رغم نفي البرهان.. تجمع المهنيين يؤكد وجود فاجنر في السودان

أكد تجمع المهنيين السودانيين وجود مجموعة مرتزقة “فاجنر” الروسية في البلاد، رغم نفي رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان”، وجودها.

وقال الناطق الرسمي لتجمع المهنيين السودانيين “وليد علي”، في تصريح لـ”الجريدة” السودانية: إن “وجود فاجنر في السودان حقيقة لا تنتطح عليها عنزتان”.

والأحد الماضي، نفى “البرهان”، خلال حوار مع قناة “الحرة” الأمريكية، ضلوع مجموعة “فاجنر” الروسية في عمليات تنقيب بالسودان، مؤكدا أنه لا وجود للمجموعة المعروفة بأنشطتها العسكرية ومساعدتها الأنظمة الديكتاتورية، بالبلاد.

وخلال الأسابيع الماضية، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، عن تزايد نشاط شركة “فاجنر” في التنقيب على الذهب في السودان، والتعاون مع قادة المكون العسكري، بحسب “الحرة”.

وأوضح “علي” أن “الأطماع الدولية في معادن أفريقيا وذهبها هي حقيقة يؤيدها دعم المحاور للميليشيات والديكتاتوريات الأفريقية”.

وكشف تحقيق “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن نشاط غير مسبوق لمجموعة المرتزقة الروسية “فاجنر”، في منطقة غنية بالذهب، على بعد 320 كيلومترا شمال العاصمة السودانية، تسمى “العبيدية”.

وبحسب التحقيق، تضم المنطقة مصنعا يخضع لحراسة مشددة محاطا بأبراج لامعة، يسميه السكان المحليون بـ”الشركة الروسية”، وهو في الحقيقة واجهة للمنظمة شبه العسكرية “فاجنر”، ذات العلاقة الوطيدة بالكرملين.

وحصلت “فاجنر” على امتيازات تعدين مربحة تنتج سيلا متدفقا من الذهب، كما تظهر السجلات، ويعزز مخزون الكرملين من الذهب، البالغ 130 مليار دولار، والذي يخشى المسؤولون الأمريكيون أن يتم استخدامه لتخفيف تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو بعد غزو أوكرانيا، من خلال دعم العملة الروسية المحلية “الروبل”.

ومنذ استيلاء الجيش السوداني على السلطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثفت “فاجنر” شراكتها مع قائد قوات الدعم السريع والرجل الثاني بالمجلس العسكري الذي نفذ الانقلاب، “محمد حمدان دقلو”، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي وصفته بأنه “متعطش للسلطة”.

وتوسعت “فاجنر” في أفريقيا، منذ عام 2017، بتوجيه واضح من “يفجيني بريجوزين”، رجل الأعمال الروسي المعروف باسم “طاه بوتين”، وأصبح المرتزقة التابعون لها عاملا مهما، بل محوريا في بعض الأحيان في سلسلة من البلدان المتضررة من الصراعات؛ مثل ليبيا، وموزمبيق، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومؤخرا في مالي، خاصة مع انسحاب القوات الفرنسية، حيث اتهمت “فاجنر” بارتكاب فظائع ضد المدنيين في هذه البلاد وغيرها.