أفيف كوخافي في المغرب.. جدول أعمال مزدحم ومظاهرات مناهضة للتطبيع

جدول أعمال مزدحم، شهدته زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال “أفيف كوخافي”، الثلاثاء، إلى المملكة المغربية، وسط مظاهرات نظمها مغاربة رفضا للزيارة والتطبيع مع إسرائيل.

ووصل “كوخافي” إلى المغرب، مساء الإثنين، في زيارة رسمية تستمر 3 أيام.

وصباح الثلاثاء، استهل الجنرال الإسرائيلي، جدول أعماله بزيارة ضريح الملك المغربي الراحل “محمد الخامس”، وقبر الملك الراحل “الحسن الثاني”، ووضع إكليلا من الزهور نيابة عن جيش الدفاع ودولة إسرائيل، وكتب في كتاب الزوار.

وعقب ذلك التقى الجنرال “كوخافي”، مع “عبداللطيف لوديي” الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني المغربي.

وشدد “لوديي”، على عزم المغرب إطلاق مشاريع للصناعات الدفاعية، في وقت أشاد المسؤول الأمني الإسرائيلي بالدور المهم الذي يقوم به المغرب في الإسهام في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

كما رحب المسؤولان، وفق بيان مغربي، بجودة التعاون بين جيشي البلدين، وأكدا على طموحهما المشترك لتعزيز التعاون في هذا المجال.

ولاحقا، زار “كوخافي” مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، واستقبل من قبل حرس الشرف.

وفي مقر القيادة، اجتمع “كوخافي”، مع المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية الفريق أول “بلخير الفاروق”، ورئيس الاستخبارات العميد “براهيم حسني”، حيث أجرى القادة نقاشًا استراتيجيًا بحضور قادة الأفرع والأسلحة.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فقد بحث الاجتماع “فرص خلق مجالات تعاون عسكري سواء في التدريبات أو في المجالات العملياتية والاستخبارية”.

وشدد الجنرالات من الجانبين، على الروابط التاريخية والثقافية بين الدولتين والمصالح المشتركة في منطقة الشرق الأوسط.

في المقابل، شهدت العاصمة المغربية الرباط، الإثنين، احتجاجات ضد الزيارة، حيث شارك مئات المغاربة، في وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان.

ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت إليها “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، شعارات منددة بزيارة رئيس أركان جيش الاحتلال وبالتطبيع مع إسرائيل، من قبيل “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، و”الشعب يريد تجريم التطبيع”، و”لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة”، و”صهيوني يا ملعون فلسطين في العيون”.

كما أدانت مجموعة “العمل الوطنية من أجل فلسطين” في المغرب، بشدة استقبال رئيس أركان جيش الاحتلال، معتبرة ذلك “أول سابقة معلنة ورسمية من نوعها في تاريخ مهازل التطبيع في الأمة”.

وقالت في بيان لها إن “يوم زيارة كوخافي هو عار وخزي ونكبة تسجل بمداد الإهانة لتاريخ المغرب والخذلان لمواقف الشعب المغربي قديما وحديثا، عبر استضافة أكبر عنوان حاليا للإرهاب والإجرام الصهيوني رئيس أركان جيش الحرب”.

واعتبرت أن “زيارة كوخافي بمثابة شراكة معه في دماء الشهداء الأطفال في فلسطين وخاصة في قطاع غزة التي شهدت ارتقاء 4 طفلات مغربيات شهيدات قبل عام فقط في العدوان الصهيوني خلال رمضان 2021، بما يجعل السلطات المغربية في موقع خذلان وتفريط في دماء مغربية بريئة براءة الطفولة، وفي موقع مهين وشنيع قانونيا وأخلاقيا وسياسيا”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نالت زيارة “كوخافي” نصيبها من السخرية والاستنكار.

وكان “جمال ريان” الإعلامي الفلسطيني في قناة “الجزيرة”، بين المستنكرين، حيث نشر تغريدة على “تويتر” تساءل فيها: “رئيس أركان جيش الحرب الإسرائيلي وظيفته الحرب والقتل والدمار، وهو من قتل شيرين أبو عاقلة، فماذا يفعل في المغرب؟”.

ومن الإجابات التي تحصل عليها “ريان” من المتفاعلين مع تغريدته: “السؤال يوجّه لأمير المؤمنين (محمد السادس)”، فيما اعتبر معلّق آخر أن الزيارة لا تعدو كونها “صلة رحم” بين المسؤول العبري والنظام المغربي.

من جهة أخرى، بدا أحد المعلّقين جادّا وهو يقول إن “كوخافي” بحلوله في المغرب “يكون قد حلّ في بلاده، وبلاد أجداده”، على حدّ قوله

فيما اعتبر مغرّد آخر أن زيارة “كوخافي” إلى المغرب، هي “إهانة لتاريخ المغرب، ومشاركة في قتل أطفال فلسطين”.

وتسارعت وتيرة التقارب بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع الدبلوماسي الذي تم في ديسمبر/كانون الأول 2020، في إطار “اتفاقات أبراهام”، بين إسرائيل وعدة دول عربية، بدعم من الولايات المتحدة.

وللمرة الأولى، شارك مراقبون عسكريون إسرائيليون، أواخر يونيو/حزيران، في التدريبات العسكرية التي سميت “الأسد الأفريقي 2022″، وهي الأكبر في القارة الأفريقية، ونظمها المغرب والولايات المتحدة.

وفي نهاية مارس/آذار، قام وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بزيارة إلى المغرب بعيدا عن الأضواء، كانت الأولى أيضا، أسفرت عن توقيع اتفاقية تعاون لإنشاء لجنة عسكرية مشتركة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقعت إسرائيل والمغرب مذكرة تفاهم أمنية خلال زيارة وزير دفاع الأولى “بيني جانتس” إلى الرباط، بهدف تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.

وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، في حينه: “هو أول اتفاق من نوعه بين تل أبيب، ودولة عربية على الإطلاق”.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

البيعة السعودية

حل هيئة البيعة السعودية ما هو السبب ؟…. ابن سلمان يشعر بالخطر

مع كل يوم يمضي تنكشف أخبار وتسريبات جديدة عن حدة الصراعات الداخلية التي تشهدها مملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *