تحليل: إعادة العلاقات التركية الإسرائيلية يعيد تشكيل الشرق الأوسط

“استعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، سيكون له صدى أكبر في المنطقة، ويمكن لعلاقات استراتيجية أوثق مع تركيا أن تساعد إسرائيل على تشكيل الشرق الأوسط بطريقة أكثر فائدة، أو على الأقل أقل تهديدا”.

هكذا خلص تحليل حديث لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، قال إن هذه العلاقة الجديدة، جنبا إلى جنب مع علاقات إسرائيل المتنامية مع الشركاء العرب، لديها إمكانات بعيدة المدى لكل من إسرائيل وتركيا، وتسمح بإعادة رسم التحالفات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تحاول تركيا التعافي من سنوات من العزلة الدولية.

وأضاف أن عودة العلاقات لا تعني أن القوتين الإقليميتين تتفقان في كل قضية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، لكن مصالحهما تتمحور حول ما يكفي من المخاوف المهمة التي يعتزمون معالجتها ضمن أجندة ثنائية.

وأشار التحليل، إلى أن البلدين سيحاولان القيام بذلك بطريقة تجنب العلاقات الانهيار مرة أخرى، عند أول توتر بينهما.

وحسب التحليل, فإن استعادة العلاقات مع إسرائيل هي العلامة المثالية اللازمة لتركيا لتهدئة المستثمرين الأجانب، ومن جانبها، تبحث تل أبيب عن طريقة لنقل غازها الطبيعي إلى أوروبا المتعطشة للطاقة.

وسبق أن أعرب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، عن استعداده “للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة ومشاريع أمن الطاقة”، مع احتمال نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا، في وقت تثير الحرب في أوكرانيا مخاوف بشأن الإمدادات.

اقرأ أيضاً

أردوغان: تعيين السفير الجديد بإسرائيل سيكون في أقرب وقت

اقرأ ايضاً
يرافقه حاخام فرنسا الأكبر.. الإليزيه يكشف أجندة زيارة ماكرون للجزائر

في وقت تحتاج تركيا بشدة إلى الاستثمار الأجنبي، ولا يزال الاقتصاد التركي يعاني من آثار الوباء.

ووفق “نمرود غورين”، رئيس المعهد البحثي الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية “ميتفيم”، فإن البلدين سيعملان على التعامل مع الخلافات، وخلق أطر لمناقشة الخلافات دون أن يؤدي ذلك إلى تدمير العلاقات الثنائية، كما حدث في السنوات الماضية.

والأربعاء، أعلنت تركيا وإسرائيل، رسميا، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وقررتا تبادل تعيين البعثات الدبلوماسية، دون تقديم أية تفاصيل حول موعد تعيين السفراء أو موعد تسلمهم مهامهم.

وتراجعت العلاقات بين البلدين، بعد هجوم إسرائيل على “أسطول مرمرة”، الذي انطلق إلى غزة عام 2010، والذي أدى إلى قطع العلاقات على مدار 10 سنوات بين البلدين.

وبدأت العلاقات بالتحسن بعد اعتقال زوجين إسرائيليين في تركيا للاشتباه بقيامهما بالتجسس بعد التقاطهما صورا بالقرب من قصر “أردوغان”، قبل أن يتم الإفراج عنهما.

وبعد ذلك بعدة أشهر، شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا، تحولا نحو التقارب، بلغ ذروته مع زيارة الرئيس الإسرائيلي “إسحق هرتسوج”، لتركيا في مارس/آذار الماضي، في أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى البلاد منذ 2007.

وقام وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، بزيارة نادرة إلى القدس، في نهاية مايو/أيار الماضي في إطار تحسين العلاقات الدبلوماسية.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

البيعة السعودية

حل هيئة البيعة السعودية ما هو السبب ؟…. ابن سلمان يشعر بالخطر

مع كل يوم يمضي تنكشف أخبار وتسريبات جديدة عن حدة الصراعات الداخلية التي تشهدها مملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *