82022620562435

هل ما يقدمه الفنان العربي للقضية الفلسطينية مؤخرا كاف؟

يقولون
الفن مرآة الشعوب وناطق باسم واقعها، ولذلك أحيانا نجد بعض الفنانين يتفاعلون مع
الأحداث التي تواجه وطنه ومحيطه القومي والإقليمي، وهذا ما يفعله بعض الفنانين
العرب.

ولكن
في حدث كحالة العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وقبله العدوان الذي تم على القطاع
قبل أكثر من عام تقريبا كان عدد الفنانين الذين تفاعلوا مع الحدث قلة، بعضهم غرد
مناصرا لغزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن في ذات الوقت لم نعد نرى أعمال
فنية كثيرة وكبيرة داعمة للقضية.

ما المطلوب من الفنان؟

ويثير
ضعف تفاعل الفنانين العرب مع العدوان الذي يقع على الشعب الفلسطيني بجزئي الوطن
الضفة والقطاع تساؤلات حول ما هو المطلوب من الفنان العربي بشكل عام والفلسطيني
بشكل خاص، وهل فعلا كانوا على مستوى الحدث وهل عبروا عن دعمهم للشعب الفلسطيني عبر
فنهم وكلماتهم؟

أكد
مدير قناة “تلفزيون فلسطيني” للأغاني الفلسطينية، هشام جابر، أن
“الفنان هو شخصية عامة وله متابعين كُثر، لذا عليه أن يوضح القضية الفلسطينية
للعالم، كذلك عليه أن يتابع الناشطين الذين يتكلمون عن طرق التي يمكن من خلالها مناصرة
ودعم القضية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة خلال العدوان بشكل خاص، وهو بدوره يبث
هذه الطرق والمقترحات لجمهوره العريض حتى يتحرك الشارع العربي”.

وأوضح
جابر خلال حديثه لـ”عربي21″، أن “الفنان وسيلة نقل للمقترحات التي
يقدمها الناشطين ودوره هو تعبئة الشارع والتوضيح له ماذا يفعل تجاه غزة، كذلك عليه
تقديم الدعم سواء بالكلمة أو غناء إن استطاع”.

وأضاف:
“ويجب التذكير بأن الفنان هو شخصية عامة له الآلاف من المتابعين الذين
يتأثرون به، ومن يتابع فنان يثق به وبرأيه ويثق بماذا يفعل وما يقترحه وهذا هو دور
الفنان الأساسي لنصرة غزة”.

من
جهته أكد الفنان التونسي لطفي بوشناق، أنه “لا يجب الطلب من الفنان دعم قضية
فلسطين أو العمل من أجلها، فالدعم الحقيقي الصادق هو شعور ذاتي وحس وطني وقومي
وانتماء للقضية وللشعب العربي ولكل قضية عادلة، وبرأيي فاقد الشيء لا يعطيه”.

وأوضح
بوشناق خلال حديثه لـ”عربي21″، أن “الفنان أو الشخص الذي لا يشعر
بالقضية أو بالانتماء لها لا يُطلب منه دعمها عبر عمل فني ما أو كلمة ما، والفنان
المنتمي لا يصح أن ينتظر أن يُطلب منه إنجاز عمل للقضية الفلسطينية، وبرأيي حتى لو
عمل الفنان عمل فني تلبية لطلب ما من جهة ما لا يكون العمل صادق”.

ونبه
إلى أن “الدعم للقضية الفلسطينية عبر أي عمل فني يجب أن يكون تلقائي وذاتي
ونابع عن إيمان بهذه القضية وعن رغبة بالمساندة وليس عبر ضغطة زر أو طلب ما من أحد
ما، فالفنان الحقيقي والملتزم والمعروف بحسه الإنساني يتحرك لوحده”.

وأشار
الفنان التونسي إلى أنه “كفنان مؤمن برسالته تجاه القضية الفلسطينية وهي
دعمها”، مضيفا: “بالنهاية هي قناعات وإيمان، وهذه القضية بالنسبة لي
ولكل إنسان عربي شريف بل حتى لكل إنسان حر حتى لو كان غير عربي هي قضية إنسانية
ورئيسية، ولذلك أنا كفنان لا يجب أن انتظر حتى يحدث عدوان على فلسطين لكي ادعمها،
بل يجب أن ادعمها بكل الأوقات، فما بالك حينما يحصل عدوان بهذه الوحشية واللا
إنسانية هل تتوقع أن أبقى صامتا”.

ونوه
إلى أنه “يعمل حاليا على أوبريت أسمه التحدي العربي كتابة الشاعر التونسي
لطفي عبد الواحد، والحاني وغنائي وسيصدر خلال أيام قليلة، وحاليا يتم تصويره في
غزة”.

 

اقرأ أيضا: تعرف إلى قائمة الأطفال الشهداء في العدوان الإسرائيلي (أسماء)

بدورها
قالت الفنانة الفلسطينية عبير صنصور، إن “الكلمة والأغنية هي أسرع وأقرب
وسيلة تصل للعالم، وأنا كفنانة إذا وجدت قصيدة قوية ومعبرة تعبر عن الوضع والحال
الذي نعيشه في فلسطين بشكل عام ويعيشه أهلنا في غزة بالتأكيد على الفور ستلامس
مشاعري وأغنيها بكل أحاسيسي، مثلما حدث معي بأغنية شد الحيل”.

