قتل 4 أشخاص على الأقل، في اشتباكات بين مسلحين شيعة متناحرين في مدينة البصرة (جنوب العراق) خلال ليل الأربعاء الخميس.
وقال مسؤولون أمنيون محليون، اثنين من القتلى من أعضاء ميليشيا “سرايا السلام” التابعة للزعيم الشيعي “مقتدى الصدر”.
جاء الاشتباكات بعد مقتل قيادي بارز في “سرايا السلام”، وإصابة آخر.
وقال مصدر أمني عراقي، إن القضية عبارة عن حادثة جريمة قتل في وسط البصرة لقيادي من سرايا السلام، وإصابة شخص آخر تواجد معه، مضيفا أن القوات الأمنية ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم وتقوم بالتحقيق معهم.
وقال إن مسلحين من أتباع سرايا السلام، المؤيدة للتيار الصدري، كانوا في مكان الحادث، اتهموا عناصر من “عصائب أهل الحق”، إحدى فصائل الحشد الشعبي، بارتكاب الجريمة، فاندلعت المواجهات بين الجانبين.
وكان مصدر أمني عراقي، ذكر أن الاشتباكات في البصرة أسفرت عن قتيل وجريح، كما قال إن الاشتباكات وصلت إلى منطقة القصور الرئاسية.
وتعد هذه الاشتباكات أحدث أعمال عنف تشهدها البلاد في الأزمة السياسية بين أتباع رجل الدين الشيعي “مقتدى الصدر”، وأحزاب متحالفة مع إيران وجماعات شبه العسكرية.
ووفق مراقبين، فإن ما حصل في البصرة هو نتيجة التأزم الموجود في البلاد والذي تشهده عدد من المناطق والمحافظات العراقية، وهو نتيجة للأحداث الدموية التي وقعت في المنطقة الخضراء ببغداد وخلّفت أكثر من 20 قتيلا، قبل أن تنتهي بدعوة الزعيم الشيعي “مقتدى الصدر” أنصاره للانسحاب وإنهاء الاعتصامات.
من جهته، قال محافظ البصرة “أسعد العيداني”، إن الوضع الآن تحت السيطرة، وجرى احتواء الاشتباكات في المدينة، والوضع فيها مستقر وآمن، مؤكدا أن المواجهات لم تنتشر بشكل كبير في المدينة قبل احتوائها من قوات الأمن.
وكان الهدوء عاد إلى العراق، الأربعاء، بعد انسحاب أنصار “التيار الصدري” من المنطقة الخضراء استجابة لدعوة “الصدر”، وإنهاء “الإطار التنسيقي” اعتصام أنصاره في العاصمة بغداد، الذي استمر نحو 3 أسابيع، لتنتهي بذلك 24 ساعة ملتهبة عاشتها البلاد بين يومي الاثنين والثلاثاء، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى.
كما تأتي اشتباكات البصرة بعدما دعا “الصدر”، الأربعاء إلى الحفاظ على السلم الأهلي، وقال إنه لا يريد أن يتزعزع سلم الوطن الأهلي “حبا في الوطن”.
ويشهد العراق أزمة سياسية، زادت حدتها منذ 30 يوليو/تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاما داخل المنطقة الخضراء في بغداد، رفضا لترشيح تحالف “الإطار التنسيقي” “محمد شياع السوداني” لمنصب رئاسة الوزراء، وطالبوا بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية، لا سيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة حتى الآن.
المصدر: وكالات