انتشار المخدرات في السعودية

لماذا أصبحت السعودية عاصمة المخدرات الأولى في الشرق الأوسط؟

يشهد انتشار وتعاطي المخدرات في المملكة السعودية تصاعداً سريعاً يعكسه الكميات الكبيرة التي تعلن السلطات عن ضبطتها بما يؤكد وجود سوق كبير في المملكة حتى وصفتها شبكة “سي إن إن” الأميركية بأنها تحولت إلى عاصمة المخدرات الأولى في الشرق الأوسط وأصبحت الوجهة الرئيسية للمهربين.   

جاء وصف شبكة “سي إن إن” خلال تقرير لها أشارت فيه إلى أن كميات المخدرات التي تدخل إلى السعودية، تشير إلى زيادة الطلب على المخدرات داخل المملكة، وأنها أصبحت الوجهة الرئيسية للمهربين.

وكانت السلطات السعودية قد أعلنت الأربعاء الماضي، عن ضبط أكبر عملية للمخدرات في تاريخ البلاد بواقع 47 مليون حبة أمفيتامين في شحنة دقيق في العاصمة الرياض، ولم تعلن عن مصدر الشحنة.

وفي هذا السياق قالت الشبكة الأمريكية “في حين أن السلطات لم تذكر مصدر المخدرات المضبوطة، قال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في وقت سابق، إن “التقارير عن مضبوطات الأمفيتامين من دول في الشرق الأوسط لا تزال تشير في الغالب إلى أقراص تحمل شعار الكبتاغون”.

وأوضح تقرير “سي إن إن”، أن حبة الكبتاغون الواحدة تباع ما بين 10 و25 دولارا، ما يعني أن أحدث شحنة سعودية تبلغ قيمتها في الشارع ما يصل إلى 1.1 مليار دولار، استنادا إلى أرقام من مجلة إنترناشيونال إدمان ريفيو.

وكما أشار التقرير إلى أن “الحشيش والقات هما أيضا مخدران شائعان في المملكة، إلا أن الأمفيتامينات تحظى بشعبية بين الشباب السعودي”.

اللافت في الأمر أن رواج المخدرات في السعودية بدأ بالتزايد منذ عام 2015 ولكنه بات يزداد بوتيرة سريعة منذ عام 2017 أي بالتزامن مع وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد وتحوله للحاكم الفعلي للسعودية.

وفي ظل غياب الأرقام الرسمية عن أعداد المدمنين وسعي السلطات لتهوين المشكلة، يعكس تزايد حجم ترويج المخدرات وتعاطيها وتهريبها إلى البلاد حجم السوق الكبير الموجود في المملكة.

ففي نهاية العام الماضي، قالت مجلة “فورين بوليسي” نقلاً عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أن أكثر من نصف جميع كميات الكبتاغون التي تم ضبطها في الشرق الأوسط بين عامي 2015 و2019، كان في السعودية.

وأضافت المجلة أنه ينتمي غالبية متعاطي المخدرات السعوديين إلى الفئة العمرية من 12 إلى 22 عاماً، وهو ما أكده المحلل السعودي أحمد آل إبراهيم، الذي أشار إلى إن أسعار المخدرات في السعودية أرخص بما يقارب 30 أو 40 في المئة من أماكن أخرى، مثل فرنسا أو أميركا او بريطانيا موضحا أن السعودية مستهدفة لكون 70 في المئة من سكانها ما دون 30 عاما.

وذكرت “فورين بوليسي” حينها، أن عمليات ضبط الكبتاغون أضحت شأناً عادياً داخل السعودية. وتشير الأبحاث إلى أن هذه الحبوب المخدرة صغيرة الحجم وسهلة الصنع، يتم إنتاجها بكميات كبيرة في المنطقة لتلبية الطلب السعودي حيث أصبحت المملكة سوقاً مربحة لتجار المخدرات وظهرت كعاصمة لاستهلاك المخدرات في المنطقة.

ورغم تهوين المشكلة من قبل العديد من المسؤولين السعوديين إلا أن البعض يشير إليها ويعكس حجمها ومخاطرها على بنية المجتمع السعودي.

ففي فبراير الماضي، أشار مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء صالح الجابري، في حديثه لقناة “روتانا خليجية” إلى إحصائيات صادمة بشأن تجارة المخدرات في المناطق العشوائية بمحافظة جدة، وقال إن بعض المشاهير يتوافدون على هذه الأحياء طلباً للمخدرات.

وقال المسؤول السعودي إن الأحياء العشوائية أصبحت مقراً لمروجي المخدرات، بل وأصبح البيع علناً في بعض الطرقات.

وفي عام 2018، وصف الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات السعودية، فيصل الشثري، تصريحات بعض الجهات الحكومية عن المخدرات بأنها “مضللة”، وقال حينها: إن “50% من القضايا التي تباشرها النيابة العامة تتعلق بالمخدرات”، فكم أصبح هذا الرقم اليوم؟!

ويبدو أن السعودية التي كانت معروفة بالمملكة المحافظة قبل تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، أصبحت اليوم مكاناً لرواج المخدرات وتعاطيها بفعل سياسة الانفتاح التي يقودها ولي العهد السعودي إذ بات من المألوف في المملكة المحافظة مشاهد حفلات الغناء والرقص والصخب ضمن أجواء من الانحلال والاختلاط العلني بين الجنسين.

وفي حادثة أليمة جرت في شهر أبريل الماضي، أقدم رجل على إضرام النار في منزل عائلته قبل الإفطار وقتل أربعة من أفراد عائلته، وقالت الشرطة حينها أنه كان تحت تأثير المخدرات.

وهنا يُطرح التساؤل، أما آن الأوان لدق ناقوس الخطر في أرض الحرمين الشريفين وإتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لوقف السياسات المؤدية إلى رواج المخدرات وإنقاذ  الشباب السعودي من شرورها.

المصدر: قطر عاجل + متابعات

شاهد أيضاً

1 1756762

خاصبعد رسالة إسرائيل.. هل ينزلق العراق لدائرة التصعيد؟

بعد الرسالة التي وجهتها تل أبيب إلى مجلس الأمن والتي اتهمت فيها لأول مرة وبشكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *