كشفت صحيفة “عربي21″، عن الوضع الصحي للقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأسير بسام السعدي، الذي اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية أمنية من قلب مخيم جنين في الأول من آب/أغسطس 2022.
والأسير السعدي (61 عاما)، هو أبرز قادة “الجهاد الإسلامي” في شمال الضفة الغربية المحتلة، وسبق أن اعتقل وأفرج عنه عدة مرات في السابق.
وحصلت “عربي21” على معلومات حصرية عن الوضع الصحي للقيادي السعدي وتطورات الجهود السياسية بشأن قضيته، إضافة إلى رسالته إلى الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
وعن الوضع الصحي للقيادي السعدي الذي يوجد حاليا في قسم “17” في سجن “عوفر”، أكدت مصادر خاصة مطلعة طلبت عدم ذكر اسمها، أن “السعدي يعاني منذ يوم اعتقاله من دوار ودوخه شديدة خاصة عندما يهم للوقوف، وهو يحتاج أحيانا إلى دقيقتين كي يستعيد توازنه، وهناك خلل في التوزان”.
وأفادت المصادر في حديثها الحصري لـ”عربي21″، بأن “الشيخ السعدي يعاني أيضا من صداع في الليل، كما يعاني من وجع في يده اليسرى بسبب عضة الكلب (أثناء اعتقاله بشكل وحشي)، وهو يستيقظ في الليل من 4 حتى 5 مرات من الألم”.
وذكرت أن “الأسير السعدي الذي يعاني من كل هذه الأوجاع، سمح له فقط بأخذ مضاد حيوي، وهذا قد يكون له أضرار جانبية”.
اقرأ أيضا: فريق أممي يزور القيادي بالجهاد الإسلامي “السعدي” بمعتقله
وعن قيام سلطات الاحتلال بالتحقيق مع الشيخ السعدي، بينت المصادر أن “سلطات الاحتلال قامت بالتحقيق مع الشيخ في أشياء فارغة، حيث طرح عليه أن شخص ما شاهده في بيت أجر، وآخر شاهده يشارك في مسيرة، وهذا كل ما طرح”.
وعن الجهود السياسية تطبيقا لما وعد به الوسيط المصري والدولي، أكد أن “وفد من الأمم المتحدة قام بزيارة الشيخ داخل سجن “عوفر” أمس الأربعاء، ووفد آخر من الصليب الأحمر زار الشيخ يوم الثلاثاء الماضي”.
وذكرت المصادر أن “القيادي السعدي، أكد لهذه الوفود أنه اعتقل دون سبب، وفي حال استمر اعتقاله بهذا الشكل، قد يدفعه ذلك إلى الدخول في إضراب عن الطعام”.
ونبهت المصادر التي تحدثت لـ”عربي21″، أن الأسير السعدي بعث برسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى قطاع غزة الذي خاض معركة لصد العدوان الإسرائيلي، حيث وجه “كل التحيات إلى غزة، وإلى أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، وتحية للشهداء”، معبرا عن أمله بتحقيق “الحربة للأسرى والشفاء للجرحى، وخاطبهم بقوله: “بارك الله فيهم على هذه التضحيات الكبيرة التي قدموها من أجل الأسرى”.
وتسبب اعتقال السعدي بإعلان “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، حالة الاستنفار العسكري في قطاع غزة، حيث تجهزت للرد على انتهاكات الاحتلال في حينها خوفا من إقدام الاحتلال على “تصفية السعدي”، ما دفع الاحتلال بعد ساعات من اعتقاله على نشر صورة له لإثبات أنه ما زال على قيد الحياة.
لكن حالة التوتر الأمني تدحرجت سريعا، حيث شن جيش الاحتلال عدوانا شرسا على قطاع غزة، نجح خلاله في اغتيال اثنين من أبرز قادة “سرايا القدس” هما؛ قائد لواء الشمال تيسير الجعبري قائد لواء الجنوب خالد منصور.
وبدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عصر الجمعة الماضي واستمر 57 ساعة، وأدي إلى استشهاد 48 شهيدا بينهم 17 طفلا 3 سيدات، وإصابة 360 بجروح مختلفة.
وقادت مصر جهود الوساطة بين حركة الجهاد والاحتلال حيث أعلنت عن التوصل لهدنة بينهما دخلت حيز التنفيذ مساء الأحد الماضي الساعة 23:30.
جدير بالذكر، أن إنهاء معاناة القيادي الأسير السعدي، كانت أحد الشروط التي وضعتها حركة الجهاد لأجل الموافقة على تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد الماضي عبر الوسيط المصري، الذي تعهد للحركة الفلسطينية ببذل كل الجهود من أجل إطلاق سراح السعدي من سجون الاحتلال.
المصدر: العربي 21