ناقش مؤتمر نظمته جامعة قطر، ممثلة بقطاع العلوم الصحية والطبية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، آخر المستجدات والتطورات الحديثة في أساليب تغذية الأطفال، والتحديات ذات الصلة، لا سيما التحديات الدراماتيكية التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا.
ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة، وسعى إلى توسيع تبادل الخبرات، وتحديث وتطوير المعرفة والممارسات والمفاهيم الغذائية ذات الطبيعة المتغيرة مع مرور الوقت في تغذية الأطفال.
وتضمن المؤتمر، الذي شارك فيه أطباء وخبراء وباحثون من دول مختلفة، برنامجا ثريا من الجلسات التثقيفية والمحاضرات التي استعرضت أبحاث تغذية الطفل والأساليب الحديثة ذات الصلة، مع التركيز على الاضطرابات الأيضية الأكثر انتشارا في دولة قطر والدول المجاورة، حيث يعاني حوالي 40 في المئة من الأطفال من زيادة الوزن أو السمنة.
وحرص المشاركون على تقييم سياسات واستراتيجيات التغذية لتحسين صحة الأطفال، من خلال تقديم البحوث والسياسات الحديثة حول الرضاعة الطبيعية ومكافحة زيادة الوزن والسمنة.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر : إن هذا المؤتمر يأتي في إطار سعي الجامعة لتوظيف كل مواردها وطاقاتها للمشاركة الإيجابية والاستباقية مع المجتمع، وذلك انطلاقا من تطلعاته واحتياجاته.
وأشار إلى مساهمة قطاع العلوم الصحية والطبية في تحقيق أهداف الجامعة الاستراتيجية، من خلال العمل لإحداث تحول في التعليم الصحي في قطر والمبادرات العديدة التي تدعم هذا الهدف.
وأضاف: “من منطلق حرص الجامعة على أن تسخر طاقاتها البحثية لدراسة ما يهم المجتمع ويفيده، جاءت فكرة عقد هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة العربية، وذلك إيمانا بأهمية التغذية السليمة في مرحلة الطفولة لمنع الأمراض المتعلقة بالتغذية كالسمنة والسكري وأمراض القلب والشرايين، وما يتبع هذه الأمراض من مشاكل صحية ونفسية على مستوى الفرد والمجتمع”.
كما لفت رئيس جامعة قطر إلى أن المؤتمر يعكس استراتيجية جامعة قطر التي تسعى إلى دعم الابتكار الذي يفضي إلى حلول واقعية ومؤثرة لأهم القضايا والمشاكل التي تؤرق المجتمعات، إلى جانب تعزيز التنوع الثقافي والعلمي.
واعتبر سعادته أن تنوّع أعضاء هيئة التدريس والطلاب مصدر قوة يُثري بيئة التعليم والبحث العلمي والعمل، وبه استحقت جامعة قطر جائزة التدويل في تصنيفات 2023 من مؤسسة كيو إس (QS)، المزود عالميا للخدمات والتحليلات والرؤى حول قطاع التعليم العالي العالمي.
من جانبها، قالت الدكتورة حنان عبد الرحيم عميد كلية العلوم الصحية: “إن هذا المؤتمر يأتي في سياق استراتيجية قطاع العلوم الصحية والطبية، وتحقيقا لخطة التكامل بين مراحل التعليم الصحي والطبي المختلفة، وكذلك التكامل بين التعليم والبحوث وبين التعليم والبحوث والرعاية السريرية”.
وأشارت إلى أن المؤتمر وفقا لهذه الاستراتيجية يجمع بين الباحثين والأكاديميين والطلاب والعاملين في القطاع الصحي، لتكون النتائج محل فائدة لجميع القطاعات الصحية.
وفي كلمتها، أشارت الدكتورة ريما تيم، من قسم التغذية البشرية بالكلية إلى أن هذا المؤتمر معني بتغذية الأطفال.. وقالت: إن توفر الغذاء الصحي المتوازن للأطفال والمراهقين يساعد على اكتمال الصحة البدنية والعقلية، ويرفع مستوى التحصيل الدراسي، واكتساب عادات وسلوكيات غذائية صحيحة.
وأضافت أن التحولات التي يشهدها علم التغذية فرضت ضرورة عقد مؤتمر سنوي لبحث آخر المستجدات في تغذية الأطفال خلال مراحل حياتهم المختلفة، ومناقشة كيفية الحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالتغذية كالسمنة وأمراض القلب والسكري النوع الثاني ومعالجة تبعاتها”.