يرى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “هنري كيسنجر”، أن العالم قريب من مرحلة سيكتنفها اختلال خطير في توازنات، محذرا من اقتراب الحرب مع روسيا والصين.
جاء ذلك في كتاب حديث نشره عن القيادة يتناول بالتحليل ما يراه افتقار السياسة الخارجية بشكل خطير للأهداف الاستراتيجية.
ويقدم الكتاب -وهو بعنوان “القيادة: 6 دراسات في الاستراتيجية العالمية”- رؤية تحليلية للإنجازات التاريخية التي حققتها “كوكبة لامعة” من القادة “العظماء” في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وتقول الكاتبة “لورا سيكور” في مقالها بصحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) إن القادة الذين يعنيهم “كيسنجر” في تلك الفترة هم: مستشار ألمانيا “كونراد أديناور”، والرؤساء الفرنسي “شارل ديغول”، والأميركي “ريتشارد نيكسون”، والمصري “أنور السادات”، والوزير الأول لسنغافورة “لي كوان يو”، ورئيسة وزراء بريطانيا “مارغريت تاتشر”.
وتنقل “سيكور” عن “كيسنجر” -الذي شغل في السابق منصب مستشار الأمن القومي الأميركي- أن جميع الشخصيات الستة التي ذكرها في كتاب “القيادة” تشكلت من خلال ما يسميه “حرب الثلاثين عاما الثانية”، وهي الفترة من عام 1914 إلى عام 1945، وأسهمت في صياغة العالم الذي أعقب ذلك.
وكان الجامع بين كل تلك الشخصيات -من وجهة نظر “كيسنجر”- نمطين أصليين للقيادة، هما: “البراغماتية بعيدة النظر، والرؤية التنبئية الجريئة”.
ومع ذلك يقر السياسي المخضرم (99 عاما) بأن أيًّا من أولئك الأشخاص لم يكن خبيرا في التكتيك أساسا، إلا أنهم أتقنوا فن التكتيك في ما بعد، وكان لديهم تصور للهدف عندما تولوا الحكم.
وأعرب “كيسنجر” عن اعتقاده بأن العالم يواجه في الوقت الراهن “مشكلة كبيرة في تحديد الاتجاه”، وهي فترة “تتجاوب تماما مع مشاعر اللحظة”.
وتوضح كاتبة المقال أن “كيسنجر” أدرك -منذ أن كان باحثا بجامعة هارفارد يكتب عن الاستراتيجية النووية- أن الدبلوماسية عملية موازنة بين قوى عظمى يطاردها شبح كارثة نووية.
والتوازن في نظر الدبلوماسي الأميركي المخضرم له مكونان: نمط من توازن قوى مع تقبل -في بعض الأحيان- شرعية القيم المتعارضة، والنوع الآخر هو “توازن السلوك، ومعناه أن هناك قيودا على ممارسة قدراتك وقوتك في ما يتعلق بما هو مطلوب للتوازن العام”.
وتحقيق هذا المزيج يتطلب في الغالب “مهارة فنية”، حسب تعبير كيسنجر الذي يرى أن عالم اليوم يدنو من مرحلة سيكتنفها اختلال خطير في التوازن.
وفي ذلك يقول “كيسنجر”: “نحن على حافة الحرب مع روسيا والصين بشأن القضايا التي أسهمنا في افتعالها من دون معرفة الكيفية التي ستنتهي إليها الأمور أو ما الذي من المفترض أن تفضي إليها”.
ويخشى الرجل من أن الولايات المتحدة والصين تتجهان نحو أزمة بسبب تايوان، ناصحا واشنطن بالتماسك والثبات في مواقفها.
المصدر: وكالات