اختار عمدة مدينة طنجة المغربية “منير ليموري”، إضفاء سرية كبيرة على زيارة قام بها مؤخرا إلى إسرائيل؛ في خطوة استهدفت تعزيز مسار العلاقات المغربية الإسرائيلية على المستوى الترابي، إلا أن الكشف عن الزيارة أثار جدلا واسعا حولها.
وعلى الرغم من الطابع الرسمي للعلاقات بين المغرب واسرائيل؛ إلا أن الزيارة التي قام بها “ليموري”، بصفته رئيساً لـ”الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات ( البلديات)”، اتسمت بقدر كبير من السرية.
ويعود الفضل في الكشف عن الزيارة، إلى صفحات داعمة لاستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وتشير المعطيات المتوفرة؛ إلى أن زيارة عمدة طنجة المنتمي لحزب “الأصالة والمعاصرة”؛ شملت مدينتي القدس وتل أبيب؛ إضافة إلى مستوطنة “ريشون ليتسيون” المقامة على أراضي قرية عيون قارة الفلسطينية والمحتلة سنة 1948.
وبحسب نفس المصدر، فإن “ليموري” تطرق خلال مباحثاته مع مسؤولي البلديات الإسرائيلية، إلى الفرص المتاحة لتعزيز العلاقات بين المغرب وإسرائيل على المستوى الترابي.
وخلال الاجتماعات المذكورة؛ ناقش الجانب المغربي مع نظراىه الاسرائيليين؛ إمكانية إبرام اتفاقيات وتوأمات بين مدينة طنجة وبلدات إسرائيلية؛ على أن يشمل هذا التعاون مختلف المدن المغربية.
وأثار الكشف عن الزيارة، حفيظة فعاليات سياسية وحقوقية مناهضة للتطبيع.
🔴 عمدة #طنجة يزور #اسرائيل ويبحث عن تعاون بين مدن مغربية و اسرائيلية
✍ أجرى رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، منير ليموري، مباحثات مع رئيس الفيدرالية الإسرائيلية للبلديات، السيد حاييم بيباس،..#المملكة_المغربية #المغرب #المغرب_أولا
🔽 pic.twitter.com/d1hndiSRAN— M.A.S 🇲🇦 👑 كتيبة (@MAgentSecret) July 22, 2022
ووصف حزب “الاشتراكي الموحد” (معارض) زيارة “ليموري”، بأنها “خطوة خطيرة وغير مسبوقة تمثل نهجاً سلكه عمدة المدينة في انفصام وتنافر مع الواقع الشعبي والجماهيري الرافض للتطبيع”.
وإلى جانب إدانة الزيارة، قرر عضوا مجلس جماعة طنجة عن الحزب الاشتراكي الموحد، تعليق كل تواصل مباشر مع رئيس مجلس جماعة طنجة، مع دعوتهما عموم القوى الحية والديمقراطية الرافضة للتطبيع، وعلى رأسها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ورفض التطبيع، إلى “إعلان خطوات عملية وميدانية لمواجهة هذه الخطوات التطبيعية المستنكرة”.
وفي ظل الجدل المثار، اضطرت “الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات” التي يرأسها “ليموري”، الجمعة، إلى الخروج عن صمتها، كاشفة أنّ رئيسها قام بزيارة عمل لإسرائيل خلال الفترة ما بين 12 و15 يوليو/تموز الحالي، وذلك بدعوة من رئيس الفيدرالية الإسرائيلية للبلديات “حاييم بيباس”.
وذكرت الجمعية أنّ المسؤولين أجريا مباحثات، بحث سبل التعاون بين الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات والفيدرالية الإسرائيلية للبلديات، كاشفة عن قيام “ليموري” بزيارة مركز إدارة الأعمال الجديدة في تل أبيب، الذي يتولى الإشراف على إعداد المخططات الاستراتيجية للمدن الذكية، على المديين المتوسط والطويل، ويصنف ضمن أفضل المراكز على الصعيد العالمي.
وفي ختام زيارة العمل، تقول الجمعية، توجه ليموري إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، وذلك بمعية وإشراف من رئيس فرع وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس التي يرأسها الملك “محمد السادس”.
قام عمدة #طنجة الجديد السيد #منير_ليموري بزيارة مدينة #ريشون_لتسيون الإسرائيلية، هي زيارة من شأنها تقديم تجارب المدينتين على مستوى تدبير المرافق والخدمات الجماعية والإمكانيات والفرص الاقتصادية والإستثمارية ومناقشة سبل الاستفادة منها وتطويرها و تنزيلها على أرض الواقع🇲🇦❤🇮🇱 pic.twitter.com/Iqihsr2Ui5
— مغاربة مع استئناف العلاقات مع إسرائيل (@Moroccoisrael1) July 21, 2022
ولفتت إلى أن عمدة طنجة اطلع، خلال زيارته إلى القدس، على “المجهودات الميدانية التي تقوم بها الوكالة في الحفاظ على التراث الديني والحضاري، وتعزيز صمود أهل المدينة المقدسة”.
من جانبها، قالت “مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين” (تتكون من هيئات سياسية ونقابية وحقوقية)، إنّ تنامي الخطوات التطبيعية “يحمل دلالات تمس بالقيم الوطنية الأصيلة للمغاربة، وتتنافى مع مبرر التطبيع باسم قضية الصحراء، حيث يتم الدوس على هذه القضية أمام أعين مسؤولين حكوميين ومسؤولين في الدولة”.
وتسارعت وتيرة التقارب بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع الدبلوماسي الذي تم في ديسمبر/كانون الأول 2020، في إطار “اتفاقات أبراهام”، بين إسرائيل وعدة دول عربية، بدعم من الولايات المتحدة.
وللمرة الأولى، شارك مراقبون عسكريون إسرائيليون، أواخر يونيو/حزيران، في التدريبات العسكرية التي سميت “الأسد الأفريقي 2022″، وهي الأكبر في القارة الأفريقية، ونظمها المغرب والولايات المتحدة.
وفي نهاية مارس/آذار، قام وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بزيارة إلى المغرب بعيدا عن الأضواء، كانت الأولى أيضا، أسفرت عن توقيع اتفاقية تعاون لإنشاء لجنة عسكرية مشتركة.
ووقعت إسرائيل والمغرب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مذكرة تفاهم أمنية خلال زيارة وزير دفاع الأولى “بيني جانتس” إلى الرباط، بهدف تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.
وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، في حينه: “هو أول اتفاق من نوعه بين تل أبيب، ودولة عربية على الإطلاق”.
المصدر: وكالات