اقرأ ايضاً
معلومات مثيرة عن الوزراء الجدد بمصر.. وموجة سخرية (شاهد)

وأوضحت
صنصور خلال حديثها لـ”عربي21″، أن “دعم قطاع غزة خلال العدوان
والقضية الفلسطينية بشكل عام هو واجب على كل فنان فلسطيني، فهذه قضيتنا وهذه
رسالتنا لذلك من الواجب على الفنان الفلسطيني التكلم والتعبير عن رفضه لما يحدث
بغنائه”.

ورأت
أن كل فنان مشغول الآن بحياته ومشاكل بلده، حيث تم إغراق البلدان العربية بالمشاكل
والمصائب والاحتلالات المختلفة، ولكن هذا لا يعني أن نبتعد عن القضية الأساسية،
وليس لأنني فلسطينية، بل لأن فلسطين هي القضية الأساسية والمشكلة الرئيسية للوطن
العربي، ففلسطين لا أعتقد أنها قضية الفلسطينيين فقط والمسجد الأقصى ليس لهم فقط،
بل هي قضية عربية، ويجب على الجميع أن يقف ويتحدث عنها”.

واعتبرت
أن المفروض على الفنانين العرب الحديث والعمل لأجل هذه القضية، ولكن الفن الآن
بشكل عام يمر بفترة هبوط شديد جدا وكما نشاهد حاليا قلة من الفنانين الذين يقدمون
رسالة فنية قوية وصحيحة ومعبرة وأما المعظم يسير مع التيار.

هل ما قُدم يكفي؟

وأكدت
الفنانة الفلسطينية أنه “لا يمكن تحديد هل ما يقدمه الفنانون كافي، لأن ليس
الكل يقدم شيء فني للقضية، فمثلا على مستوى الفنانين الفلسطينيين يحاولون رغم عدم
وجود دعم حقيقي لهم فالدعم الموجود حاليا قليل”.

وأضافت:
“أيضا هناك فنانين متعاقدين مع شركات عالمية قد ترفض تمويل أعمال وطنية وهذا
الأمر له دور في الموضوع، بمعنى هل يجد الفنان دعم يسمح له بتقديم أعمال وطنية
لدعم القضية الفلسطينية والتنديد بالعدوان”.

ولفتت
إلى أن الفنانين الفلسطينيين محصورين جدا في موضوع الدعم، ولكن عربيا تقريبا لم نر
منذ فترة طويلة أعمال كثيرة، وبالتالي للأسف قلة حاليا من يقدمون أعمال فنية داعمة
لفلسطين والذي يتم إنتاجه لا يتم دعمه وقليل ما يظهر.

وتابعت
“بشكل عام لا يكفي ما قدمه الفنان العربي للقضية الفلسطينية وبشكل خاص لشجب
العدوان على غزة”.

 

اقرأ أيضا: إحباط إسرائيلي من نتائج العمليات العسكرية المتكررة ضد غزة

وحول
إذا ما كان هناك تعمد عام لعدم تقديم دعم للأعمال الفنية المدافعة عن فلسطين قالت
صنصور: “لا أريد القول بأن هناك تعمد بعدم تقديم دعم للأعمال، لأنه برأيي
هناك تعمد عدم تقديم دعم للأعمال الفنية الهادفة والتي تحمل رسالة حقيقية بشكل
عام”.

وأعربت
عن “اعتقادها بأن هناك تعمد لعدم إظهار الأعمال الفنية الهادفة وليس فقط التي
تتحدث عن فلسطين، بل على العكس هناك دعم قوي لظهور الأعمال الفنية السخيفة
والهابطة والتي تساعد بشكل أساسي على تجهيل الجيل الصاعد”.

من
ناحيته أشار الفنان التونسي لطفي بوشناق، إلى أنه “بشكل عام هناك تقصير من
قبل الفنانين، ولكن أيضا هناك شرفاء كثيرون، وهنا يأتي دور الإعلام الذي يجب عليه
البحث عن هؤلاء الشرفاء فهناك شعراء وملحنون كثيرون يؤمنون بالقضية
الفلسطينية”.

وأضاف:
“من المعروف أن إسرائيل قامت على ثلاثة أمور العلم والمال والإعلام، ولكن أين
نحن من هذه الأمور وخصوصا في مجال الإعلام، بينما هم لديهم أناس مؤثرين إعلاميا
ولا يتم التعتيم عليهم من قبل الاحتلال”.

بدوره
قال الإعلامي هشام جابر، إن “العدوان الأخير للأسف كان مباغتا وسريعا والكل
عاش إحالة إرباك ومن ضمنهم الفنانين نعم بشكل عام البعض قدم مشكور، ولكن المطلوب
أكثر بالتأكيد إلا أن حالة الإرباك عطلت قليلا، ولكن لم نكن جميعا على قدر
الحدث”.

وحول
إذا ما كان الفنانين بشكل عام قدموا ما يكفي للقضية الفلسطينية قال جابر:
“هناك جهد كبير ومشكور، لكن لا بد من ابتكار أساليب فنية جديدة تصل لشرائح أكبر،
وطبعا يجب أن تكون جميع الفنون حاضرة وليس فقط الغناء”.


المصدر: العربي 21

شاهد أيضاً

1 1707572

اختيار هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب في نيويورك

أعلن رئيس المحكمة المكلّفة بمحاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب أنّ هيئة المحلّفين قد تمّ تشكيلها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *