اتفق قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأربعاء، على دعوة فنلندا والسويد رسميا للانضمام إلى الحلف بعدما أبرمت تركيا اتفاقا مع الدولتين الإسكندنافيتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما.
وقال بيان صادر عن قمة الحلف المنعقدة في مدريد: “اليوم، قررنا دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ووافقنا على توقيع بروتوكولات الانضمام”.
وتأتي الخطوة بعد يوم واحد من إعلان حلف “الناتو” التوصل إلى اتفاق بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى التحالف بعدما عادت تركيا عن معارضتها للخطوة.
إذ وقعت تركيا والسويد وفنلندا، الثلاثاء، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في حلف “الناتو”، على هامش قمة التكتل في العاصمة الإسبانية مدريد.
ووقع المذكرة كلا من وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو”، ونظيريه الفنلندي “بيكا هافيستو” والسويدية “آن ليندي” في مراسم حضرها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الفنلندي “سولي نينيستو” ورئيسة الوزراء السويدية “ماجدالينا أندرسون”.
وجاء في المذكرة أن السويد وفنلندا “تتعهدان بالتعاون التام” مع تركيا في مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، وهي منظمة تعتبرها أنقرة ودول غربية “إرهابية”.
كما تعهد البلدان بعدم توفير الدعم لتنظيمي “بي واي دي/ واي بي جي” و”غولن”، وهي تنظيمات تصنفها تركيا “إرهابية”.
كما تعهدا لتركيا بمنع أنشطة “بي كا كا” وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى والأفراد المرتبطين بها بأراضيها.
وفقا للمذكرة، ستقوم الدول الثلاث بإنشاء آلية للحوار والتعاون بين الحكومات على جميع المستويات، بما في ذلك أجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات بهدف تعزيز التعاون القائم على التوافق في مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والتحديات المشتركة الأخرى.
وتركيا العضو في الحلف منذ العام 1952 كانت تعارض انضمام السويد وفنلندا إلى التحالف؛ إذ تتهمهما بإيواء مسلحين من منظمات مناوئة لها تعتبرها “إرهابية”، بينها “بي كا كا”، وكانت تدين استضافة البلدين أنصارا للداعية التركي “فتح الله غولن”، الذي تتهمه بتدبير محاولة انقلاب في يوليو/تموز 2016.
كذلك، ندد البيان الختامي لقمة قادة “الناتو”، الصادر اليوم، بــ”الوحشية المروعة” التي تمارسها روسيا في أوكرانيا، وجدد التعهد بتقديم الدعم لكييف في حربها ضد موسكو.
وقال الأمين العام لحلف “الناتو”، “ينس ستولتنبرج: “لن نتوقف عن تقديم المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا”، مضيفا أن “قادة الناتو وافقوا على التصور الاستراتيجي الجديد للحلف واعتبار روسيا أكبر تهديد لنا، بعد أن كانت شريكا في التصور الاستراتيجي السابق”.
واعتبر “ستولتنبرج” في قمة “الناتو” أن “أوكرانيا يمكن أن تعتمد علينا طالما لزم الأمر”.
وكان الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أعلن من مدريد، الأربعاء، أن بلاده “ستعزز وجودها العسكري في أوروبا”؛ كي يتمكن حلف شمال الأطلسي (ناتو) من “الرد على التهديدات الآتية من كافة الاتجاهات وفي كلّ المجالات: برا وجوا وبحرا”.
وقال خلال قمة للحلف وصفها بأنها “تطبع التاريخ” إنه سيتم تعزيز الوجود العسكري والإمكانات العسكرية الأميركية في إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
وسلّم حلفاء “الناتو” أسلحة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى كييف لتتمكن من مواجهة القوات الروسية منذ أن بدأت موسكو غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
ويعتزم الحلف تقديم حزمة مشتركة إضافية، تشمل معدات اتصالات آمنة وأنظمة مضادة للطائرات المسيرة وتدريبات لمساعدة أوكرانيا على استخدام أسلحة غربية أكثر حداثة على المدى الطويل.
المصدر: وكالات