الأسير الفلسطيني عواودة في رسالة مؤثرة: جسدي المتهالك يعكس وجه الاحتلال

وجه الأسير الفلسطيني “خليل عواودة”، المضرب عن الطعام لليوم الـ170 على التوالي، رسالة إلى “أحرار العالم” قال فيها إن جسده المتهالك يعكس وجه الاحتلال الإسرائيلي الحقيقي.

وقال “عواودة”، في رسالة له نُشرت الإثنين، عبر فيديو قصير من مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي، حيث يرقد: “يا أحرار العالم، إن هذا الجسد المتهالك الذي لم يبق منه إلا العظام والجلد لا يعكس ضعف وعُري الشعب الفلسطيني”.

وأكد أن “هذا الجسد هو مرآة في وجه الاحتلال الحقيقي الذي يدعي أنّه دولة ديمقراطية، في حين يوجد أسير بلا تهمة رهن الاعتقال الإداري الهمجي، ليقول بلحمه ودمه لا للاعتقال الإداري، لا للاعتقال الإداري”.

وأضاف “عواودة”: “نحن شعب قضيته عادلة، وستبقى عادلة وسنبقى نقف ضد الاعتقال الإداري (بلا تهمة) حتى لو ذاب اللحم والجلد وتلاشى العظم، وحتى لو ذهبت الأرواح، كونوا على ثقة أننا أصحاب حق، وأن قضيتنا عادلة مهما كان الثمن المدفوع عالياً”.

وكانت مؤسسات حقوقية قد نشرت الأحد، صوراً للأسير “عواودة”، أظهرت وصوله إلى مرحلة صحية حرجة من جراء استمراره في الإضراب رفضا لاعتقاله الإداري (بلا تهمة) في السجون الإسرائيلية، وبدا جسده نحيلاً جداً كهيكل عظمي.

وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن “صور عواودة التقطتها زوجته ووالده، وتحمل في تفاصيلها جريمة لا أخلاقية ولا إنسانية بحقه من قبل إدارة سجون الاحتلال، وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المصرة على قتله، وهذه الصور كفيلة بأن يصحى ضمير العالم لمحاسبة دولة الاحتلال”.

وفي السياق، أعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان صحافي، عن صدمته للصور التي وصفها بـ”المروعة” التي نشرت للأسير “عواودة”. وقال: “المعتقل عواودة المضرب عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله من دون اتهام، وأصبح يواجه خطر الموت الوشيك، وما لم يتم اتهامه يجب الإفراج عنه فوراً”.

اقرأ ايضاً
أمريكا تطالب بمحاسبة الصين بعد تقرير أممي عن انتهاكات بحق مسلمي الإيجور

ورفضت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العليا، الأسبوع الماضي، الإفراج عن “عواودة”، واكتفت بقرار “تجميد” اعتقاله الإداري، وردت الالتماس الذي قدمته هيئة المحامين “المطالب بالإفراج الفوري عن الأسير”.

واعتبرت المحكمة أن قرار “التجميد” يعتبر بالنسبة لها مناسباً لحالة المعتقل، مشددة على أن يكون التعامل معه مثله مثل أي مريض موجود في المستشفى.

والأسير “عواودة” من الخليل متزوج وأب لأربعة بنات وهن: تولين، ولورين، وماريا، ومريم، أكبرهن 9 سنوات، وبعد حصوله على معدل 92 بالثانوية العامة الفرع العلمي، التحق بجامعة “بوليتكنك فلسطين” لدراسة الهندسة، لكن الاحتلال حرمه من الشروع بالدراسة واعتقله عام 2002، وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة خمس سنوات ونصف.

وبعد تحرره بفترة وجيزة عام 2007، أعاد الاحتلال اعتقاله إدارياً لمدة 33 شهرًا، ومنذ ذلك الوقت حتّى اليوم تعرض “خليل” للاعتقال مرات عديدة بين أحكام واعتقال إداريّ.

ويُعرف عنه أنّه شاب مثقف وحافظ للقرآن الكريم، وفاعل اجتماعيًا على مستوى بلدته، حيث قام بحملات عدة مع مجموعة من المتطوعين لخدمة أهل بلدته.

والتحق في السنوات الأخيرة بدراسة علم الاقتصاد في جامعة القدس المفتوحة، إلى جانب قيامه بأعمال حرة لرعاية عائلته واستكمال دراسته، وهو من أوائل الطلبة في دفعته.

وفي تاريخ الثالث من مارس/ آذار العام الجاري، أعلن الأسير “عواودة” إضرابه عن الطعام، رفضًا لاعتقاله الإداري الذي يواجهه إلى جانب 640 معتقلًا إداريا في سجون الاحتلال تحت ذريعة وجود “ملف سري”.


المصدر: متابعات قطرعاجل

شاهد أيضاً

3

أشهر المأكولات في الوطن العربي: غنى وتنوع يعكس التاريخ والجغرافيا

يمتاز المطبخ العربي بتنوعه الفريد من المأكولات التي تعكس تاريخا طويلا من التقاليد العريقة، وبيئات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *