نفت حركة “طالبان” في أفغانستان، علمها بوجود زعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري” على أراضيها، لافتة إلى أنها تحقق حاليا في ما ذكرته الولايات المتحدة من قتله في غارة بطائرة مسيرة بالعاصمة كابل.
وقال ممثل طالبان المُعين لدى الأمم المتحدة “سهيل شاهين” للصحفيين في رسالة، الخميس: “لم تكن الحكومة أو القيادة على علم بهذه المزاعم”.
وأضاف: “التحقيق جار الآن لمعرفة مدى صحة الإدعاءات”، مشيراً إلى أنه سيتم نشر نتائج التحقيق علناً.
وفي وقت سابق، نددت الحكومة الأفغانية بالهجوم الأمريكي، واعتبرته انتهاكاً صريحاً لسيادة البلاد.
وقال المتحدث باسم الحكومة، إن “القوات الأمريكية استهدفت منزلاً في الحي الدبلوماسي، وسط كابل بطائرة مسيّرة”.
كما أدانت حركة “طالبان” الهجوم، ووصفته بأنه انتهاك للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة.
وأشار الناطق باسم الحركة “ذبيح الله مجاهد”، إلى أن “هذه الأعمال تكرار للتجارب الفاشلة خلال العقدين الماضيين وستضر بالفرص المتاحة”، وفق تعبيره.
إلا أنها أكدت في الوقت نفسه، التزامها بـ”اتفاق الدوحة” الموقع مع الولايات المتحدة، رغم تأكيدها واستنكارها لاختراقه من قبل واشنطن.
وقال “شاهين”، إن إمارة أفغانستان الإسلامية، الاسم الذي تستخدمه “طالبان” للبلاد وحكومتها، ملتزمة بالاتفاق الموقع في العاصمة القطرية الدوحة.
بينما قال وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، إن “طالبان انتهكت بشكل صارخ الاتفاق باستضافة الظواهري وإيوائه”.
ووفق “رويترز”، فإن كبار قادة “طالبان” أجروا مناقشات مطولة بشأن كيفية الرد على الضربة الأمريكية.
ويمكن أن يكون لأسلوب رد “طالبان”، تداعيات كبيرة، فيما تسعى إلى الحصول على شرعية دولية والوصول إلى مليارات الدولارات من الأموال المجمدة، بعد هزيمتها للحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة قبل عام.
وأبرم “اتفاق الدوحة”، بين “طالبان” وواشنطن في 2020، وأنهى الحرب في أفغانستان، التي استمرت 19 عاماً، قبل أن يمهد لانسحاب أمريكي من عموم البلاد.
وقُتل “الظواهري”، وهو ثاني زعيم لتنظيم “القاعدة” وخليفة “أسامة بن لادن”، وسط العاصمة الأفغانية كابل في غارة جوية، نفذتها المخابرات الأمريكية، تعد الأولى من نوعها بعد انسحاب واشنطن من أفغانستان.
واستطاع “الظواهري”، المطلوب رقم 1 في واشنطن، أن يتوارى عن أنظار القوات الأمريكية طوال 11 عاما، رغم وجود هذه القوات على الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان.
ويقع المنزل الذي استهدفته الغارة الأمريكية، في الحي الدبلوماسي، ويبعد قليلا عن القصر الرئاسي والسفارة البريطانية في العاصمة كابل.
وعاش فيه اثنان من كبار مساعدي الرئيس الأفغاني المنصرف “أشرف غني”.
وبعد هروب “غني” من البلاد، اختار زعيم تنظيم القاعدة هذا البيت مأوى له، قبل أن تقصفه واشنطن، في عملية قالت إنها تحضر لها منذ شهور.
المصدر: وكالات