بواقع 900 دقيقة خلال 10 مباريات، يظل محمد الدعيع اللاعب العربي الأكثر حصولا على دقائق في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، إذ لعب الحارس السعودي في 3 نسخ من البطولة، وشارك في بطولة رابعة لاعبا احتياطيا.
ويشدد الدعيع (عميد حراس العالم) في حوار خاص للجزيرة نت على أن المنتخب السعودي قادر في كأس العالم 2022 في قطر، على تكرار إنجاز مونديال أميركا 1994، والذهاب بعيدا إلى الأدوار المتقدمة في ظل إقامة البطولة في قطر والمساندة الجماهيرية التي سيحظى بها من الجماهير السعودية والقطرية والعربية.
ويرى حارس القرن الـ20 في القارة الآسيوية أن مونديال قطر سيكون نسخة فريدة من نوعها واستثنائية في تاريخ بطولات العالم، متمنيا وصول منتخبين عربيين إلى الدور نصف النهائي، ومن ثم تأهل أحدهما إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في التاريخ.
وحصد الدعيع 24 بطولة مختلفة طوال مسيرته في الملاعب، بواقع 6 ألقاب مع المنتخبات، أبرزها كأس العالم للناشئين، وبطولة آسيا وكأس العرب، و18 لقبا مع ناديه الهلال أبرزها دوري أبطال آسيا، كأس الكؤوس الآسيوية، و4 ألقاب دوري محلي.
وفي ما يلي نص الحوار:
-
المحتويات اخفاء
ما طموحات المنتخب السعودي خلال مونديال قطر؟
المنتخب السعودي قادر على صنع التاريخ خلال مونديال 2022، وتحقيق إنجاز أفضل مما تحقق في مونديال الولايات المتحدة 1994 (بلغت السعودية حينها الدور الثاني)، خاصة أنه سيلعب في قطر على أرضه وبين جمهوره، حيث لا فرق بين السعودية وقطر، كما أن جميع جماهير الوطني العربي ستقف خلف المنتخب السعودي، الأمر الذي سيسهم في دعم اللاعبين لتكرار الإنجاز والذهاب بعيدا نحو ربع ونصف النهائي.
-
ما المقومات التي أسهمت في تحقيق المنتخب السعودي إنجاز التأهل للدور الثاني في مونديال أميركا؟
جيل المنتخب السعودي في مونديال أميركا لقي اهتماما كبيرا ورعاية من الحكومة السعودية بقيادة العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، ومتابعة الأمير فيصل بن فهد رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب، فضلا عن وجود جهاز فني متكامل على أعلى مستوى، بجانب مجموعة مميزة من اللاعبين جمعوا بين الخبرة والشباب، وهو الأمر الذي أسهم في تحقيق إنجاز التأهل للدور الثاني في أول مشاركة سعودية بالمونديال.
-
أين جيل منتخب 1994 من الكرة السعودية الآن؟
حاليا، يعمل بعض من جيل المنتخب السعودي المشارك في مونديال 1994 مدربين في الأندية والمنتخبات العمرية الأخرى، وبعضهم الآخر يعملون محللين للدوريات، في حين توجهت مجموعة منهم للعمل سواء في الاتحاد السعودي أو لجان وزارة الرياضة، لكن أعتقد أنه كان من الأجدى الاهتمام أكثر بهذا الجيل والاستفادة منهم بطريقة أفضل لخدمة الكرة السعودية وتطويرها.
-
ما أهم ذكرياتك مع مشاركة المنتخب السعودي المونديالية الأولى في أميركا 1994؟
كنت صغيرا في السن خلال وجودي ضمن تشكيلة المنتخب السعودي في مشاركته الأولى في المونديال، وذكريات هذه البطولة جميلة، وكل تفاصيلها، الصغيرة قبل الكبيرة، ما زالت عالقة في أذهان وذاكرة كل السعوديين.
