وزير مصري سابق: نظام السيسي يهوي بمصر.. وفوضى محدقة جراء الأزمة الاقتصادية

حذر وزير الاستثمار المصري الأسبق “يحيى حامد” من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده جراء سياسات نظام الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، مشيرا إلى فوضى محدقة بالبلاد إذا لم يتم التحرك الآن لعلاج تلك التداعيات.

وذكر “حامد”، في مقال نشره بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن التدهور الحاد في الاقتصاد المصري بدأ منذ سنوات بسبب “عدم كفاءة نظام السيسي وقصر نظر داعميه الدوليين”، مؤكدا أن “الحرب في أوكرانيا ألقت الضوء فقط على الواقع الفظ، وهو أن مصر على بعد بضعة أشهر فقط من الإفلاس”.

 وأضاف الوزير، الذي عمل ضمن فريق الرئيس المصري الراحل “محمد مرسي”، أن “معدل الفقر في مصر، البالغ 30% سيتحول قريبا إلى معدل جوع لا يطاق”، وتابع: “يعتقد الكثيرون في المعارضة المصرية أننا وصلنا أخيرا إلى نقطة تحول، حيث تم إضعاف نظام السيسي بشدة، ويبدو أن الأوان قد فات الآن لإنقاذ مصر من الفوضى وعدم الاستقرار”.

ونوه “حامد” إلى أنه حذر، قبل 3 سنوات، في مقال نشره بمجلة “فورين بوليسي”، من أن الاقتصاد المصري لا يزدهر، بل ينهار، مشيرا إلى أن الحالة الاقتصادية في مصر هي “نتيجة 9 سنوات من الحكم غير الكفء من قبل السيسي ورفاقه”.

وتابع: “على الرغم من سطيرتهم الكاملة على القضاء والميزانية والجيش، أو ربما بسببها، وعلى الرغم من القمع الواسع النطاق والمنهجي ضد جميع الأصوات المعارضة، ما أدى إلى الاحتجاز التعسفي لأكثر من 60 ألف سجين سياسي، إلا أن السيسي – بمساعدة داعميه الدوليين – دمر البلاد حرفيا”.

وعلى الرغم من المؤشرات المقلقة للأزمة الاقتصادية في مصر، يلفت “حامد” إلى أن نظام “السيسي” حافظ على “سرد تهنئة ذاتية حول إنجازات مزعومة”، مضيفا: “لقد أصبح الاعتراف حتى بخطأ أو اثنين قد يحتاجان إلى بعض التصحيح، أمرا غير مطروح على الطاولة”.

وأوضح: “الوضع الاقتصادي في مصر يائس، وارتفعت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 93.8% هذا العام، وابتلع سداد القروض والفوائد 54% من ميزانية الدولة، وهو ما لا يترك الكثير لتمويل الضروريات للبلاد”.

وأشار وزير الاستثمار المصري الأسبق إلى أن “الأموال الساخنة” هربت بعيدا، على الرغم من قرار البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة، مؤكدا أن “السيسي يعرف أن الوضع مزري ويتوقع في الواقع إلى إنقاذ الأموال الدولية لعرشه بضعة أشهر أخرى”.

اقرأ ايضاً
أذربيجان: حققنا كل أهدافنا العسكرية من جولة القتال مع أرمينيا

واعتبر “حامد” إعلان “السيسي” عن إطلاق حوار سياسي وطني نوعا من الخداع، متسائلا: “ما هو نوع الذي يمكن أن نجريه عندما يحكم النظام في الوقت نفسه على المرشح الرئاسي السابق لعام 2012 (عبد المنعم أبو الفتوح) بالسجن لمدة 15 عاما؟ (..) ما الفائدة إذا لم يكن هناك تغيير جوهري في عادات النظام باستثناء شراء المزيد من الوقت للسيسي للتشبث بالسلطة؟”.

وأكد “حامد” أن الأزمة الاقتصادية الحالية ستؤثر بعنف على الملايين من الفقراء وقد تؤدي إلى مرحلة من “عدم الاستقرار” في مصر، مضيفا: “عدم الاستقرار قادم والفوضى تبدو حتمية، والسؤال هو كيفية احتواء الضرر قبل أن يجر السيسي البلاد معه، هذه دعوة للعمل موجهة إلى جميع الأطراف، سواء كان النظام أو الجيش أو جماعات المعارضة أو المدافعين عن حقوق الإنسان أو الغرب، وكذلك المصريين العاديين”.

وشدد الوزير المصري الأسبق على أن مصر “تحتاج بشكل عاجل إلى خطة لإنقاذ الأرواح تبتعد جذريا عن الاستراتيجيات المدمرة التي تخدم مصالحها الذاتية، والتي اتبعها النظام وداعموه الدوليون على مدى العقد الماضي”.

واعتبر “حامد” أن النظام في مصر أصبح “على وشك الانهيار”، مشددا: “من الملح أن تجتمع جميع القوى الوطنية حول مشروع أكبر من آرائنا السياسية، وأكبر حتى من مظالمنا السابقة ضد بعضنا البعض، ويجب الإفراج عن جميع السجناء السياسيين ويجب حماية أفقر الناس من الجوع، ويحتاج الدين إلى إعادة هيكلة وربما إلغاء جزئي”.

وأكد الوزير المصري الأسبق على ضرورة انسحاب الجيش المصري من جميع المجالات التي لا علاقة لها بوظيفته، لاسيما العدالة والاقتصاد والسياسة، ودعا إلى “تعليق مبيعات الأصول العامة حتى يتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأنها”.

كما دعا “حامد” إلى “عملية مصالحة وطنية حقيقية تكرم تضحيات عشرات الآلاف من المصريين منذ عام 2011″، في إشارة إلى ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، مشيرا إلى أن مصر تواجه “تهديدات وجودية” تتطلب اتحادا مقدسا بين جميع القوى السياسية.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

البيعة السعودية

حل هيئة البيعة السعودية ما هو السبب ؟…. ابن سلمان يشعر بالخطر

مع كل يوم يمضي تنكشف أخبار وتسريبات جديدة عن حدة الصراعات الداخلية التي تشهدها مملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *