هل تكره الشعوب العربية محمد بن سلمان؟…
محمد بن سلمان عدو العرب و الإسلام الشعوب العربية اقاتنع قناعة تامة بتآمر ولي العهد السعودي بن سلمان على البلدان العربية، وحربه المسيسة على الإسلام والشعائر الدينية التي تمس المسلمين وجعلها مع الأيام تراث وموروث قد ينسى مع الزمن. تقتنع تلك الشعوب ايضا بأن بن سلمان يجيش جيوشا من الكتّاب لإصلاح صورته وللفت أنظار معارضيه وتغيير وجهات نظرهم بالأمير الذي يدير بلاده بقبضة من حديد وينتهج سياسة الانفراد بالسلطة وتقريب الموالين والمطبلين وإخراس أصوات المعارضين ومعاقبة الصامتين.
وبين مؤيد للنظام السعودي ومخالف له، تشهد الأوساط العربية تنافراً لا مثيل له منذ تولّي محمد بن سلمان ولاية العهد، في يونيو 2017، حيث نافس في ذياع الصيت أشهر الشخصيات السياسية بالعالم، وقد تزاحم شهرته نجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
يعتمد محمد بن سلمان في سياسة حكمه على الإصلاح. واي إصلاح.. سؤال يتردد في ذهن الكثيريين. الإصلاح الذي تعرفه عزيز القارئ يختلف تماما عن ما يقوم به بن سلمان، فهذا الإصلاح قاد به إلى التهلكة وتكريس حقد أعمى وكراهية من قبل الشعوب العربية والغربية تجاهه، وهنا نذكر بعضاً من هذه الأسباب مع الدلائل والبراهين المستمدة من الواقع ومن الأزمات التي خلقها الأمير السعودي وفشل في إيقافها أو على الأقل قيادتها وإدارتها:
هل تكره الشعوب العربية محمد بن سلمان؟
تكره الشعوب العربية السعودية، لأن نظام الحكم فيها وراثي استبدادي، محارب للحريات، تحميه القوى الغربية وفق مبدأ النفط مقابل الحماية منذ معاهدة كويسني (1945) بين بن سعود وفرانكلين رزوفلت. وهو ليس بالوحيد في العالم العربي.
وأما الشعوب المسلمة فتكن أكبر عداء للنظام السعودي لانه يستعمل الدين لتبرير استمرار الحكم الوراثي الرجعي بمساعدة آلاف المشايخ الوهابيين الذين طوعوا الدين ليتوافق مع الملكية الوراثية السعودية وفق مبدأ “طع ولي أمرك ولو ضرب ظهرك وسرق مالك”. أما “قول كلمة حق عند سلطان جائر” فهذا لا يجوز.
بالإضافة إلى ذلك، لأن النظام السعودي وقف ضد جميع الزعماء القوميين العرب (ولهم أخطاؤهم أيضا وليسوا ملائكة) من جمال عبد الناصر إلى صدام حسين وبرر ذلك دينيا وفق مبدأ أن “القومية كفر وإلحاد” والإسلام “الوهابي” الرسمي الموالي للقوى الغربية هو الأفضل. لذلك استقبلت السعودية وغيرها في الخليج القواعد العسكرية الغربية بما فيها الأمريكية التي انطلقت منها الجيوش والطائرات لتجريب كل اسلحتها في نزاعات الشرق الأوسط وكان آخرها حرب اليمن.
يزداد كُره الشعوب لمحمد بن سلمان عندما يُرى أنه شوه صورة الإسلام في العالم أجمع. فالنسبة للمواطن الغربي البسيط الإسلام هو مجرد إيديولوجية للسيطرة على الحكم بالقوة واضطهاد للنساء والأقليات ورفض للتعايش تماما كما يرون ما يحدث في السعودية. لو سالت مواطن غربي عن الدولة التي تطبق الإسلام (حسب فهمهم) فسيقول لك السعودية ثم يسرد لك مساوئ هذا النظام الرجعي.
النظام السعودي صنع تيار وهابي يحارب السنة والشيعة
ظلت السعودية دائما تنشر الكراهية المذهبية و تحارب التيارات الإسلامية غير الوهابية سواء كانت شيعية أو صوفية أو إباضية أو إخوانية. فالإسلام الوهابي السعودي رغم كرهه العميق للشيعة، بسبب الصراع السياسي بين النظامين السعودي والإيراني، فإنه يحارب بلا هوادة كل تيار سني لا يركع لأهواء آل سعود الذين لا يقبلون المنافسة لا من السنة ولا الشيعة.
