الغرب وواشنطن يضعون عراقيل أمام حل مشكلة الأمن الغذائي العالمي

خمسة أشهر على الحرب الروسية الأوكرانية وصراع البقاء للأقوى لا زال مستمراً بين بايدن وزيلينسكي، فيما يخيم على العالم أزمة غذائية لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية وتضخم اقتصادي لا مثيل له وسبقه أزمة جائحة كورونا التي تفاقمت مجدداً لتضرب الأسواق وتعطل اليد العاملة. أما عن القوى العالمية المهيمنة، الغرب وواشنطن، فهم في مقدمة الحدث دوما ويتحملون المسؤولية الأكبر التي يعاني منها العالم بسبب إغلاقهم للموانئ ووضع العراقيل ودعمهم المستمر للحكومة الأوكرانية مما يزيد الطين بلة ويخلق نزاع لا نهاية له يهدد بمجاعة عالمية.

أوقف الصراع الروسي الأوكراني منذ خمسة أشهر، الشحنات الأوكرانية بطريق البحر وتسبب في ارتفاع أسعار الحبوب بصورة حادة وخلق أزمة عالمية في الأسواق.

سرعان ما تدخلت تركيا التي عانت الأمرين جراء هذه الحرب، وبعد جهد كبير استطاعت أن تجمع الطرفين المتنازعين يوم امس الجمعة على طاولة الحوار في اسطنبول حيث وقعت روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، اتفاقا مهما، لفك الحصار المفروض على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من موانئ البحر الأسود بهدف المساعدة في تخفيف حدة أزمة الأغذية العالمية المتنامية والتي ازدادت سوءا بسبب الحرب الروسية على الجارة الغربية.

اقرأ ايضا

هل أفشلت روسيا مخططات الغرب وواشنطن لعزلها عن العالم؟

ويهدف الاتفاق إلى المساعدة على تجنب مجاعة، وذلك من خلال ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار رخيصة جزئيا. وذكرت وكالات أنباء أن هدف المبادرة هو العودة إلى مستوى ما قبل الحرب، وهو تصدير خمسة ملايين طن متري كل شهر. ويقول برنامج الأغذية العالمي إن نحو 37 مليون شخص وصلوا إلى مرحلة من “الجوع الشديد” بسبب تبعات الحرب.

الغرب وواشنطن يضعون عراقيل أمام حل مشكلة الأمن الغذائي العالمي

وعلق الأكاديمي والمحلل السياسي فلادمير بلخين على الاتفاق الموقع في اسطنبول قائلاً: “المبادرة هذه مهمة جدا بالنسبة لكل المجتمع الدولي حيث أكد أنه حتى في ظل الأعمال العسكرية يمكن التوصل إلى اتفاق” ويكمل بلخين: ” هذه المشكلة الغذائية الحادة التي ضربت العالم اليوم هي جراء سياسة الولايات المتحدة والدول الغربية التي أغلقت الموانئ ووضعت عراقيل في الطرق اللوجستية وذلك لتعميق هذه المشكلة في حين أبرزت اليوم روسيا حسن إرادتها للمشاركة في حل هذه القضية العالمية، وتورد وروسيا وأوكرانيا 30% من الحبوب للأسواق العالمية مما يجعل هاتين الجارتين بوصلة عالمية ونقطة ارتكاز محورية”.

اقرأ ايضا

الأمريكيون يشتكون غلاء البنزين وصرف مليارات الدولارات على أوكرانيا

وفي الوقت الذي تسعى فيه تركيا وغيرها من الدول الشرق أوسطية لإيجاد حل سلمي وجمع أطراف النزاع على طاولة الحوار يسعى الغرب وواشنطن لتأجيج الصراع وزرع خلافات وإشعال فتيل الفتنة بدلاً من البحث عن حلول وهذا ما تهدف إليه هذه الدول من ماضيها إلى حاضرها.

المصدر: قطرعاجل