"تحقير وتقريع"... مراسم استقبال بايدن في السعودية ستمثل إنعطافة حادة بين الغرب والرياض
"تحقير وتقريع"... مراسم استقبال بايدن في السعودية ستمثل إنعطافة حادة بين الغرب والرياض

“تحقير وتقريع”… مراسم استقبال بايدن في السعودية ستمثل إنعطافة حادة بين الغرب والنظام السعودي

عندما يصبح النفط أهم من حقوق الانسان، وعندما يُحاصر الغرب بزاوية ضيقة لا مفر منها إلا بالتخلي عن المبادئ الانسانية واللجوء للقتلى والمستبدين فلا حرج في ذلك ولا عيب، طالما في ذلك منفعة وفائدة تعود عليهم وعلى شعوبهم، وتجعل من حصنهم ترسانة متينة لمواجهة التمدد الروسي والهيمنة الاقتصادية الصينية والتهديد النووي الكوري.

أزمة الطاقة والارتفاع الفاحش في أسعار المحروقات وفي مقدمتها البنزين والشح الكبير في المواد الغذائية والموارد الأولية، دفع الغرب لتقديم الكثير من التنازلات والرضوخ لشروط فوق طاقته، بل وحتى التراجع عن مواقف سياسية كان قد اتخذها بحق بلدان عربية بما فيها السعودية.

في 20 يناير عام 2020 تسلم جو بايدن سدة الحكم الأمريكي، واعتبر خلال حملته الانتخابية التي قادته إلى الرئاسة، أن قتل الصحافي السعودي جمال خاشجقي وتقطيع أطرافه في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2018، والجرائم الهمجية في اليمن وملف حقوق الانسان جعل من السعودية “دولة منبوذة”.

ولكن هل كلام اليوم يمحيه الغد؟ ففي منتصف حزيران / يونيو الماضي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن قرر زيارة السعودية، وسيلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، ويناقش معهما ملفات بينها النفط وإيران. فيما سبق قرار الزيارة إشادة نادرة من إدارة بايدن بدور ابن سلمان في تمديد هدنة في اليمن.

اقرأ ايضا

موسم الحج… خرافة المساواة بين حجاج بيت الله الحرام

وبعد أسابيع من التكهنات حول جولة بايدن في المنطقة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيزور بين 13 و16 يوليو/ تموز إسرائيل والضفة الغربية والسعودية. وستكون هذه زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط كرئيس. وسيلتقي القادة الإسرائيليين والسعوديين، ويشارك في قمة لمجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية.

وسرعان ما لاقى موضوع الزيارة الأمريكية للسعودية رواجاً كبيراً وانتقاداً لاذعا في الأوساط الغربية والعربية تجاه سياسة البيت الأبيض وعدم مصداقية وتطابق أقواله مع أفعاله، حيث نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في واشنطن عن بايدن قوله، إن زيارته المرتقبة للسعودية في الأيام المقبلة مرتبطة بالمصالح الأمنية لدولة إسرائيل. ونفى بايدن أن تكون الزيارة مرتبطة بمحاولة دفع السعودية لمواجهة ارتفاع أسعار النفط عالمياً. وبحسب الصحيفة، فإن جولة بايدن مرتبطة بلقاء سيتم في السعودية، متصل بالأمن القومي الإسرائيلي، وعبّر بايدن عن ذلك بقوله: “عندي خطة تتعلق بمواضيع أكبر من أسعار الطاقة”.

وفي هذا الصدد، دافع البيت الأبيض، عن خطط بايدن لزيارة الرياض ولقاء محمد بن سلمان، على الرغم من توصل الاستخبارات الأميركية إلى اتهام الأمير بإصدار الأمر بقتل خاشقجي. وتنفيذ أكبر حملة إعدامات جماعية في تاريخها الحديث طالت أكثر من 80 شخص بذرائع معارضة سياسية ودينية.

خيبة أمل جونسون حفّذت بايدن على زيارة السعودية

من المؤكد أن زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأخيرة إلى الرياض وفشلها الواضح في تحقيق أي اتفاق بين الجانبين البريطاني والسعودي، هي العامل الأساس الذي حفّذ جو بايدن لعزم زيارته الغير متوقعة للسعودية ولقاء ولي عهدها.

اقرأ ايضاً
تفاقم ظاهرة جرائم السرقة.. فضائح السياح الإسرائيليين تتواصل في دبي

زار جونسون الرياض أواخر الشهر الماضي، وسعى إلى استغلال الرحلة لبحث “الجهود المبذولة لتحسين أمن الطاقة وتقليل التقلبات في أسعار الطاقة والغذاء بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية”. اللافت في الأمر، أنه لم يحضر إلى استقباله في مطار الملك خالد الدولي إلا نائب أمير منطقة الرياض محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز وهذا ما جعل من جونسون أضحوكة بين السياسيين والمحللين الذين أرجحوا في عدم حضور الملك سلمان أو ولي عهده هو دافع مقصود لإهانة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أمر جونسون بزيارة السعودية.

مراسم استقبال بايدن في السعودية

وبحسب محللين سعوديين، فإن مراسم استقبال “جونسون” وعدم حضور محمد بن سلمان إلى المطار كانت كافية لإيصال رسالة للغرب مفادها أن السعودية لم تعد في حاجة للحماية الأمريكية الغربية، وأنها ستكتفي بالصداقة الروسية والصينية لتعزيز مكانتها في العالم.

وأما عن زيارة بايدن المقبلة، فمن المتوقع أن تعامله السعودية معاملة شريكه السابق بوريس جونسون، لكي تكبح جماح النزعة الأمريكية وهيمنتها، حسب وصف محلليين.

مصادر مطلعة قالت أن السعودية بدأت بالتحضيرات لاستقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن والوفد المرافق له، حيث لم تذكر المصادر عن نية توجه الملك سلمان وولي عهده للمطار، وإنما ستكتفي فقط بارسال بعض المستشاريين والأمراء من قصر الرياض.

مكان إقامة جو بايدن في السعودية

أما بالنسبة لمكان الإقامة فقد رجح المصدر ارسال بايدن للإقامة في السفارة الأمريكية في الرياض وذلك بهدف الانتقام منه على مابدر منه من تصريحات مسيئة للسعودية وحكامها. وقال المصدر أن أوامر سعودية صدرت بعدم السماح للضيوف الأمريكان بالإقامة بفندق “الريتز كارلتون” في الرياض الذي يعتبر الفندق المخصص لاستقبال الرؤساء والزعماء والسياسيين.

وبين تكهنات وتحليلات السياسيين حول ماقد يجري في الأيام المرتقبة التي ستجمع بايدن مع محمد بن سلمان، يجلس العالم اليوم في حيرة من أمره عن ما سيقدمه الجانبان لحل الأزمة العالمية التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى المخاوف التي تسيطر على الشعوب العربية من التبعات السلبية التي ستجرها جولة الرئيس الأمريكي في إسرائيل وعن مدى تأثيرها على القضية الفلسطينية.

اقرأ ايضا

تطبيع سعودي في أمريكا… وزير الدفاع السعودي ووزير الدفاع الإسرائيلي يزوران واشنطن في آن واحد!

 

المصدر: قطرعاجل

شاهد أيضاً

1 1331144

عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.. ما موقف مجلس الأمن؟

فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخميس، في التوصل إلى توافق بشأن مسعى الفلسطينيين للحصول على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *