شارك آلاف اللبنانيين
في مسيرات بالعاصمة اللبنانية بيروت، في الذكرى الثانية للانفجار المأساوي في
المرفأ، ورددوا شعارات تتهم الحكومة بالفشل في كشف الحقيقة وراء الانفجار.
وانهارت بعد ظهر اليوم
عدة صوامع حبوب كانت قد تعرضت لأضرار بالغة جراء الانفجار، على بعد مئات الأمتار
فقط من مكان تجمع الحشود على ساحل المدينة.
وتصدعت الصوامع
الخرسانية وانهارت، لتتصاعد سحابة من الدخان والغبار في السماء. وتابع المتظاهرون
المشهد في ذهول، في صورة أعادت لهم ما جرى قبل عامين وقت وقوع الكارثة.
وقال المتظاهر سامر
الخوري (31 عاما): “رؤية الدخان يتصاعد تحيي ذكرى سيئة للغاية، خاصة أنني كنت
هنا أثناء الانفجار. كان نفس الدخان يتصاعد من الصوامع”.
وكان المتظاهرون يرتدون
قمصانا مطبوعا عليها بصمات أياد بلون الدم، وساروا من وزارة العدل إلى الواجهة
البحرية للمدينة ثم إلى البرلمان في وسط بيروت.
وكانت الانفجارات تسببت
في تدمير أجزاء من العاصمة، وسوتها بالأرض، وأسفرت عن 220 قتيلا وآلاف المصابين، في أعقاب وصول النيران إلى مخزن يحتوي على كميات هائلة من نترات الأمونيوم في الميناء
المهمل منذ عام 2013.
واتُهم العديد من كبار
المسؤولين بالمسؤولية، لكن حتى الآن لم تتم محاسبة أي منهم.
وقال الرئيس اللبناني
الحالي ميشال عون، بعد أيام من الانفجار، إنه تلقى تحذيرا بشأن المخزونات الكيماوية
في الميناء وطلب من قادة الأمن القيام بما يلزم.
وقال رئيس الوزراء
في ذلك الوقت إنه أُبلغ بالأمر، لكنه لم يحذر السكان من خطر هذه المواد. وتعطل
التحقيق في الانفجار منذ أكثر من ستة أشهر.
وفي قداس لتأبين
الضحايا اليوم الخميس، انتقد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي،
أكبر رجال الدين المسيحي في لبنان، حكومة البلاد لإخفاقها في محاسبة المسؤولين.
وقال الراعي:
“نرفع صوت الغضب بوجه كل المسؤولين” الذين أتهمهم بعرقلة التحقيقات.
وطالبت عائلات الضحايا
مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أيضا بإجراء تحقيق دولي، ونظموا احتجاجا
اليوم أمام السفارة الفرنسية في بيروت، مطالبين باريس بدعم إجراء تحقيق خارجي.
وقالت آية مجذوب
الباحثة لدى “هيومن رايتس ووتش”، متحدثة إلى جانب المتظاهرين، إن فرنسا عرقلت جهود
إجراء تحقيق خارجي لأسباب سياسية.
وقال الأمين العام
للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن اليوم الخميس يوافق ذكرى مرور “عامين بدون
تحقيق العدالة”. ودعا في تغريدة على “تويتر” إلى إجراء “تحقيق يتسم
بالحياد والشمول والشفافية”، وهي دعوة طالب بها أيضا وفد الاتحاد الأوروبي في
بيروت.
وقال البابا فرنسيس
أمس الأربعاء، إنه يأمل للشعب اللبناني أن يرتاح “بإنجاز العدالة والحقيقة
التي لا يمكن إخفاؤها أبدا”.
كانت بقايا الصوامع
الضخمة التي تضررت بشدة جراء الانفجار قد بدأت بالانهيار هذا الأسبوع. وانهار
عدد منها يوم الأحد، وتساقطت كتل من الأسمنت منها اليوم الخميس.
وقال مسؤولون إن حريقا
اندلع في الداخل منذ أسابيع في الحبوب المتعفنة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في
الصيف. وأضافوا أن صوامع أخرى يمكن أن تنهار في أي وقت.
Two years have passed since the explosion and I, like many others, still cannot put into words what the 4th of August means. The anger from last year has waned. The hole they created in our hearts is still there. But so is hope. 1/3 #انفجار_مرفأ_بيروت pic.twitter.com/FFCEb9exku
— ܡܪܘܢ Maroun مارون (@MarounHoukayem) August 4, 2022
تماسكت تلك الصوامع بألم وحزن لبعض الوقت في ميناء بيروت لتبقى شاهدة على فساد حزب الشيطان حتى سقطت شهيدة ليبكيها فقط الفقراء والمساكين في لبنان الكرامة pic.twitter.com/rf9543yLN0
— Mohammed Alsogaih (@MAlsogaih) August 4, 2022
المصدر: العربي 21