موسم الحج يزيد من حدة كراهية المسلمين تجاه السعودية
يستعمل محمد بن سلمان شعيرة الحج كأداة للضغط سياسيا على الدول الإسلامية ورأينا ذلك خصوصا في الصراع مع إيران ومؤخرا بعد توتر العلاقات مع قطر ومنع الحجاج القطريين من السفر للبقاع المقدسة عبر الخطوط الجوية القطرية. زد على ذلك التكاليف الباهظة جدا للحج، التي تمنع ملايين المسلمين من إتمام ركن من أركان دينهم، والخدمات الرديئة والحوادث التي أودت بحياة آلاف الحجاج.
من ناحية أخرى، يهدم النظام السعودي أغلب التراث الإسلامي في الحجاز الذي يعتبره ملك له يتصرف فيه كما يشاء. فعلى مدى قرون هدم الوهابيون السعوديون أغلب المعالم التاريخية التي حافظ عليها المسلمون على مدى قرون من مساجد ومقابر وحصون وبيوت للصحابة.
هدم مقدسات بحجة محاربة البدع
وإذا كان الوهابيون السعوديون يبررون ذلك بمحاربة البدع والخرافات فإن الحقيقة أن النظام السعودي يسعى لمحو آثار الماضي (إلا في الدرعية معقل التيار الوهابي) حتى يسهل عليه السيطرة على قبائل نجد والحجاز. كذلك فعل داعش في سوريا والعراق عندما هدم المعالم التاريخية مفسرا ذلك بمحاربة البدع لكن الهدف هو محو تاريخ وهوية الشعوب حتى تسهل السيطرة عليها. والنتيجة ؟ تحول مكة المكرمة لمدينة تشبه لاس فيغاس تعج بمراكز التسوق والفنادق الفارهة (للأغنياء) واختفاء معالم مكة التاريخية ومحاصرة الكعبة وسط البنايات الشاهقة.
حرب اليمن وتداعياتها على بن سلمان
يشن ولي العهد حربا ظالمة على أفقر الدول في العالم وهي اليمن، لأن السعودية تريد أن يكون هذا البلد دائما وأبداً حديقتها الخلفية. هذه الحرب جارية منذ سنوات وقد دخلت هدنة مؤخرا، تدعي من خلالها السعودية أنها أوقفت جميع عملياتها العسكرية، وبسبب هذه الحرب انتشرت الكوليرا والمجاعة التي هددت ولا زالت حياة ملايين اليمنيين. ولافتقار السعودية لجيش نظامي عصري (خوفا من انقلابه على الأسرة المالكة يوما ما) لجأ النظام السعودي إلى خطة “الحرب بالوكالة” واستقطاب المرتزقة من الدول الفقيرة ليحاربوا نيابة عنه في اليمن. ومرة أخرى يستعمل الوهابية لتبرير الحرب هناك موهما المرتزقة الأجانب بأنهم يحاربون “حوثيين كفار” أو “إخونجية مبتدعة” (إيديولوجية داعش) ويدافعون عن الحرمين.
مربحة ولا تتكبد الكثير من المال…كيف حصدت أمريكا المراتب الأولى في الحروب بالوكالة والمرتزقة؟
الشعوب العربية تكره التطبيع والمطبعين وترفض اللحاق بركب العار
ينادي النظام السعودي علانيةً بالتحالف مع إسرائيل ليس ضد إيران فحسب ولكن ضد كل الدول والحركات التي تقاوم الاحتلال أو الغطرسة الأجنبية في الشرق الأوسط. النظام السعودي ليس وحده لكن الفرق مع الأنظمة العربية الأخرى التي تعيش تحت المظلة الأمريكية هو أن النظام السعودي ينوي تصفية القضية الفلسطينية منذ وصول الأمير محمد بن سلمان لسدة الحكم في المملكة. فقد زار سرا تل أبيب وتوالت اللقاءات بين المسؤولين السعوديين والإسرائيليين.
اقرأ ايضا
بمشاركة إسرائيلية وسعودية ومغربية… حلف الناتو يقوم بمناورات بحرية في البحر المتوسط
وفي تصريحات لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، في وقت سابق، قال بن سلمان: إن “الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية”. والتحالف مع إسرائيل ليس لصالح الشعوب وإنما لصالح الحكام الذين ربطوا مصيرهم باستمرارية إسرائيل. فإذا كان الإسرائيليون ينعمون بالديمقراطية ودولة القانون في بلادهم فإن النظام السعودي سيستمر في الحكم بالوراثة والقمع والتنكيل بكل من لا يسبح بحمد بن سلمان.
المصدر: قطرعاجل