وكالة الهجرة اليهودية في روسيا تدرس التحول لنظام العمل عن بعد

تبحث وكالة الهجرة اليهودية، إمكانية تقليص وجودها في روسيا، ونقل العمل مع الروس الذين يريدون الهجرة إلى إسرائيل، إلى نظام “العمل عن بعد”.

ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، الأربعاء، عن مصدر في الوكالة قوله، إن “الوكالة اليهودية ستجري جميع أعمالها المتعلقة بالهجرة إلى إسرائيل عبر الإنترنت أو عبر الهاتف من إسرائيل”.

وأضاف المصدر أن الوكالة في الوقت نفسه لا تنوي “تقليص أنشطتها بشكل كامل وترك روسيا”، وتريد “التكيف مع متطلبات التشريع الروسي”.

ووفقا للصحيفة، فإن الوكالة تعرب عن أسفها لأنه في حالة الانسحاب المادي المحتمل من روسيا، ستفقد الوكالة فرصة تسهيل الهجرة إلى إسرائيل في روسيا بشكل مباشر، وهو ما كانت تقوم به هذه المنظمة بنجاح منذ سنوات عديدة.

وسبق أن اشترطت روسيا، نقل ملكية عقارات موجودة في القدس، إلى موسكو، مقابل إنهاء أزمة الوكالة اليهودية، التي أوقفت عملها في وقت سابق.

وتشهد العلاقات الإسرائيلية الروسية، توترا مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، لتتصاعد مع قرار محكمة روسية، في 15 يوليو/تموز الماضي، بإغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا.

والوكالة ليست بالمعنى الفني جزءا من الحكومة الإسرائيلية، ولكنها تعمل نيابة عنها، وتحافظ على صلات إسرائيل مع يهود الشتات في العالم، وتعمل على تسهيل الهجرة إلى إسرائيل.

ويقول الكرملين إن قرار إغلاق الوكالة اليهودية “ليس سياسيا”، ولكنه أمر يتعلق بالقانون.

وتتهم السلطات الروسية، الوكالة بخرق القوانين من خلال جمع معلومات عن مواطنين روس، لكن الإسرائيليين متشككون، حيث قال مسؤول بارز: “موضوعات قانونية كهذه تم حلها في الماضي بطريقة هادئة وبدون عناوين أخبار”.

وأضاف: “الواضح أن الضغط جاء من القمة، والتأكد بعدم وقوف إسرائيل مع روسيا في الحرب”.

وظلت إسرائيل منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، متفرجة، ورفضت المطالب الأوكرانية تزويدها بالأسلحة، وتجنبت الحديث علنا عن الحرب.

وهاجر حوالي مليون روسي من دول الاتحاد السوفييتي السابق، بعد انهياره قبل 3 عقود، إلى إسرائيل، وأصبحوا “قوة انتخابية” لا يستهان بها.

اقرأ ايضاً
الإمارات تفتتح رسميا سفارتها في تل أبيب وإسرائيل ترحب

والتزم رئيسا الوزراء السابقان “بنيامين نتنياهو” و”نفتالي بينيت” بالحياد مع روسيا، لكن وزير الخارجية “يائير لابيد”، شجب في أبريل/نيسان الماضي جرائم الحرب، قرب العاصمة كييف.

ومنذ تعيينه رئيسا للوزراء في مطلع يوليو/تموز الجاري، لم يظهر “لابيد” أي رغبة أو ميل لترتيب لقاء أو الاتصال مع الرئيس الروسي “فيلادمير بوتين”، خاصة أن وسائل إعلام عبرية نقلت، عن “لابيد” قوله، إن إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية “سيعد حدثاً خطيراً، وسينعكس سلباً على العلاقات الثنائية”، التي وصفها بـ”المهمة” لبلاده.

كما تخلى “لابيد” إلى حد كبير عن محاولات “بينيت” للتوسط في الحرب، وقال إن روسيا ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا.

وعانى اليهود من مذابح في عهد القياصرة الروس، ومن معاداة السامية في فترة الاتحاد السوفييتي السابق، إلا أن “بوتين” أكد خلال فترة حكمه منذ عقدين، على علاقات جيدة مع الجاليات اليهودية.

كما عمل “بوتين”، على رعاية العلاقات مع الجالية اليهودية وإسرائيل، وأيد بناء متحف يهودي في موسكو، واستضاف “نتنياهو” كضيف شرف بموكب “يوم النصر”، في العاصمة، عام 2018.

ومع ذلك فإن الهجرة إلى إسرائيل تزايدت، ووصلت هذا العام إلى 30 ألفاً.

وعلى أية حال، فقد استحضر “بوتين” شياطين التاريخ عندما وصف النظام الأوكراني بزعامة “فولديمير زيلينسكي”، بـ”النازية”، فهو إما يعود إلى طقوس القياصرة السابقين، أو أنه يريد استخدام اليهود الروس كورقة ضغط.

وبعد الحرب، وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أصبحت إسرائيل واحدة من الوجهات الرئيسية لموجة الهجرة، وهي موجة نزوح شملت العديد من العمال في صناعة التكنولوجيا الروسية.

وتم تسجيل حوالي 16 ألف مواطن روسي كمهاجرين في إسرائيل منذ بداية الحرب، أي أكثر من 3 أضعاف ما تم تسجيله في العام الماضي بأكمله، كما وصل 34 ألفا آخرون كسائحين.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

البيعة السعودية

حل هيئة البيعة السعودية ما هو السبب ؟…. ابن سلمان يشعر بالخطر

مع كل يوم يمضي تنكشف أخبار وتسريبات جديدة عن حدة الصراعات الداخلية التي تشهدها مملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *