تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لباعة جائلين داخل البرلمان العراقي، وسط “مواكب عاشورائية” في اليوم الثاني من اعتصام مناصرو التيار الصدري بمجلس النواب الواقع داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.
وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، اقتحم الآلاف من مناصري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر البرلمان، منددين باسم مرشح خصوم الصدر لرئاسة الوزراء.
ومن شأن هذا التصعيد، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، أن يزيد المشهد السياسي تعقيدا في العراق الذي يعيش شللا كاملا منذ الانتخابات التشريعية المبكرة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، مع مفاوضات ومناوشات لا تنتهي بين الأحزاب الكبرى العاجزة حتى الآن عن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس جديد للحكومة.
ويرفض المتظاهرون اسم محمد شياع السوداني الذي رشحه الخصوم السياسيون للصدر لمنصب رئيس الوزراء في الإطار التنسيقي الذي يضم كتلا شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران.
وصباح الأحد، كان متطوعون يقومون بتوزيع الحساء والبيض المسلوق والخبز والمياه على المعتصمين الذين قضوا ليلتهم الأولى في البرلمان، بحسب الوكالة.
في حديقة البرلمان، جلس البعض على حصائر تحت شجر النخيل بينما نام آخرون على فرش وأغطية وضعت على أرض المجلس. وبثت أناشيد عاشورائية دينية عبر مكبرات صوت، تزامنا مع بدء شهر محرم الأحد في العراق، الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى الإمام الحسين.
ومن جانبه، صالح محمد العراقي الملقلب بوزير الصدر، انتشار الباعة الجائلين داخل مجلس النواب. وعلق قائلا: “”هذه ظاهرة غير حضارية”، وفق وسائل إعلام محلية.
اقرأ أيضا: أنصار الصدر يقتحمون مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء (شاهد)
— شبكة الصحافة العراقية +INP (@INPPLUSarabi) July 31, 2022
— انيس محمد (@anysmhmd5) July 31, 2022
— زياد الحيدري (@ZAlhaydare) July 30, 2022
وإثر تظاهرات التيار الصدري السبت، توالت الدعوات للتهدئة والحوار من مختلف الأطراف السياسية العراقية.
والسبت، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، “تعليق عقد جلسات مجلس النواب حتى اشعار آخر”، داعيا “القائد العام للقوات المسلحة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، الذين أدعوهم إلى الحفاظ على سلميتهم وحفظ ممتلكات الدولة”.
ودعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان موجه إلى القوات الأمنية، إلى حماية المتظاهرين. كما دعا المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم.
وقال الكاظمي في كلمة عبر التلفزيون “لا بد ان تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين ويجب الابتعاد عن لغة التخوين والاقصاء.. أدعو الجميع الى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية وعدم الانجرار الى التصادم، وأدعو المواطنين الى عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة”.
وصباح السبت، تجمع آلاف من المتظاهرين المناصرين للصدر على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقرات حكومية وسفارات أجنبية، وتمكن مئات منهم من تجاوز الحواجز الأسمنتية على الجسر والدخول إليها.
وأطلقت القوات الأمنية العراقية الغاز المسيل للدموع والمياه في محاولة لتفريق المتظاهرين وردعهم. وأفادت وزارة الصحة العراقية في بيان، السبت، أن مؤسسات وزارة الصحة استقبلت 125 جريحًا، 100 منهم مدنيون و25 من رجال الأمن.
ودعا متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف إلى “تهدئة الوضع”. وقال في بيان إن “الأمين العام يحض جميع الأطراف وجميع الفاعلين على تجاوز خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فاعلة، من خلال حوار سلمي وشامل… دون مزيد من التأخير”.
ومن جانبه،أعرب الإطار التنسيقي في بيان السبت عن “القلق البالغ” من الأحداث الأخيرة، “خصوصًا التجاوز على المؤسسات الدستورية واقتحام مجلس النواب”.
ودعا “جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية الى التظاهر السلمي دفاعا عن الدولة وشرعيتها”.
بدوره، قال هادي العامري الذي يقود أحد فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران مناشدًا التيار الصدري والإطار التنسيقي “أدعوكم جميعا الى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، وترجيح اسلوب الحوار والتفاهم البناء من اجل تجاوز الخلافات”.
المصدر: العربي 21