الجديعي
الناشط الاجتماعي الشاب محمد الجديعي

السعودية تحكم على ناشط اجتماعي بالسجن لمدة 18 عاما.. وحملة عالمية للمطالبة بالإفراج عن الشهاب

استكمالاً لسلسلة القمع وتكميم الأفواه وتقييد الحريات في المملكة السعودية وتزامناً مع حملة عالمية للمطالبة بالإفراج عن سلمى الشهاب، فوجئ ناشطي حقوق الإنسان والشعب السعودي عامةً بصدور حكم بحق الشاب المعتقل محمد الجديعي المعروف باسم “جدّوع” يقضي بسجنه لمدة 18 عاماً.  

وقالت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي “داون” أن محكمة الاستئناف المتخصصة في الرياض أصدرت يوم أمس الاثنين حكماً قاسيا بحق الناشط الاجتماعي محمد الجديعي يقضي بسجنه 18 عاما، مشيرة إلى أن الجديعي كان ضحية  حملة اعتقالات قبل نحو عامين ونصف، شملت نشطاء سياسيين، ودعاة، وناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبقي الجديعي بلا محاكمات منذ اعتقاله مطلع نيسان/ أبريل 2020 وسط قلق على مصيره من قبل ذويه حتى صدر الحكم القاسي بحقه يوم أمس.

ولم تذكر المنظمة التهم التي وجهت إلى الناشط محمد الجديعي إلا أنه يُعتقد بأن البسبب يعود لغريدات سابقة له عبر تويتر، عبّر فيها عن رأيه السلمي الحر.

فيما قالت قناة DW الألمانية إن المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية ليست مستقلة ولا نزيهة؛ لأن آلية اختيار القضاة بيد الملك سلمان عبد العزيز وابنه محمد فقط.

وذكرت القناة أن الرياض تشعر بالجرأة على استخدام المحكمة الجزائية المتخصصة كأداة للقمع ومعاقبة أي شكل من أشكال التعبير عن الرأي.

ويأتي هذا الحكم على الجديعي استكمالاً لسلسلة من الأحكام القمعية التي تصدرها المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب، إذ حكمت على الناشطة سلمى الشهاب بـ23 عاما، وعلى خطيب وإمام المسجد الحرام صالح آل طالب بالسجن 10 سنوات، كما نقضت حكم الإفراج الصادر للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف وقضت بسجنه 20عاماً.

صالح آل طالب

في العاشر من الشهر الحالي أي بعد مرور أربع سنوات على الاعتقال التعسفي لخطيب وإمام المسجد الحرام صالح آل طالب من قبل السلطات السعودية، دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية معه تحت وسم “#4سنوات_على_اعتقال_امام_الحرم” لكشف جريمة استمرار اعتقاله ومطالبة السلطات السعودية بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط.

وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام في 7 أغسطس 2018، بسبب خطبة ألقاها خطيب المسجد الحرام عن المنكرات ووجوب إنكارها على فاعلها.

وكان الشيخ آل طالب قد دعا فيها على من وصفهم بالطغاة الظالمين.

ويرجع أصل عائلة الشيخ صالح آل طالب إلى حوطة بني تميم، وهو من أسرة عُرفت بالعلم والقضاء وحفظ القرآن الكريم حيث حفظ الشيخ صالح القرآن الكريم قبل البلوغ، كما أتقن حفظ القرآن تلاوة وحفظا مع الدراسة العامة للقراءات العشر على كثير من المشايخ.

ورغم أنه ومنذ بداياته في الحرم المكي معروف عنه دائما أن خطبه قوية جدا وجريئة، يقول فيها الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، ويذكّر فيها بأحوال المسلمين في كل مكان لكن انتقاده لسياسة ولي العهد محمد بن سلمان بخطبته عرضته للاعتقال برغم رمزية منصبه.

سلمى الشهاب

بالأمس، أطلقت منظمة العفو الدولية حملة عالمية للمطالبة بالإفراج عن سلمى الشهاب، وحثت على أوسع مشاركة عالمية في المطالبة للإفراج عنها فورا ودون قيد أو شرط.

كما أصدرت 35 منظمة حقوقية دولية بيانا مشتركا يطالب المجتمع الدولي بالضغط على السلطات السعودية لكي تفرج عن الشهاب.

وفي 9 أغسطس 2022، أصدرت محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة في السعودية حكما يقضي بسجن الناشطة في المجال الحقوقي سلمى شهاب لمدة 34 عاما يليها حظر سفر لمدة 34 عاما، على خلفية تهم تتعلق بآرائها السلمية على موقع “تويتر”، وذلك في أطول حكم سجن للمدافعين عن حقوق المرأة في تاريخ المملكة السعودية.

وناشطة الرأي سلمى الشهاب (9 نوفمبر 1988) لم يكن جرمها سوى أنها لم تقبل الظلم والقمع بحق أبناء وطنها والمستضعفين الفلسطينيين فكان جُلَّ نشاطها يختص في المجال الحقوقي ولاسيما مايخص القضية الفلسطينية، وحقوق النساء في المملكة السعودية، والمطالبة باستمرار بالإفراج عن معتقلي الرأي.

ولم يخطر في بال الشهاب المقيمة في بريطانيا والتي تحضّر لنيل درجة الدكتوراه في جامعة ليدز، بأن الدفاع عن الحقوق الأساسية أو مجرد الحديث عنها بحد ذاته هو جرم لدى السلطات السعودية لتقوم العام الماضي بزيارة وطنها ويتم اعتقالها دون رأفةً حتى بطفليها 4 و 6 سنوات.

جدير بالذكر أن عمليات الحبس غير القانوينة ازدادت في السعودية بعد قدوم محمد بن سلمان للحكم وكذلك مدد التوقيف طويلة تصل ببعض الأحيان إلى سنوات فضلاً عن عمليات التعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية، والتحرش والإهانات ومنع التواصل مع الأهل خلال الاحتجاز.

وتروج السعودية، لأماكن الاحتجاز على أنها منتجعات تتوفر فيها كل أشكال الرفاهية مع عدم إعلانها عن مكان احتجاز المعتقلين.

ومنذ قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول أكتوبر 2018، ازداد التوجه الدولي نحو انتهاكات السلطات السعودية بملف حقوق الإنسان إذ تواجه منذ ذلك الحين موجة من الغضب والانتقاد لقمعها المستمر لحرية التعبير والنشاط الحقوقي لاسيما المعارضين حتى من قلب العائلة الحاكمة.

المصدر: قطر عاجل + متابعات

شاهد أيضاً

هل حان وقت انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟

هل حان وقت انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *