كان المطلوب “رقم 1” لجيش الاحتلال في منطقة نابلس، كان ينام ورشاشه في حضنه، لم يكن يأمن الاحتلال وعملائه، كان شجاعا بلا حدود في جميع العمليات التي نفذها.
استشهد إبراهيم النابلسي برفقة مقاومين آخرين بعد استهداف منزل كانوا فيه بالبلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
الاحتلال جند كل طاقته وأجهزته الأمنية والاستخباراتية في مطاردة النابلسي حتى تمكنت قوة خاصة من اغتياله بعد مطاردة استمرت لحوالي عام بعد محاصرة المنزل الذي كان يتواجد فيه، النابلسي كان مصمم على الشهادة فرفض تسليم نفسه وبادر بإطلاق النار وإلقاء قنابل يدوية، فيما رد الجنود بإطلاق 3 إلى 4 صواريخ “ماتادور” قبل أن تتوقف النيران، ودخلت تلك القوة إلى المنزل.
النابلسي (23 عاما) تتهمه سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار تجاه نقاط ومواقع عسكرية واتجاه المستوطنين في محيط نابلس، من بينها إصابة قائد لواء شمرون شمال الضفة، روي زويغ عند “قبر يوسف” بالمدينة أواخر شهر يونيو/ حزيران الماضي برصاص النابلسي نفسه خلال عملية إطلاق النار .
ونجا النابلسي من 4 محاولات اغتيال خلال الأشهر الأخيرة، بعد مداهمة جيش الاحتلال لأماكن كان يقيم فيها.
وكان من أبرز محاولات اغتياله في شباط/ فبراير الماضي، حينما نجا من عملية الاغتيال التي استشهد فيها ٣ من رفاقه المقاومين وهم أدهم مبروك الشيشاني ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط.
كما نجا النابلسي من عملية الاغتيال خلال اقتحام حارة الياسمينة قبل ٣ أسابيع.
وتداول نشطاء تسجيا صوتيا للنابلسي أثناء حصار الاحتلال له، يقول فيه: “بحبك كثير يا أمي، أنا استشهدت يا شباب، حافظوا على الوطن من بعدي، بوصيكم ما حدا يترك البارودة، أنا محاصر ورايح استشهد، ادعولي”.
اقرأ أيضا: تفاعل بعد تداول فيديوهات للشهيد إبراهيم النابلسي (شاهد)
وكان موقف والدته يشير إلى سيدة صابرة وصلبة ربط الله على قلبها، فقالت كلاما أراح الصدور والنفوس الحزينة وأطفأ نار الغضب، فقد زفت ولدها الشهيد إبراهيم النابلسي بالزغاريد وبكلمات الصبر والثبات، والحمد والشكر، ودعوات القبول في الشهداء.
وقالت في وداعه أمام مستشفى “رفيديا” بنابلس: “إذا طخوا إبراهيم، في مائة إبراهيم، كل واحد منكم إبراهيم النابلسي، راح عند حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم”.
وأضافت “إبراهيم انتصر، والحمد لله رب العالمين، يا رب وهبتك ابني إبراهيم، استقبله مع الشهداء”. وتابعت: “إبراهيم الحر، وهبته لله ولرسوله وللمسجد الأقصى”.
واستشهد، اليوم الثلاثاء، مع النابلسي رفيقه المقاوم إسلام صبوح، بعد اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه عدد من المقاومين بالبلدة القديمة في مدينة نابلس، بجانب الفتى حسين جمال طه.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الحارة الشرقية من مدينة نابلس، وحاصرت إحدى البنايات في البلدة القديمة، قبل أن تفجرها بصاروخ “انيرجا”، عقب اشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين.
مدينة نابلس، جبل النار، ترسل رسائل إلى الاحتلال بأن مجازره لن تكسر إرادة نابلس، ولن تضعف من عزيمة المقاومة في جميع أرجاء فلسطين المحتلة. وبأن نابلس قد دخلت بكل صلابة على خط المواجهة إلى جانب باقي مدن وقرى فلسطين المحتلة.
المصدر: العربي 21