ولا أزال أتذكر مباراتنا القوية أمام المنتخب الهولندي المميز، والخطأ الذي ارتكبته وأسفر عن الهدف الثاني، لنخسر المباراة في الدقائق الأخيرة، وكذلك المعسكر الذي خضناه قبل المونديال لمدة 6 أشهر، والفوز على المغرب وبلجيكا المرشح الأقوى، والتأهل إلى الدور الثاني.
-
ماذا تمثل لك المشاركة في بطولة بحجم كأس العالم 4 مرات؟
شاركت في بطولات كأس العالم 4 مرات، 3 منها كلاعب أساسي، وواحدة كلاعب احتياط، وأي لاعب في العالم يتمنى أن يحظى بمشاركة واحدة على الأقل في بطولة كأس العالم خلال مسيرته، ولكني شاركت في 4 نسخ، وفي كأس العالم للناشئين في أسكتلندا، وأسهمت مع بقية زملائي في حصد السعودية للقب العالمي عام 1989.
مشاركتي في 4 نسخ من بطولات العالم لم تأت من فراغ، وإنما بعد جهد وعمل كبيرين ومحافظة على مستويات عالية، فضلا عن الحضور في الملاعب لفترة طويلة وخوض 178 مباراة دولية، والحصول على لقب عميد لاعبي العالم طوال 15 عاما، ومن ثم صرت عميد حراس العالم، وحارس القرن الـ20 في آسيا.
-
هل زيادة أعداد المقاعد الآسيوية في المونديال المقبل، ستضمن للسعودية الوجود بصفة مستمرة في بطولات العالم؟
المنتخب السعودي قبل زيادة المقاعد الآسيوية في المونديال المقبل تأهل 6 مرات، وهو منتخب قوي، ودائما يتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وزيادة العدد ستفيد المنتخبات الأخرى، ولكن المنتخب السعودي كان مشاركا بصفة مستمرة، وسيكون موجودا أيضا في جميع النسخ القادمة.
-
ما تقيمك لتطور مستوى كرة القدم السعودية؟
كرة القدم السعودية في تطور وتصاعد مستمر منذ عام 1984، الذي شهد اللقب الآسيوي الأول للمنتخب، ومن ثم المشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، وحصد اللقب الآسيوي الثاني عام 1988، وبعدها التأهل إلى مونديال أميركا 1994، واللقب الآسيوي الثالث عام 1996، فضلا عن وصافة آسيا عامي 1992 و2000، والتأهل المتتالي لكأس العالم أكثر من مرة.
وتطور كرة القدم السعودية ما زال مستمرا، وسيتواصل خلال السنوات المقبلة، ولكني متفائل برؤية التطور الحقيقي للمنتخب خلال مونديال قطر 2022، وتحقيقه لنتائج لافتة تقوده للأدوار المتقدمة.
-
هل زيادة أعداد الأجانب إلى 8 في الدوري السعودي ستقلل من منح الفرص للاعبين المحليين، وتؤثر سلبا على المنتخب؟
وصول عدد اللاعبين الأجانب المسموح لهم في الدوري السعودي إلى 8 لكل فريق، أسهم بصورة كبيرة في تطوير اللاعبين المحليين، ورفع من قيمة الدوري السعودي، وجعل منه الدوري الأقوى عربيا خلال الفترة الأخيرة.
ولا أتفق مع مقولة أن زيادة أعداد اللاعبين الأجانب تضعف من قوة المنتخب السعودي على الإطلاق، واعتقد أن التأهل إلى مونديال قطر 2022 أكبر دليل يثبت صحة حديثي.
وأرى أن اللاعب المحلي الذكي هو الذي يستفيد من وجود اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، ويطور من نفسه في ظل الاحتكاك مع لاعبين محترفين على أعلى مستوى، فضلا عن الاستفادة منهم سواء في طريقة التغذية أو التدريب أو غيرها من التفاصيل، حتى يصبح من اللاعبين المؤهلين للاحتراف مستقبلا في مختلف الدوريات العالمية.
