تشهد
محافظة شبوة، شرقي اليمن، معارك عنيفة لليوم الثاني تواليا، بين قوات حكومية من
جهة وميليشيات مسلحة مدعومة إماراتيا، وسط استنفار قبلي لدعم القوات الحكومية.
وتجددت
المعارك وفقا لمصادر مطلعة، في وقت سابق من مساء الاثنين، بعد ساعات من صدور
قرارات بإقالة ثلاث قيادات عسكرية وأمنية حكومية من قبل المجلس الرئاسي.
وبعد
ساعات من صدور القرارات، شنت ميليشيات العمالقة ودفاع شبوة المدعومة من أبوظبي،
هجوما على معسكر الشهداء التابع لقوات الأمن الخاصة في مدينة عتق، عاصمة محافظة
شبوة، الأمر الذي حدى بالقوات الحكومية بصد الهجوم وتنفيذ هجوم معاكس ضد القوة
المهاجمة.
وفشل تدخل مجلس القيادة الرئاسي في وقف الاشتباكات بين القوات الخاصة وشرطة المحافظة وقوات اللواء 30 مدرع، وأخرى موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا والذي يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال، ممثلة بقوات دفاع شبوة وألوية العمالقة.
وكان المجلس الرئاسي، قد أصدر الاثنين، قرارات أثارت جدلا واسعا في الأوساط اليمنية، بإقالة قائد محور عتق العسكري، عميد ركن، عزيز العتيقي، ومدير مديرية الأمن العام بشبوة، عميد ركن، عوض الدحبول، وعميد، عبدربه لعكب، قائد قوات الأمن الخاصة، وعين آخرين بدلا عنهم.
وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” أن الإقالة شملت قائد محور عتق قائد اللواء 30 العميد عزير ناصر العتيقي، مدير عام شرطة المحافظة العميد عوض مسعود الدحبول، قائد فرع قوات الأمن الخاصة العميد عبدربه محمد لعكب، وقائد اللواء الثاني دفاع شبوة العقيد وجدي باعوم الخليفي.
وقالت وكالة “سبأ” الرسمية إن “مجلس القيادة الرئاسي، برئاسة رشاد العليمي، عقد اجتماعا استثنائيا للوقوف على الأحداث المؤسفة في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة”.
وأفاد
مصدر محلي مسؤول بأن اشتباكات متقطعة تدور في مدينة عتق، بين الطرفين، في ظل تحشيد
من قبل محافظ شبوة، عوض ابن الوزير، وبتوجيهات إماراتية للاستمرار في المعارك في
مسعى لطرد القوات الحكومية من مقراتها.
اقرأ أيضا: “الرئاسي” اليمني يقيل قيادات عسكرية وأمنية في شبوة
وقال
المصدر في تصريح خاص لـ”عربي21″ مفضلا عدم ذكر اسمه، مساء اليوم، إن
القوات الحكومية ما تزال تحافظ على مواقعها ومقراتها، وتقدمت إلى مواقع أخرى، فيما
استقدمت الميليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا تعزيزات
من مديريات أخرى، وتتمركز في مطار عتق، الذي يديره ضباط إماراتيون منذ أواخر العام
2021.
وأكد
المصدر المحلي المسؤول أن هناك غليان شعبي واستنفار قبلي في شبوة، بعد استناد
محافظها المقرب من أبوظبي، على ميليشيات مسلحة انفصالية ضد أبناء المحافظة والقوات
الحكومية فيها.
وفي
جديد مساعي المجلس الرئاسي، أشار المصدر إلى أنه جرى تكليف وزيري الدفاع والداخلية
” محسن الداعري” و”إبراهيم حيدان”، بالنزول إلى مدينة عتق،
حيث مسرح العمليات القتالية الجارية، للوقوف على تطورات الأحداث الدامية التي
تشهدها المحافظة منذ يومين.
وقال
إنه حتى الآن لم يصل الوزيران، في وقت تتواصل المعارك بين الطرفين.
ولم
يقدم المصدر أي تفاصيل إضافية حول الخسائر في صفوف القوات الحكومية أو الميليشيات
الانفصالية المدعومة من أبوظبي.
في
سياق مواز، أوقفت السلطات العسكرية في محافظة أبين، جنوبي البلاد، تعزيزات تابعة
لميليشيات المجلس الانتقالي المنادي بالانفصال، ومنعته من العبور نحو محافظة شبوة
المحاذية لها من جهة الشرق.
والسبت،
عاد التوتر من جديد إلى محافظة شبوة، بعد قرارات مثيرة أصدرها محافظها عوض بن
الوزير، بإقالة قائد قوات الأمن الخاصة في المحافظة، وقياديين آخرين في القوات
ذاتها، فيما أصدر وزير الداخلية، إبراهيم حيدان، أمس قرارا بإلغاء قرار ابن الوزير
واعتبار قراره تجاوزا لاختصاصاته.
وتشهد
محافظة شبوة الغنية بالنفط فوضى أمنية، ما بين هجمات ضد القوات المشكلة مؤخرا
(دفاع شبوة)، وتفجيرات استهدفت خطوط نقل النفط والغاز، بعد سنوات من الاستقرار
الأمني الذي نعمت به، قبل الإطاحة بمحافظها السابق محمد بن عديو، أواخر العام
الماضي.
وكان
العميد عبد ربه لعكب، قد نجا من محاولة اغتيال، في 20 يوليو الفائت، بعد استهداف
موكبه في مدينة عتق، كبرى مدن المحافظة، من قبل ما تسمى “قوات دفاع
شبوة”، وهي مليشيات غير نظامية، شكلتها الإمارات مطلع العام الجاري.
وأسفرت
محاولة الاغتيال عن مقتل اثنين من مرافقي لعكب، وإصابة آخرين
المصدر: العربي 21