قال
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور أحمد الريسوني، إن “الحملة
التي تُشنّ ضدي الآن هي حملة سياسية ضد تصريحات علمية وفكرية”، وذلك على
خلفية الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحات سابقة قالها مؤخرا بشأن مصير الصحراء
والعلاقة مع موريتانيا والجزائر.
وأضاف
الريسوني، في تصريحات خاصة لـ”عربي21″: “أنا تحدثت بمنطق الشرع
والتاريخ. منطق الشرع هو الوحدة ثم الوحدة، ورفض التجزئة والتفتت، ومواجهة الأيادي
الاستعمارية والجراحة الاستعمارية التي تم إجراؤها وتنفيذها منذ اتفاقية سايكس
بيكو عام 1916”.
وتابع
رئيس اتحاد علماء المسلمين: “منذ ذلك الحين (اتفاقية سايكس بيكو) وإلى هذه
اللحظة تمضي مشاريع التجزئة والتقسيم والتشطير والتفتيت في المنطقة العربية كلها؛
فأنا تحدثت بمنطق مُعاكس لهذا المنطق السياسي”.
وأردف:
“أنا وغيري في المغرب، وفي غير المغرب، نعارض ونرفض بشدة قيام ما سُمي بالجمهورية
الصحراوية في جزء من صحراء المغرب، وقيام هذه الجمهورية هو أيضا فصل جديد من فصول
العمليات الجراحية الاستعمارية”.
ولفت
إلى أنه عبّر عن أسفه لكون “بعض الدول العربية الإسلامية تتبنى وتحتضن هذه
الصناعة الاستعمارية، وقلت إن الدولة المغربية نفسها تهمل دور ومكانة الشعب في هذه
القضية، لأن الشعب المغربي، والشعب الجزائري، والشعوب كلها، إذا عوّلنا عليها
ولجأنا إليها فسيكون عندها الحل”.
اقرأ أيضا: بنكيران لـ”عربي21″: تصريحات الريسوني لا تعبر عن “العدالة والتنمية”
وواصل
الريسوني حديثه قائلا: “الآن للأسف يجري تدبير ملف الصحراء في وزارة الخارجية
المغربية وفي دهاليز المسؤولين المغاربة في غيبة عن الشعب. ولذلك، أشدت بالمسيرة
الخضراء التي كانت عام 1975، وأدعو إلى أن تصبح متكررة”.
وزاد:
“لقد اقترحت بأن يُسمح للعلماء والدعاة أن يتجهوا إلى الصحراء للتحاور مع
الصحراويين، وأن يتجهوا إلى منطقة تندوف التي تُقام فيها مخيمات للصحراويين الذين
تم تهريبهم وتهجيرهم وتخويفهم وإغرائهم؛ فهؤلاء الآن أصبحوا أسرى بالآلاف من
الصحراويين في تلك المخيمات”.
وشدّد
الريسوني على ضرورة “التحاور مع الصحراويين فإن بقوا على مقامهم فلهم الحرية
في ذلك، وإن أرادوا ورغبوا في أن يعودوا إلى قبائلهم ومدنهم ومنازلهم فيجب أن
يُسمح لهم بذلك. وأعتقد أن هذا هو الذي سيكون وستُحل مشكلة الصحراء بصفة نهائية
إذا اعتمدنا على الشعوب والمواطنين والجمهور”.
واستطرد
قائلا: “دعوت، ومازلت أدعو، أن تعمل السلطات المغربية والجزائرية على إفساح
المجال للحوار، وأن يُسمح للعلماء والدعاة وغيرهم بالذهاب إلى تندوف، وأن تسمح
السلطات المغربية للعلماء أن يتوجهوا إلى مختلف مدن الصحراء في وفود وقوافل للتحاور،
ولبث روح الوحدة والأخوة الإسلامية التي لا تقبل بأي شكل من الأشكال هذه الدويلات
غير القابلة للحياة وهذه التجزئة المتواصلة”.
واختتم
الريسوني بقوله: “هذا هو ما قصدته وقلته، ولكن في الحقيقة هذه الحملة الأخيرة
التي تُشنّ ضدي ذات أبعاد سياسية واضحة، وهذا شأن السياسيين، لكن زوبعتهم ستمضي،
وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح، وبالله التوفيق”.
اقرأ أيضا: حديث الريسوني عن “الصحراء” يثير غضبا بالجزائر وموريتانيا (شاهد)
ومطلع
آب/ أغسطس، قال الريسوني، في تصريحات لموقع “بلانكا بريس” المغربي، إن
ما يؤمن به قطعا هو أن الصحراء وموريتانيا كانتا تابعتين للمملكة المغربية، لافتا
إلى تعويل المسؤولين المغاربة على التطبيع مع إسرائيل بدل الشعب المغربي في قضية
الصحراء الغربية.
وأشار
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى استعداد الشعب المغربي للجهاد ومسيرة
جديدة مثل المسيرة الخضراء إذا طلب العاهل المغربي ذلك، للزحف ليس نحو العيون فقط،
وإنما نحو إخواننا الصحراويين في تندوف.
واعتبر
أن قضية الصحراء وموريتانيا صناعة استعمارية، وأن المغرب اعترف باستقلال موريتانيا
وبالتالي فقد “تُركت للتاريخ ليقول كلمته في المستقبل”.
المصدر: العربي 21