في الوقت الذي يقلب فيه الروبل الروسي الطاولة “عكس ما كان متوقعاً” ويعلن تسلقه على العملات العالمية يسجل اليورو اليوم تراجعا أمام الدولار هو الأكبر منذ عقدين وسط توقعات بأنهياره أكثر محدث ارتفاع خطير في التضخم الاقتصادي في منطقة اليورو مما يؤثر سلباً على الأسعار ويضر بسوق التجارة في الدول الغربية وينتج شللاً شرائيا للمستهلكين.
سقوط لليورو أمام الدولار كم لم تعرفه العملة منذ أكثر من عشرين عاما.. بهذا العنوان افتتحت الصحافة العالمية أخبارها ومقالاتها يوم امس الثلاثاء، حيث أمسى العالم البارحة على انهيار اليورو وإحداثه أزمة عالمية غير مسبوقة ضربت بشكل كبير الدول الأوروبية التي تتعامل باليورو على أنها عملة رسمية لها.
تواصل منطقة اليورو تلقي أكثر الصدمات الاقتصادية عنفاً والمترتبة على الوضع العالمي الناتج عن الأزمة الأوكرانية وما ترتب عليها من عقوبات وتأثيرات على أسعار الطاقة العالمية وبحسب مؤشرات العملات يتسلق الدولار على حساب اليورو ليعادله ويتفوق عليه أحيانا.
ويقول مستهلكون أن 1000 دولار في الأمس كانت تعادل 1000 يورو فيما انخفض اليورو اليوم ليصبح 991 يورو لكل 1000 دولار مما سبب خسائر كبيرة للغاية لحقت بالتجار وأصحاب الشركات المالية.
في هذا التوقيت تزيد من حالات الإرباك داخل دول التكتل بخاصة في ظل معدلات التضخم المرتفعة وما لها من تداعيات على القدرة الشرائية ومنه على السلم الاجتماعي.
اليورو ينهار أمام الدولار ومخاوف أوروبية من تضخم اقتصادي يضرب المنطقة
ونقلت وكالات أنباء عن الباحث بمركز جنيف للدراسات الدبلوماسية والاقتصادية “ناصر زهير” قوله: “إن انخفاض قيمة اليورو في هذا التوقيت نتيجة العقوبات الاوروبية التي فُرضت على روسيا وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية واتخاذ قرارات سياسية لم تراعي متطلبات الاقتصاد الاوروبي خاصة فيما يتعلق في أمن الطاقة أدى إلى هذا الانهيار في سعر اليورو نتيجة الضبابية الاقتصادية ونتيجة ايضا ضعف التصنيع لانقطاع امدادات الغاز او تقليل نسبة امدادات الغاز الروسية، وأضاف زهير: آلية المواجهة وكيف ستكون اقتصاديا في الفترة القادمة هذا كله خلق حالة ضبابية اقتصادية تؤثر على سعر اليورو في هذا التوقيت، وبالإضافة لعدم تدخل البنك المركزي الاوروبي لانه لا يوجد لديهم معطيات واضحة للتدخل في هذا التوقيت”.
اقرأ ايضا
إلى قرابة 9% ارتفعت أعباء المستهلكين منذ عام وعلى ضوء ضعف اليورو بما لا شك فيه فإن هدف البنك المركزي الاوروبي لإعادة التضخم إلى 2% على المدى المتوسط تبدو مهمة شبه مستحيلة.
الروبل يتسلق على اليورو والدولار
وفي الختام، كان بالإمكان سابقا اخذ الجانب الإيجابي لخفض قيمة العملة بحثا عن التنافسية في الاسواق لكن الان ومع ارتفاع مستويات التضخم القياسية في منطقة اليورو يصبح لهذا الانخفاض تداعيات سلبية للغاية على دول الاتحاد الاوروبي.
المصدر: قطرعاجل