قال مسؤول سعودي إن ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، أبلغ الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، بأن السعودية تحركت للحيلولة دون حدوث أخطاء مثل قتل الصحفي الراحل “جمال خاشقجي”، وأن الأمير أكد لـ”بايدن” أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاءً أيضاً.
المسؤول الذي نقلت عنه “رويترز”، السبت دون أن تذكر اسمه، تحدّث عن المحادثات التي أجريت الجمعة بين الزعيمين، وأضاف أن ولي العهد السعودي قال إن محاولة فرض قيم معينة بالقوة على بلدان أخرى قد يأتي بنتائج عكسية، كما هو الحال في العراق وأفغانستان.
كما أثار الأمير “محمد” مسألة مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية “شيرين أبوعاقلة” أثناء مداهمة إسرائيلية في الضفة الغربية، وأشار إلى أن أمريكا ارتكبت أخطاءً في سجن أبوغريب في العراق.
وكانت معاملة القوات الأمريكية القاسية للمعتقلين في سجن “أبوغريب” قد تحولت خلال حرب العراق إلى فضيحة في عهد إدارة الرئيس الأسبق “جورج دبليو بوش”، بعدما انتشرت صور التعذيب عام 2004.
U.S. President Joe Biden greeted Saudi Arabia’s Crown Prince Mohammed bin Salman with a fist bump. Less than two years ago, he pledged to make Saudi Arabia a ‘pariah’ over the 2018 murder of Washington Post journalist Jamal Khashoggi https://t.co/N39URZpKms pic.twitter.com/HdeAwHd4TC
— Reuters (@Reuters) July 16, 2022
يأتي حديث ولي العهد السعودي عن أخطاء ارتكبتها أمريكا، في وقت قال “بايدن” إنه أثار قضية مقتل الصحفي “خاشقجي” في الاجتماع مع الأمير “محمد”.
وأضاف: “ولي العهد السعودي قال إنه ليس مسؤولاً بصفة شخصية عن مقتل خاشقجي (…)، وأنا أبلغت ولي العهد أني أعتقد أنه كان مسؤولاً شخصياً عن مقتل خاشقجي”.
وأشار “بايدن” إلى أنه عقد “سلسلة اجتماعات جيدة” مع القيادة السعودية، ما أسفر عن إحراز تقدم كبير على صعيد القضايا الأمنية والاقتصادية، لكن حقوق الإنسان كانت أيضاً موضوعاً رئيسياً للنقاش.
وأضاف “بايدن” في تصريحاته للصحفيين في مؤتمر صحفي: “أوضحت أن الموضوع مهم للغاية بالنسبة لي وللولايات المتحدة”.
صحفية أمريكية تسأل بايدن:
هل ما زالت السعودية منبوذة؟
pic.twitter.com/1ziG1zMA0g— Gorgeous (@gorgeous4ew) July 15, 2022
وينفي مسؤولون سعوديون تورّط الأمير “محمد”، ويقولون إنّ مقتل “خاشقجي” نتج من عمليّة نفّذها عناصر “مارقون”.
من جانبها، نقلت قناة “العربية” عن مسؤول سعودي قوله إن ولي العهد أبلغ “بايدن” بأنه “إذا تعاملت الولايات المتحدة فقط مع الدول التي تشترك معها في القيم، بنسبة مئة في المئة، فلن تجد سوى دول حلف شمال الأطلسي تعمل معها”.
يُذكر أن “بايدن” عندما كان مرشحاً للرئاسة، قال إن المملكة يجب أن تصبح “منبوذة” على الصعيد العالمي بسبب جريمة قتل “خاشقجي”، وقال أمس الجمعة إنه غير نادم على هذا التعليق.
ودفعت المصالح المتعلقة بالطاقة والأمن بالرئيس الأمريكي ومعاونيه إلى اتخاذ قرار بعدم عزل المملكة، التي تُعد أكبر مُصدر للنفط في العالم والقوة الإقليمية التي تعزز علاقاتها مع روسيا والصين.
يُشار إلى أن مدينة جدة استضافت، السبت، قمةً عربية أمريكية حضرها قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، بمشاركة “بايدن”، ونظيره المصري “عبدالفتاح السيسي”، ورئيس وزراء العراق “مصطفى الكاظمي”.
المصدر: وكالات