-
ماذا تمثل استضافة دولة قطر لمونديال 2022 لكرة القدم العربية؟
استضافة قطر بطولة العالم لكرة القدم 2022، كأول دولة عربية تنظم هذا المحفل الكروي العالمي، تعد فخرا لكل خليجي وعربي، خاصة أن وجود مثل هذا المحفل العالمي على أرضنا قطر وبين جماهيرنا، ومشاركة المنتخبات العالمية فيه، سيجعل أنظار العالم كله تتجه نحو منطقتنا لمدة شهر كامل، ونتمنى لقطر التنظيم الناجح والمميز، وتقديم نسخة فريدة من نوعها تظل عالقة في أذهان كل عشاق كرة القدم في أنحاء العالم.
-
ما توقعاتك لمشوار السعودية في مونديال قطر؟
المنتخب السعودي جاهز للمشاركة في مونديال قطر وتحقيق الأفضل، خاصة أنه تأهل إلى النهائيات بعدما تخطى مجموعة قوية ضمت منتخبات اليابان وأستراليا والصين وفيتنام.
عندما تقع السعودية في مجموعة قوية دائما تكون في الموعد وتحقق الإنجاز، وهو ما حدث في مونديال أميركا، حيث وقعنا في مجموعة قوية، لكن تمكن المنتخب وقتها من التأهل إلى الدور الثاني، وأتمنى تكرار الأمر في مونديال قطر رغم صعوبة المجموعة، خاصة أن المنتخب السعودي يعشق الطريق الصعب، وأتمنى أن يحقق مشوارا أفضل من إنجاز 1994، ونصعد إلى ربع النهائي، ومن ثم نصف النهائي.
-
كيف تحكم على منتخبات مجموعة السعودية؟
مجموعة منتخب السعودية في مونديال قطر صعبة جدا، حيث تضم منتخبات كبيرة، هي الأرجنتين، والمكسيك، وبولندا، ولكن منتخب السعودية لا يقل شأنا وهو تحت قيادة جهاز فني على مستوى عالمي، فضلا عن لاعبين مميزين يملكون من الاحترافية الكثير، بالإضافة إلى أن المباريات التي خاضها المنتخب سواء كانت الودية أو في التصفيات، أثبتت قوة المنتخب وقدرته على تخطي دور المجموعات والذهاب بعيدا في هذه المشاركة .
-
هل المنتخبات العربية ستكون مؤهلة لتحقيق نتائج مميزة في ظل إقامة المونديال في قطر؟
إقامة المونديال على أرض قطر ستعزز من حظوظ جميع المنتخبات العربية المشاركة، خاصة أن جماهير الجاليات العربية في قطر ستساند المنتخبات العربية، كما أن ملاعب قطر متقاربة المسافات، وستسهل على الجماهير العربية والخليجية والسعودية الحضور في كل المباريات ومساندة المنتخبات العربية.
وأتمنى أن يصل منتخب أو منتخبان عربيان إلى نصف النهائي، ومن ثم التأهل إلى المباراة النهائية أيضا لتكون المرة الأولى في التاريخ، خاصة أن جميع المنتخبات العربية جاهزة، وتملك العديد من اللاعبين أصحاب المستويات العالية والقادرين على صنع الفارق ومنافسة المنتخبات العالمية.
-
ما المنتخبات التي ترشحها للمنافسة على لقب مونديال قطر 2022؟
دائما تنصب الأولوية في الترشيح على الفرق الحاصلة على كأس العالم، والتي تجيد اللعب في البطولات الكبرى والمنافسة على اللقب، ومن الصعب تحديد اسم بعينه للفوز باللقب، ولكني أتمنى منافسة المنتخبات العربية على اللقب، ووصول منتخبين عربيين إلى النهائي، وكذلك خروج المونديال بصورة رائعة، تعكس الصورة المميزة لمنطقة الخليج والعرب ككل.