انتقدت شخصيات سورية إعلان الأردن إدراج 22 فرداً و12 كياناً في سوريا
على القائمة الوطنية المعتمدة، المدرج عليها الأشخاص والكيانات والتنظيمات التي
تعتبرها المملكة “داعمة للإرهاب”.
ومرد الانتقادات غياب المليشيات المدعومة من إيران عن لوائح
العقوبات، رغم أن الأردن يعاني من تكرار محاولات تهريب المخدرات والسلاح من الحدود
السورية، وسط اتهامات مباشرة لتلك المليشيات بالمسؤولية.
ووصف البعض الخطوة الأردنية بـ”المفاجئة”، خاصة أن تنظيمات
مثل “هيئة تحرير الشام” لا تسجل أي تواجد على مقربة من الأردن، كما هو
الحال مع المليشيات المدعومة من إيران في الجنوب السوري.
ولم تعلق “تحرير الشام” على الخطوة الأردنية، رغم تواصل
“عربي21” معها، إلا أن مقربين منها استهجنوا الموقف الأردني، وقال عبد
الرحمن الإدريسي: “أراد الأردن أن يكشر أنيابه على إيران، فصنَّف هيئة تحرير
الشام”، وأضاف على حسابه في “تويتر”: “في الحقيقة تصنيف هيئة
تحرير الشام هو رسالة طمأنة من الأردن لروسيا مفادها أننا لا نختلف معكم في رؤيتكم
تجاه سوريا ومشكلتنا فقط مع إيران”.
وكتب حساب طلال الخالدي: “هيئة تحرير الشام تم وضعها على لائحة
الإرهاب من قبل حكومة المملكة الأردنية، علماً بأن الهيئة تبعد عن حدود الأردن مئات
الكيلومترات، وحزب الله والمليشيات العراقية والإيرانية والأفغانية لا تبعد إلا
كيلومتراً واحداً، وهي تمارس تهريب المخدرات والأسلحة، ومع ذلك فإنه للأسف تعتبرها
الحكومة الأردنية صديقة”.
أما حساب “الجبهة السورية” فقال: “حين كانت هيئة تحرير
الشام تنتشر على حدود الأردن في درعا لم تُصنف بالتنظيم الإرهابي، ومنذ 2015 لا
يوجد للهيئة أي انتشار على حدود الأردن ويقتصر انتشارها على جبهات القتال في ريف
إدلب وحلب واللاذقية شمال وغرب سوريا”، وتساءل: “لماذا الآن يا جلالة
الملك؟”.
والأسبوع الماضي، أعلنت وحدة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب
الأردنية، أن اللجنة الفنية لتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالإرهاب وتمويله
وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل، أدرجت الأفراد والكيانات على القائمة الوطنية
المعتمدة في الأردن التي يُدرج عليها الأشخاص والكيانات والتنظيمات التي تصنفها
المملكة إرهابية.
وشمل التحديث الجديد كيانات عديدة، منها: “تنظيم الدولة”
في العراق وسوريا، و”هيئة تحرير الشام”، وتنظيم “حراس الدين”،
وكتيبة “أنصار التوحيد”، وكتيبة “التوحيد والجهاد”، وكتيبة
“أنصار الإسلام”، وكتيبة “جند الإسلام”، وكتيبة
“الغرباء”، وكتيبة “الألبان”، وكتيبة “أحباء
القوقاز”، وكتيبة “الحزب التركستاني”.. وهي تنظيمات متواجدة في
إدلب.
اقرأ أيضا: ملك الأردن: “الناتو العربي” لا يتم بحثه.. ونتعرض لهجمات إيرانية
وتعليقاً على عدم إدراج الأردن للمليشيات المدعومة من إيران ضمن
قوائم الإرهاب، أشار الباحث الأردني المختص بالشأن السوري صلاح ملكاوي، إلى
المفاوضات التي تعقد بين الأردن وإيران في بغداد برعاية عراقية، مضيفاً
لـ”عربي21″ أن المفاوضات ما زالت ضمن المسار الأمني، ولم تنتقل إلى المسار
السياسي.
وأضاف ملكاوي أن الأردن يرغب في إقامة علاقات طبيعية مع إيران، وهي رغبة
عربية عموماً، وبالتالي فإن تحقيق هذه الرغبة يستدعي عدم وضع المليشيات التابعة
لإيران على لوائح الإرهاب من قبل المملكة، وذلك لإعطاء الدفع لإنجاح المفاوضات مع
إيران.
من جانب آخر، أكد الباحث الأردني أن تصنيف بلاده تنظيمات عاملة في
سوريا على لائحة الإرهاب، ينفي الأنباء عن توجه الأردن نحو دعم تشكيل فصائل سورية
معارضة بهدف حماية حدودها مع سوريا، مشيراً كذلك إلى أن بعض التنظيمات المدرجة على
لوائح الإرهاب مثل تنظيم “حراس الدين” تضم بعض العناصر من الأردن.
وبحسب ملكاوي، فإن عمليات تهريب المخدرات والسلاح من جهة الحدود
السورية تسجل تراجعاً، مبيناً أن “النظام السوري يحاول طمأنة الأردن بهذا الخصوص”.
المصدر: العربي 21