نجحت لقاحات فيروس كورونا في إنقاذ الأرواح خلال التجارب السريرية، لكن دراسة جديدة، تستند جزئيًا إلى تقديرات صحيفة إيكونوميست لعدد الوفيات الحقيقي للوباء ، حاولت رصد عدد الأرواح التي تم إنقاذها، منذ باتت اللقاحات متاحة على نطاق واسع للجمهور.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت قبل أيام في مجلة “لانسيت” للأمراض المعدية، أنه خلال السنة الأولى من إطلاق لقاحات فيروس كورونا، أنقذت اللقاحات حياة 19.1 مليون إلى 20.4 مليون شخص، وهم رقم اعتبرته الصحيفة أكبر من تعداد دولة كبيرة بحجم تشيلي (عدد سكانها أكثر من 19 مليون نسمة).
وتقدر الدراسة أنه من دون لقاحات، كان من الممكن أن يموت ما يقرب من 3 أضعاف عدد الأشخاص الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا في عام 2021 وحده.
وشهدت البلدات التي تغطيها مبادرة كوفاكس 6.8 مليون إلى 7.7 مليون من حالات الوفاة التي تم منعها، وهي مبادرة تم تبنيها لضمان إرسال اللقاحات إلى البلدان الفقيرة.
ومع ذلك، لا يزال نقص اللقاحات في بعض أجزاء العالم يؤدي إلى وفيات كان من الممكن تجنبها.
وفشلت حوالي 100 دولة في تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في تطعيم 40% من سكانها المؤهلين لتلقي اللقاجات بحلول نهاية عام 2021. ويقدر الباحثون أن هذا الفشل أدى لوفاة 600 ألف شخص.
وللوصول إلى هذه التقديرات، بدأ الباحثون، أوليفر ج.واتسون وغريغوري بارنسلي وزملاؤهم في إمبريال كوليدج لندن، بتبني نموذج يستخدم لتتبع انتشار عدوى فيروس كورونا.
ثم قاموا بدمج هذا النموذج مع تقدير الإيكونوميست لعدد الوفيات الحقيقية للوباء، لتقدير مدى فتك الوباء من دون اللقاحات.
لكن للدراسة حدود يجب وضعها في الاعتبار، فهي تعتمد على افتراضات بشأن نسبة الإصابات المعلنة التي أدت إلى الوفاة، وعلى سبيل المثال، تم استبعاد الصين، التي لديها بيانات محدودة موثقة من التحليل السابق.
وكذلك كان الحال بالنسبة للبلدان الصغيرة جدًا، وهذا يعني أن العدد الإجمالي للوفيات الفعلية التي تم تجنبها قد يكون أعلى من ذلك.
من ناحية أخرى، لم يحاول الباحثون وضع نموذج لكيفية تغيير الناس أو الحكومات للسلوك للحد من العدوى، في غياب اللقاحات، بحسب إيكونوميست.
المصدر: الحرة