لوفيجارو: الصراع السوري تجمد دون أي احتمال لتسوية دائمة

رأت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، أن الصراع على السلطة في سوريا بين النظام والمعارضة، والذي خلف 400 ألف قتيل على مدار 11 عاما متواصلة؛ تجمد دون أي احتمال لتسوية دائمة. وبالرغم من ذلك أصبح نظام الرئيس “بشار الأسد” المسؤول عن قتل الالاف من شعبه مقبولا من غالبية الزعماء في الدول العربية والغربية.

جاء ذلك وفق مقال أوردته الصحيفة للكاتب والمحلل السياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط “جورج مالبرينو”.

واستعرض “مالبرينو” العديد من النقاط التي لن تؤدي إلى تسوية دائمة للصراع السوري، والتي كان من بينها الجماعات الموالية لإيران (مقاتلين عراقيين وأفغان وحزب الله)، التي حلت هذا الصيف محل قوات روسية في الحدود الجنوبية لسوريا، والتي تثير قلق الأردن وإسرائيل.

ونقل الكاتب عن دبلوماسي عربي قوله: “حيثما انتشر الروس، يكون التفاهم أفضل”.

واقع الأكراد

وفي نقطة أخرى يأتي الأكراد الذين أصبحوا هدفا لهجمات المسيرات التركية بعد التقارب بين دمشق وأنقرة.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي تابع للأمم المتحدة يتابع الملف السوري قوله: “يعتقد بعض الأكراد أن الأمريكيين يسلمون إحداثيات وتحركات قادتهم للأتراك”.

وبحسب الباحث “فابريس بالانش”، فإن “الأمريكيين وعدوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنهم سيدفعون القيادة الكردية المحلية لإعادة كوادر حزب العمال الكردستاني إلى معقلهم العراقي في قنديل”.

لكن “حزب العمال الكردستاني”، الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، يرفض ذلك.

من جانبهم، يبدو أن السكان الأكراد قد تخلوا عن أحلامهم في الحكم الذاتي.

مصير إدلب

وفيما يتعلق بمصير إدلب، أوضح “مالبرينو” أن هذه المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجهاديين الذين يسعون إلى إعادة التأهيل، ما تزال تحت رادار دمشق وحليفتها روسيا العالقة في أوكرانيا.

وأضاف أن روسيا ليس من مصلحتها في الوقت الحالي شن هجوم عسكري على منطقة إدلب، التي تسيطر جماعة “تحرير الشام” وتدير الأمور فيها بقبضة من حديد، والتي لجأ إليها الجهاديون الأجانب – بما في ذلك 130 إلى 150 فرنسياً- بعد هزيمة “داعش” في الشرق.

اقرأ ايضاً
وزير الخارجية:هناك موقف عربي موحد حيال أزمة سد النهضة

وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة إن الأمريكيين يحاولون جعل الشمال الغربي (الإسلامي) يعمل مع الشمال الشرقي (الكردي) من خلال تشجيع رجال الأعمال من المنطقتين على العمل معًا لتعزيز الاستقلال الذاتي لهاتين المنطقتين.

ورأي الكاتب أن هزيمة أعداء الرئيس “بشار الأسد” أصبح يحظى بوضع سياسي مريح أكثر من ذي قبل، لكن من الناحية الاقتصادية فإن الوضع كارثي ويعاني السوريون من العقوبات التي تفرضها الدول الغربية.

التقارب مع الخارج

وأوضح الكاتب أن “الأسد” يهدف في الوقت الحالي لتوسيع دائرة الدول التي تعيد الاتصال بدمشق، على غرار الإمارات والبحرين، ويمكن أن تنضم تركيا في النهاية إلى هذه القائمة.

وإذا كانت عُمان والجزائر لم تقطعا أبداً الاتصال مع رأس النظام السوري، فإن مصر والأردن ولبنان وفلسطين والعراق استأنفت الاتصال مع “الأسد” منذ عدة سنوات، أما إسرائيل فقد تكتفي بتراجع عدوها الإيراني.

وقد تكون العودة إلى جامعة الدول العربية الخطوة التالية في القمة العربية بالجزائر العاصمة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل،  لكن ما يزال هناك تردد من جانب السعوديين وقطر.

واعتبر الكاتب أنه في حين أن “الأسد”، مثل والده “حافظ”، يعرف دائمًا كيف يستغل انتكاسات التحالفات، “فإننا نتحرك نحو الاتصال مع دولة تلو الأخرى بدلاً من العودة الرسمية لدمشق إلى الحظيرة العربية”.

علاوة على ذلك، يمكن أن يكون للاتفاقية النووية الأمريكية الإيرانية تأثير في سوريا، فمن دون الانسحاب يمكن لحليفها الإيراني تعديل مشاركته في الميدان.

من جهتها، قد تستمر الإدارة الأمريكية، المنخرطة في مفاوضات مباشرة مع دمشق، لإطلاق سراح الصحفي “أوستن تايس” المحتجز منذ 10 سنوات في سوريا، في غض الطرف عن الدول التي تقترب من “الأسد”.


المصدر: وكالات

شاهد أيضاً

البيعة السعودية

حل هيئة البيعة السعودية ما هو السبب ؟…. ابن سلمان يشعر بالخطر

مع كل يوم يمضي تنكشف أخبار وتسريبات جديدة عن حدة الصراعات الداخلية التي تشهدها مملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *