إسراء و أمل
إسراء و أمل

منشار بن سلمان مجدداً في الخدمة ولكن هذه المرة في استراليا

Jamal Khashoggi: Saudi Arabia rejects US intelligence report into journalist's death | Euronews

بعد حادثة الصحفي جمال خاشقجي وما شاع من تقطيع أوصاله بالمنشار الكهربائي بأمر من بن سلمان في قنصلية بلاده في تركيا، تأجج الرأي العام العالمي ضد بن سلمان مم أدى إلى نبذ السعودية بشكل عام و الأمير بن سلمان بشكل خاص فقد قاطعه الكثير من زعماء الدول حتى أن الكثير منهم لم يسلموا عليه في قمة العشرين في الأرجنتين.

المنشار في المرآب

بقى الوضع على حالة ف بن سلمان في عزلتة و السعودية تعاني من آثار هذه الجريم الشنعاء ، حتى استجدت تطورات عديدة على الساحة الدولية و الإقليمية فتركيا تعرضت لأسوأ تضخم في عملتها في تاريخها و هبطت السياحة وبدا الإقتصاد بالخمول و الموت سريرياً شيئا ً فشيئاً حتى رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا مفر من إعادة تعويم ابن سلمان داخل ساحات السياسة التركية فقامت تركيا بتطبيع علاقاتها مع السعودية مجدداً  طمعاً بالإستثمارات السعودية التي ستنعش الإقتصاد التركي و تحييه من جديد.

منشار

و لكن في الجانب الآخر من العالم كان هناك أحداث أخرى ذات تأثير عميق على المظهر الدولي لـ بن سلمان، فكان نشوب الحرب الروسية الأوكرانية أهم هذه الأحداث، فقد ادى نشوب هذه الحرب إلى إيجاد أزمة دبلوماسية و سياسية و اقتصادية بين حلف الناتو و روسيا وبدات هذه الأزمة بين القوى العظمى تهدد الإقتصاد العالمي ككل و على الأخص في مجال الطاقة، فقد بدأت روسيا وهي أكبر مصدر للغاز إلى أوربا بخفض إمدادات الطاقة إلى أوربا بالتدريج وهذا ما أجبر أوربا على البحث عن بدائل للطاقة، فلم ترى بدأ هي أيضاً من إعادة تعويم بن سلمان ومد يد الصلح له و واستقباله في قصورها و ساحاتها السياسية و الدولية فكما نعلم  السعودية هي أحد أكبر منتجي الطاقة في العالم ولابد من استرضائها من أجل الحصول على إمدادات مستمرة من الطاقة الرخيصة.

ماكرون

عاد بن سلمان إلى ساحات المعاملات الدولية السياسية و الإقتصادية و غيرها بقوه فقد قدم الرئيس الفرنسي ماكرون إلى السعودية في زيارة خاصة على ضوء الأحداث الجارية و ما أدت إليه من تخفيض امدادات الطاقة لأوربا عن طريق روسيا، وتبعه بعد ذلك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في محاولات حثيثة لإعادة العلاقات مع بن سلمان و إقناع السعودية برفع انتاجها من الطاقة و زيادة نسبة الصادرات من أجل السيطرة على أسعار النفط العالمي و إيقاف التضخم الإقتصادي المتسارع في أوربا و أمريكا، أنهى قافلة الزيارات هذه جو بايدن في زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية و ما رأيناه على شاشات التلفزة من رد اعتبار بن سلمان عن طريق الجاهل الدبلوماسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية خلال استقباله في السعودية.

اقرأ ايضاً
وساطة قطرية لحل أزمة تركيا مع السعودية

عودة المنشار إلى الخدمة

ومن هنا كانت عودة بن سلمان إلى الساحات الدولية بكل  قوة مع كامل الإعتبار، ولكن بن سلمان لم يرجع وحيداً فقد عاد و أحضر معه منشاره الشهير الذي قطع بع أوصال الإنسانية و الصحافة و أذابها بالأسيد فلا بقي لها أثر و لا رسم دارس.

قد يسعنا هنا القول أن هذا المنشار أصبح تعبيراً مجازياً أمثر منه محركاً و سلسلة أسنان ميكانيكية تقطع بها أوصال الإنسان، و  المنشار اليوم إنما كناية عن القتل و تقطيع أوصال أبناء الوطن الواحد.

فعلى الرغم من مقاطعة بن سلمان وعزله دولياً  بعد جريمة قتل خاشقجي لم يتوقف منشار بن سلمان يوماً عن العمل و إنما كان يعمل بكل طاقته ويقتل و يقطع الأوصال تحت ظلال جريمة خاشقجي، ولكن عودة بن سلمان إلى ساحات السياسة الدولية و الإقليمية أدت إلى ظهور صوت المنشار مجلجلاً من جديد وهو يقطع أوصال أبناء الوطن الواحد ( المملكة العربية السعودية ).

فكل يوم جديد تتناهى إلى مسامع السعوديين أخبار إختفاء أو قتل  أو موت أشخاص جدد و كلها في ظروف غامضة وقد تستمر التحقيقات أياماً و وشهوراُ دون أن تظهر حقيقة هذه الظروف، الضحيتين الأخيرتين لمنشار بن سلمان كانتا فتاتين صغيرتين في مقتبل العمر هربتا من أسنان المنشار في سن المراهقة إلى استرالياً ظناً منهن أن هذه الأسنان لن تصل إلى هناك ولكن هذه المرة لم تقطع أوصالهما و إنما قتلتاً بإحترافيه كبيرة، لابد أن تجربه قتل خاشقجي أضفت مهارات جديدة و كبيرة على اسلوب بن سلمان فلم يسمع صوت المنشار في هذه المرة و لم تستطع المواد الكاشفة لآثار الدماء أن تظهر شيئاً من فعله أذيال بن سلمان في استراليا بحق الطفلتين .

فتاتين سعويتين

احترافيه عالية و تخطيط و تنظيم على مستوى رفيع في عمل منشار بن سلمان يبدو لنا من تصريحات الشهود و الجهات المعنية في استراليا فالجميع أكد ان الفتاتين كانتا خائفتين و أن هناك شيء مجهول يلف قصتهما فلم تكونا منفتحتين على العلاقات والأصدقاء و لم تكونا كثيرات الخروج من المنزل ولا زيارات من أصدقاء ولا من أقارب، و لا يخفى على أحد أن فتاتين في عمر 23 و 22 عاماً ليستا ضليعتان بالسياسة حتى تشكلان خطراً على بن سلمان، ولكن العقدة ليست هنا و إنما تتجلى العقدة في قضية الإنتقام فقتل الفتاتان لابد هو انتقام مرير قام به بن سلمان ليتركنا خلف حقيقة أن المنشار ليس فقط للقتل و إسكات الأفواه و رد الإنتقاد بالدم و إنما هو أداة إنتقام يستخدمها بن سلمان ضد كل من ينازعه سلطانه.

المصادر: الحرة + قطر عاجل

شاهد أيضاً

إسرائيل لا تملك ترف التريث في قبول صفقة الرهائن – صحيفة هآرتس

إسرائيل لا تملك ترف التريث في قبول صفقة الرهائن – صحيفة هآرتس صدر الصورة، Maxar …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *