المخابرات الأمريكية: حلم روسيا بإنشاء قاعدة بحرية في السودان تبدد حاليا

قال مسؤول في الاستخبارات الأمريكية، إن حلم روسيا بإنشاء قاعدة بحرية في ميناء بورتسودان شرقي السودان على البحر الأحمر، تبدد في الوقت الحالي، جراء تباين وجهات النظر بين القادة السودانيين.

ونقلت مجلة “فورين بوليسي” عن المسؤول (لم تسمه)، ضمن تقرير أعدته، قوله: “إنهم (المسؤولون السودانيون) مترددون بمنح منفذ لروسيا في الميناء، ويحاولون العمل والمماطلة واستخدام أساليب التأجيل”.

وأضاف: “نرى أنه من غير المحتمل تمرير صفقة بورتسودان في أي وقت، وبالمستقبل القريب/ وتحاول روسيا على أكبر احتمال البحث عن بدائل لو لم تنجح صفقة بورتسودان”.

وفي السياق، أكدت المجلة في تقريرها، أن طموحات روسيا ببناء قاعدة عسكرية بميناء بورتسودان، وهو من أكثر المعابر البحرية انشغالا، قد فشلت في الوقت الحالي.

وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تراقب عن كثب الصفقة بين موسكو والخرطوم، والتي كشف عنها في نهاية 2020.

وأضاف التقرير: “لو أقيمت القاعدة لأعطت روسيا موطئ قدم لها في البحر الأحمر الذي يمر عبره 30% من سفن الحاويات كل عام”.

وكانت القاعدة البحرية أول خطة روسية، والتي خشي المسؤولون الأمريكيون أن تعطي روسيا الفرصة لاستعراض قوتها في منطقة المحيط الهندي.

ولفتت المجلة إلى أن الطموحات البحرية الروسية في البحر الأحمر، كانت على ما يبدو ضحية النزاع المعقد في داخل المؤسسة العسكرية السودانية التي سيطرت على السلطة من المدنيين في انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

وفي الوقت الذي دعم نائب رئيس المجلس العسكري الجنرال “محمد حمدان دقلو” والمعروف بـ”حميدتي” موسكو، إلا أن الحاكم الفعلي الجنرال “عبدالفتاح البرهان” لم يرد أن ينفر الغرب وحلفاءه الرئيسيين في المنطقة وبخاصة مصر.

يذكر أن روسيا حققت في السنوات الماضية تقدما في أفريقيا، كجزء من طموحات رئيسها “فلاديمير بوتين” توسيع وتقوية حضور بلاده العالمي رغم تراجع قوتها الناعمة واقتصادها الفقير.

اقرأ ايضاً
مقتل جنديين صوماليين في تفجير تبنته حركة "الشباب" وسط البلاد

وفي الوقت الذي واصلت فيه روسيا ضخ المصادر في العمليات العسكرية بأوكرانيا، فإنها وسعت من تأثيرها في مناطق غير مستقرة ومناطق نزاع في أفريقيا بما فيها مالي وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.

واستخدمت ورقة صفقات الأسلحة وحملات التضليل وما يطلق عليهم بالمرتزقة من جماعة “فاغنر”، المقربة من الكرملين إلى جانب الاستثمار في القارة.

وبدأ التفاوض حول القاعدة البحرية المذكورة في عام 2017 بين الرئيس في حينه “عمر البشير” و”بوتين”، لكن المفاوضات توقفت بعد ثورة شعبية أطاحت بـ”البشير” عام 2019، حيث ركز قادة الحكومة الانتقالية على إخراج السودان من عزلته الدولية.

ونشرت موسكو في نهاية 2020 نسخة موقعة من طرف واحد من اتفاق مدته 25 عاما لبناء قاعدة بحرية، في محاولة على ما يبدو لإجبار السودان.

وفي نسخة الاتفاق ترخيص لروسيا بالحفاظ على أربع سفن عسكرية على ساحل البحر الأحمر السوداني، وبالمقابل ستزود روسيا السودان بالمعدات العسكرية ومساعدات أخرى.

ولكن قائد أركان الجيش السوداني الجنرال “محمد عثمان الحسين”، قال في يونيو/ حزيران 2021، إن الاتفاق تحت المراجعة، مشيرا إلى أن المجلس التشريعي الموكل بالمصادقة على اتفاقيات كهذه لم يشكل بعد.

وحاول الروس اللعب على حبل الخلافات في السودان، حيث أشار المسؤولون الأمريكيون لزيارة “حميدتي” إلى موسكو، في فبراير/ شباط، والتي تزامنت مع بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا.

وروسيا ليست البلد الوحيد الذي يدفع باتجاه الحصول على منفذ في بورتسودان، فقد طرحت الإمارات فكرة بناء ميناء بـ 6 مليارات دولار ينافس بورتسودان، وفق التقرير.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

البيعة السعودية

حل هيئة البيعة السعودية ما هو السبب ؟…. ابن سلمان يشعر بالخطر

مع كل يوم يمضي تنكشف أخبار وتسريبات جديدة عن حدة الصراعات الداخلية التي تشهدها مملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *