وسوريا
تغير اللهجة التركية تجاه سوريا

باحث سياسي: تغير لهجة المسؤولين الأتراك تجاه سوريا “سياسة غير موثوقة ولايمكن الاعتماد عليها”

تغيٌّر اللهجة التركية مع سوريا من أجل الفوز في الانتخابات/ تراجع شعبية أردوغان في السنوات الماضية مع ازدياد شعبية بشار الأسد بازدياد سلطته.

الظروف الاقتصادية التي تحكم تركيا والانتخابات المقبلة في البلاد تُظهر أن تغيُّر نبرة أو لهجة المسؤولين الأتراك هي سياسة غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها.

جاء ذلك خلال مقابلة للباحث في الشؤون الإقليمية، أحمد الكبيسي مع موقع “قطر عاجل“، تناولت التغير في الخطاب التركي تجاه سوريا خلال الأيام الأخيرة.

وفي هذا السياق قال الكبيسي: “للإجابة على هذا الموضوع، يجب النظر إلى السياسة الخارجية لتركيا خلال الـ25 سنة الماضية. خلال تلك الأيام أي عندما تمكن حزب العدالة والتنمية من تولي زمام الحكم في تركيا، لم يكن هناك خط واضح وخريطة طريق محددة لرسم وتقييم السياسة الخارجية لتركيا”.

وأشار إلى الحركة المتعرجة لحكومة أردوغان في مجال السياسة الخارجية، قائلاً: “اعتادت الحكومة التركية على إبداء معارضة كبيرة للسياسات الإجرامية للنظام الصهيوني، لكن بعد فترة وجيزة تغيرت هذه السياسة وأصبحت الدولة التي أرسلت سفينة مرمرة لمساعدة الشعب فلسطين المظلوم والمحاصر، هي ذات الدولة صاحبة العلاقات الاقتصادية الأكبر مع إسرائيل”.

كما لفت الباحث في الشؤون الإقليمية إلى أن الحكومة التركية سعت خلال العقد الماضي إلى أخذ علم النضال ضد إسرائيل من محور المقاومة، وقال في هذا الصدد: “الحكومة التركية سعت لرفع هذا العلم، لكن تصرفاتها فيما يتعلق بالتدخل العسكري الصريح في دول مستقلة ذات سيادة مثل سوريا والعراق والجرائم التي ارتكبت في هذه الدول خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية شكل جزءا كبيرا من الملف غير المعقول لسياسة تركيا الخارجية”.

وقال الكبيسي من خلال الإشارة إلى أن طريق دخول الإرهابيين لسوريا طِوال الحرب السورية وأهم قاعدة دعم لهم كانت في تركيا، أن “خلال هذا الوقت، كانت هذه الدولة مكانا يقدم جميع أشكال الدعم للانفصاليين والإرهابيين التكفيريين السلفيين في المنطقة. لقد نسقت تركيا خططها اللامنطقية والمناهضة للمنطقة مع الأمريكيين والوهابيين، ولا يمكن لتغيير نبرة أو لهجة المسؤولين الأتراك أن يعوض عن هذه الأعمال غير المعقولة”.

كما أشار إلى نهج السياسة الخارجية لتركيا في ليبيا وسوريا والعراق والقوقاز، بالقول: “استولت تركيا على جزء من الأراضي السورية ووضعت عليه اسمها في الخرائط الموجودة بكتبها المدرسية. ومن جهة أخرى، كانت تركيا المسؤولة عن جزء كبير من الأحداث المؤسفة وخطر تقسيم ليبيا وقتل المسلمين فيها. ولعبت تركيا أيضا دورا رئيسيًا في الحرب الأخيرة في منطقة القوقاز. كل هذه الحالات تعكس أن تصريحات المسؤولين الأتراك خلال مقابلة قصيرة لا يمكن أن تغير وجهات النظر تجاه تركيا في القضايا الإقليمية”.

وبالإشارة إلى إن الظروف الاقتصادية التي تحكم تركيا والانتخابات المقبلة في هذا البلد تظهر أن تغيير لهجة المسؤولين الأتراك هي سياسة غير موثوقة، قال الباحث في الشؤون الإقليمية: “يمكن الوثوق بهذه التصريحات للمسؤولين الأتراك في حال اقترانها مباشرة بالممارسات العملية للتعويض عن جميع الإجراءات المناهضة للمنطقة وسوريا، الأمر الذي يستغرق وقتاً بالتأكيد ويدرك الخبراء والمحللين في القضايا السياسية جيداً أسباب تغير اللهجة التركية تجاه سوريا”.

وفي ختام المقابلة قال الباحث أحمد الكبيسي من خلال الإشارة إلى السياسات التركية خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية والإخفاقات العديدة التي سببتها هذه السياسات في المجالين الاقتصادي والإقليمي لتركيا، “من المؤكد أن شعبية رجب طيب أردوغان قد تراجعت خلال هذه الفترة، ولكن من ناحية أخرى تمكنت الحكومة السورية من زيادة شعبيتها بسبب الحضور المستمر والقوي والمبرمج لبشار الأسد. ومن أهم المؤشرات على ذلك عودة الدول والحكومات التي غادرت هذا البلد في بداية الأزمة السورية، واليوم يقفون بالصف للقاء الرئيس السوري وإعادة فتح سفاراتهم في هذا البلد”.

المصدر: قطر عاجل

شاهد أيضاً

وكالة الطاقة الذرية تطالب إيران بتعاون أكبر في ملفها النووي

قال دبلوماسيون إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يضم 35 دولة، وافق يوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *