خبير مصري: هكذا تقلل توربينات سد النهضة تدفقات النيل المعتادة منذ آلاف السنين

قال الأستاذ بجامعة القاهرة، “نادر نورالدين”، إن اثيوبيا أنهت الملء الثالث لسدها الضخم بالوصول إلى مخزون 22 مليار متر مكعب بإضافة 14 مليار متر مكعب هذا العام، مؤكدا أن توربينات السد تقلل تدفقات النيل المعتادة لمصر والسودان منذ آلاف السنين.

وذكر “نور الدين” أن أديس أبابا خزنت نحو 2 مليار متر مكعب من الماء لتعويض التبخر الذي حدث في مخزون البحيرة خلال العام الماضي من الفيضان السابق وحتى الفيضان الحالي، ولم تهتم بالطرح المصري السوداني بأن يكون الملء طبقا لظروف ومستوى الفيضان، وأن تقوم بتخزين ما تشاء مياه فقط في سنوات الفيضان المرتفع، حسبما أوردت شبكة “روسيا اليوم”.

وأشار الأكاديمي المصري إلى أن إثيوبيا تقوم سنويا بتعلية الحاجز الأوسط للسد الذي يعترض مجرى مياه النيل الأزرق في نهاية شهر يونيو/حزيران من كل عام، قبل أن تظهر ملامح الفيضان، والذي يبدأ في يوليو/تموز ويصل إلى ذروته في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، و”بالتالي لا يمكنها التأخير في تعليه الحاجز الأوسط بعد نهاية يونيو/حزيران انتظارا لظهور بشائر الفيضان” حسب قوله.

وأضاف أن “الأمطار الغزيرة في يوليو/تموز تمنع التقدم في تعلية الممر الأوسط وأعمال الصبات الخرسانية، بما يعني أن على مصر والسودان أن تتدبرا مواردهما المائية خلال فترات الملء وحجز المياه إلى أن تنتهي فترات الملء ووصول مخزون بحيرة السد الإثيوبي إلى 74.5 مليار متر مكعب، وهي سعة التخزين القصوى للسد.

وعندئذ، ستعود المياه إلى مستوياتها في التدفق لمصر والسودان عبر فتحات توربينات السد الإثيوبي الثلاثة عشر، بحسب “نور الدين”.

ولفت الخبير المصري إلى أن إثيوبيا تكتفي بضخ من 50 إلى 75 مليون متر مكعب من المياه يوميا من الفتحتين السفليتين للسد طوال فترة التخزين، وهو يمثل نحو 15%؜ فقط من الضخ المعتاد خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من كل عام.

وقال إن احتمال وصول المياه إلى مصر والسودان بعد الانتهاء من الملء الكامل لبحيرة سد النهضة يتوقف على مدى قدرة إثيوبيا على تشغيل جميع توربينات السد الـ13، وهو أمر يتوقف على تعاقدات إثيوبيا لتصدير الكهرباء إلى السودان وجنوب السودان، أو نجاح نقل الكهرباء إلى داخل إثيوبيا عبر شبكة الضغط العالي التي تتكلف 2 مليار دولار.

اقرأ ايضاً
حزب ماكرون يخسر الغالبية المطلقة في الانتخابات التشريعية

ولذا يرى “نور الدين” أنه “لا ضمانات يمكن أن تقدمها إثيوبيا لتشغيل جميع التوربينات ووصول مياه النيل الأزرق شبه كاملة إلى مصر والسودان”.

وأوضح الخبير المصري أن “إثيوبيا بنت حساباتها، التي أبلغت بها دولتي المصب، على خروج المياه عبر 16 توربينا، ولكن بعد خفضها إلى 13 توربينا فقط، فالاحتمال الأكبر هو عدم وصول سابق تدفقات النيل الأزرق إلى مصر والسودان كما كان معمولا به عبر آلاف السنين”.

وأكد “نور الدين” أن احتمالات حجز إثيوبيا لكميات مياه النيل الأزرق قائمة بعد تخفيض أعداد التوربينات ورفض إثيوبيا ضمان حد أدنى لتدفقات النيل الأزرق إلى البلدين بعد الانتهاء من الملء الكامل لبحيرة السد.

وعن تدابير مصر لتنمية مواردها المائية ومنع الإهدار والفقد وترشيد استخدامات المياه حتى يمكنها تحمل بعض من تداعيات السد الإثيوبي عليها، أشار “نور الدين” إلى التوسع في انتاج المياه المحلاه من البحر المتوسط، حيث تستهدف مصر الوصول إلى إنتاج  5 مليارات متر مكعب عام 2050، مع معالجة مياه المخلفات بحجم 5 مليارات متر مكعب سنويا، وخلط نحو 15 مليار من مياه المخلفات بمياه الري لتخفيف تركيزها وجعلها صالحة للري.

كما نوه “نور الدين”، في السياق ذاته، إلى اتجاه مصر لتبطين الترع الناقلة لمياه النيل إلى الحقول لمنع الرشح والنشع ومنع فقدان مياه الري عبر مسام الترع الطينية السابقة، مع إعادة هيكلة السياسات الزراعية بتقليل مساحات زراعة الحاصلات المستهلكة للمياه مثل الأرز والموز وقصب السكر والخضروات عريضة الأوراق، في الوقت الذي تزرع فيه إثيوبيا الارز وغيره لحساب بلدان أخرى.

وأشار الخبير المصري إلى أن “هذه الإجراءات كلفت مصر مليارات الدولارات، لأنها اضطرت لتنفيذها في فترة قصيرة لتجنب البعض من التداعيات السلبية  لسد النهضة الإثيوبي، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية والاستدانة لتنفيذها، وبالتالي تستحق مصر الحصول على تعويضات من إثيوبيا ومن البنك الدولي عن هذه التكاليف التي لم يكن مخطط لها في هذا التوقيت”.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

البيعة السعودية

حل هيئة البيعة السعودية ما هو السبب ؟…. ابن سلمان يشعر بالخطر

مع كل يوم يمضي تنكشف أخبار وتسريبات جديدة عن حدة الصراعات الداخلية التي تشهدها مملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *