بلومبيرغ: تحويل مشروع نيوم المضطرب إلى واقع قد لايتحقق أبداً!
بلومبيرغ: تحويل مشروع نيوم المضطرب إلى واقع قد لايتحقق أبداً!

بلومبيرغ: تحويل مشروع نيوم المضطرب إلى واقع قد لايتحقق أبداً!

كشف تحقيق نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن سلسلة حقائق حول الفشل المحيط بمشروع نيوم الذي يروج له ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ظل تفشي الفساد فيه معتبرة أن تحويله من خيال علمي إلى واقع لايزال أمراً صعباً وذلك بعد خمس سنوات على إطلاقه. 

وكشف تحقيق الوكالة الأمريكية عن وجود حجم هائل من الفساد والإنفاق غير المحسوب بمليارات الدولارات، اعتمادا على مقابلات مع أكثر من 25 شخصية من العاملين الحاليين والسابقين في المشروع والذين كشفوا عن معلومات صادمة عن حجم الهدر المالي الذي يتم في مشروع وبناء كذلك على 2700 صفحة من الوثائق الداخلية.

واستعرض التحقيق العديد من قصص الفشل في المشروع، ومن بينها “مشروع شاطئ الفضة”، وحقل شمسي بتكلفة 200 مليار دولار لم يلبث أن ألغي مباشرة بعد الإعلان عنه بوقت قصير.

ولفت إلى كيفية الإنفاق ببذخ على الموظفين الأجانب بينما يُحرم المواطنون السعوديون من هذه الأموال، حيث قالت إن “نيوم عرضت على بعض كبار الموظفين الأجانب رواتب معفية من الضرائب تتراوح بين 700 ألف و900 ألف دولار وهذا أكثر من عشرين ضعفاً من متوسط دخل الموظف السعودي، بالإضافة إلى تشكيلة واسعة من المنافع الأخرى”.

كما تطرق التحقيق إلى استقالة الموظفين من العمل نتيجة عدم تحملهم “بيئة العمل المسمومة وثقافة الإنفاق الجامح مقابل نتائج محدودة جدا”.

ولفتت إلى أن إخلاء موقع مدينة نيوم من سكان المنطقة الأصليين، الذين عاشوا هناك لأجيال متعاقبة، وإعادة توطينهم في أماكن أخرى، لم يكن أمراً سهلاً بل نجم عن ذلك في بعض الأحيان نشوب معارك مسلحة.

وأشارت “بلومبيرغ” إلى أن جريمة اغتيال جمال خاشقجي أثرت أيضاً على الاستثمارات الأجنبية في السعودية، بما فيها مشروع “نيوم”.

ونقلت الوكالة عن أحد المدراء السابقين في المشروع قوله: “لو أردتُ أن أصف المحصلة النهائية لجميع ما قمت به من أعمال خلال تلك الحقبة لقلت إنها مقترحات وعروض كان ينتهي بها المطاف في سلة المهملات في الأسبوع التالي. وفي كل حياتي، كانت تلك أقل الفترات إنتاجاً من حيث القيام بعمل حقيقي وأكثرها إنتاجاً من حيث كمية ما جنيته من مال”.

ويقول آندي ويرث، الأمريكي الذي يشغل منصب مدير في قطاع الضيافة والذي عمل في نيوم في عام 2020: “الذي تم إثباته هناك هو الغياب التام لأي ارتباط بالواقع، وبشكل موضوعي”.

وخلصت “بلومبيرغ” الى أنه “لم يزل هذا المشروع يمنى بالعديد من الانتكاسات، كثير منها ناجم عن صعوبة تنفيذ أفكار محمد بن سلمان الفخمة والمتغيرة باستمرار، وكذلك من صعوبة مواجهة الأمير، الذي لا يتردد عن سجن العديد من أفراد عائلته عندما يخبرونه بأنه لا يمكن تحقيق رغباته”.

واعتبرت الوكالة الأمريكية أن “مشوار نيوم المضطرب حتى الآن يشير إلى أن حلم محمد بن سلمان الحضري قد لا يتحقق أبداً على أرض الواقع. ونفس الشيء ينطبق على خططه الأوسع للتحول الاقتصادي”.

ويمكنكم مشاهدة التقرير الموسع بشكل كامل من موقع وكالة بلومبيرغ الأمريكية

وكان ولي العهد السعودي قد أطلق مشروع مدينة نيوم عام 2017 ضمن رؤية 2030  بقيمة 500 مليار دولار، وهو مشروع سياحي تجاري يهدف كما وصفوه لجعل السعودية نموذج عالمي رائد يحتذى به في مختلف جوانب الحياة.

ولكن لم تكن وكالة “بلومبيرغ الأمريكية الأولى التي تتحدث عن الفشل والفساد الموجود في نيوم، ففي يناير 2022 نشرت صحيفة “ذا صن” البريطانية تقريرا عن مشروع نيوم تحدثت فيه عن الظروف السيئة التي يعاني منها العمال، قائلة أنهم يقيمون في ظروف ضيقة حيث يتقاسم ستة منهم غرفة صغيرة عند النوم.

كما دعا حينها نشطاء حقوق الإنسان الشركات الغربية إلى مقاطعة التطوير بسبب سجل حقوق الإنسان في المملكة.

كما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” في مايو 2022 عن استقالة عدد كبير من الموظفين في مشروع نيوم بسبب الظروف السيئة للعمل.

وقالت الصحيفة أن أحد أهم الأسباب سوء سلوك مدراء المشروع وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي نظمي النصر، حيث نقلت عن لسان “مصادر” على اطلاع مباشر أن النصر قال للموظفين: “إن لم تخبروني من المسؤول.. فسآخذ المسدس من تحت مكتبي وأطلق النار عليكم”، وذلك اجتماع له مع فريق الاتصالات بعد أن ألغت شركتان متخصصتان في ألعاب الفيديو رعايتهما للمشروع، بسبب السجل الحقوقي للمملكة.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم من حضروا الاجتماع تركوا المشروع، وأفاد الموظفون الحاليون والسابقون بأن المشروع يشهد “نزوحا للموظفين الأجانب”.

وكما يبدو فإن تحويل مشروع نيوم إلى واقع لايزال حلماً صعب المنال.

المصدر: قطر عاجل + بلومبيرغ

شاهد أيضاً

الشرق الأوسط يتنفس الصعداء بعد أحلك أيامه

الشرق الأوسط يتنفس الصعداء بعد أحلك أيامه صدر الصورة، EPA التعليق على الصورة، المسؤولون الإيرانيون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *