
- الدبيبة وباشاغا يرحبان
ورحب “الدبيبة” ببيان الدول الخمس، وغرد عبر حسابه في تويتر بأنه “ينسجم مع موقف حكومته الرافض للعنف، أو الاستيلاء على السلطة بالقوة أو خلق أي أجسام موازية”.
وأبدى رئيس حكومة الوحدة ارتياحه لتوافق البيان المشترك مع موقف الأمم المتحدة الذي حسم مسألة استمرار عمل الأطراف الليبية وفقا لمقررات الاتفاق السياسي، وما نص عليه من أهمية تنفيذ إجراء انتخابات وفقا لقاعدة دستورية.
وجدد “الدبيبة” التزامه بمواصلة سياسة الإفصاح والشفافية بشأن الإنفاق الحكومي، وأن يكون هناك آلية وطنية واضحة لذلك.
كما رحب رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي “فتحي باشاغا” بالبيان، خاصة ما يتعلق بـ “الدعوة إلى حكومة ليبية موحدة قادرة على الحكم، وإجراء الانتخابات في جميع أنحاء البلاد”.
وأوضح “باشاغا” في تغريدة أن ترحيبه بالبيان، جاء بصفته رئيس تلك الحكومة المدعومة من قبل مجلسي النواب والأعلى للدولة.
كما أعرب عن “تطلعه إلى العمل جنبا إلى جنب مع تلك الدول والأصدقاء العرب والأفارقة لإعادة بناء ليبيا وقيادتها إلى الانتخابات الوطنية في أقرب الآجال”.
وتعيش ليبيا أزمة وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس، والتي جاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف عام برئاسة “الدبيبة”، وحكومة برئاسة “باشاغا”، عينها البرلمان في فبراير/شباط الماضي، ومنحها الثقة في مارس/آذار الماضي، وتتخذ من سرت في وسط ليبيا مقرا مؤقتا لها، بعد منعها من الدخول إلى طرابلس رغم محاولتها ذلك.
وقد انتهت مدة العمل بخريطة الطريق التي جاءت بحكومة “الدبيبة” قبل عام ونصف العام، غير أن الأخير يرفض تسليم السلطة إلى “باشاغا” ويصر على تسليمها إلى حكومة منتخبة.
المصدر: وكالات